رسالة رحمة.. بقلم/ مصطفى حسن سليم.
نحزن لأننا أنجبنا أبناء أسوياء، غرسنا فيهم جميع القيم والمبادئ التي تعلمناها من أبائنا وأجدادنا، علمناهم مناهج الحياة والعلم لينالوا أرفع الشهادات الجامعية في الحياة…
ربيناهم على الأخلاق الحميدة، وحب الوطن، والتضحية بنفوسهم من أجله…
ولكننا نسينا شيء مهم، هو أن نزرع فيهم حب أبائهم في الكبر ،والعطف والرحمة عليهم، لم نكن نود أن نعلمهم الجحود، والنكران لفضل أبائهم عليهم في الحياة، ولكنهم تعلموا، لم نكن نود أن يأتي ذلك اليوم الذي نراهم فيه ينسوا أننا علي قيد الحياة بينهم، ولكنهم نسوا ذلك بإرادتهم الحرة، لم نكن نود أن نصبح بالنسبة لهم مجرد أسم يحملوه في هويتهم الشخصية، ولكننا أصبحنا كذلك…
يبدو أننا مخطئين حقا حين أنجبنا هولاء، ووهبنا لهم أعمارنا، لنصبح في الكبر، مجرد سورة معلقة في برواز، تحتاج إلى الرحمة والحنان، ولكننا لانجد سوى أطار فقط لهذه الكلمات الرنانة، علينا الآن أن نقبل تكبر أبنائنا الاعزاء علينا ونحن نتمنى لهم السعادة، ونترك لهم رسالة رحمة ونحن نغادر الحياة، تحمل صدق دعوة الآباء، تحمل بين طياتها كلمة لهم، عندما تتذكروا في الهرم أنكم أخطأتم في حق أبائكم، فلتدعوا لهم بالرحمة، والمغفرة، ربما يتم قبول دعوتكم بين أبواب السماء، ويرحمكم أبنائكم، في وقت تحتاجون فيه، إلى من يرحمكم من البشر.