رسالة إلى بعض الناس اتقوا الله في البسطاء
رسالة إلى بعض الناس اتقوا الله في البسطاء
علاء عبد العزيز الريشة والقلم
تسلم ريشتي الشقية وتسلم أفكارها فعندما قررت هذه المرة أن تتحدث بلسان البسطاء وفقراء الحال وتظهر مايدور بداخلهم من صراعات ورفضهم لسلوكيات بعض الناس تجاههم . فلقد قررت ريشتي هذه المرة أن تتحدث عن ظاهرة غريبة .
ظاهرة نرفضها جميعا وننبذها فهي بالفعل دخيلة على الشعب المصري الكريم الأصيل . لقد نشأنا وتربينا على سلوكيات أجدادنا وأبائنا واكتسبنا منهم بشاشة اللقاء وكرم التعامل والعطاء بسخاء وانغرس داخلنا أنه “مانقص مال من صدقة” وان العطاء والوقوف بجانب المحتاج دون رياء أو تباهي كل هذا ابتغاء مرضاة الله والتقرب إليه
وما أفضلها وأربحها من تجارة فتلك هي التجارة الرابحة مع الله عز وجل . فعندما تعطي بسخاء ودون رياء أو تباهي أو نفاق فلك الأجر العظيم .
لقد رصدت ريشتي صاحبة العقل الكبير مأساة يعيشها البسطاء وقت تقديم المساعدة إليهم لأن الهدف الحقيقي من تقديم تلك المساعدات ومد يد العون هي للتباهي فقط للكاميرا وللتصوير فقط وللظهور أمام الناس فقط وليقال أن الشخص الفلاني أو الجهة الفلانية قدمت كذا وكذا وكذا
* وهنا نجد الزوج يجلس مع زوجته الباكية الحزينة ليسآلها عن سبب حزنها وبكائها أجابت والحسرة تقتلها : لقد تأجل تقديم الكراتين وتقديم المساعدات لأن الكاميرات قد تعطلت ورجع كل منا بخيبته وحسرته وكسرته وألمه لحين تصليح تلك الكاميرات
** فأه لو تعلم أيها المتاجر بعواطف البسطاء والمحتاجين واحتياجاتهم أه لو تعلم ما سببته لهم من كسرة وألم وحسابك عن الله عظيم. والعبد الذي يقضي حوائج الناس وييسر لهم متطلباتهم ويوفرها لهم له عند الله مكانة عظيمة ففي حديث عن رسول الله صل الله عليه : “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والأخرة. والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه” – رواه مسلم
وليعلم الجميع أن للفقراء والبسطاء حق في أن يقف الجميع معهم يساندهم ويدعمهم ولو بالكلمة
لابد من تفقُّدهم وإكرامهم بما فتح الله علينا ، نخرج من كل هذا بشىئ واحد وهو أن يكون العمل كله لله فعاقبة الرياء وخيمة وفي نهاية الأمر لايجد العبد يوم القيامة له رصيد من عمل طيب عند الله جل وعلا فمهما أخرج وأعطى وأنفق سيأتي يوم القيامة ولا يجد له عملاً طيبا، لماذا ؟ لأنه ما ابتغى بعمله وجه الله وكل ما كان يشغله إرضاء الناس وليتحدثون عنه وعن فضله وكرمه وبالفعل قد تحدثوا وتحدثوا وأصبح لايملك رصيدا من خير