رضا المصري: الظلم وسوء اختياراتي السبب وراء تأخر خطواتي نحو النجومية

إعداد وحوار: ريهام طارق 

فتح الشاعر الغنائي رضا المصري قلبه في هذا الحوار، متحدثا عن مشواره الفني الطويل، و التحديات التي واجهها، طموحاته، وكيف بدأ أولى خطواته في كتابة الزجل الشعبي وصولا إلى الاحتراف وأعماله التي احتلت قلوب الجمهور.

كشف الشاعر رضا المصري أيضا عن أسرار النجاح والصعوبات التي واجهته، مع اعترافه بتأثير بعض اختياراته الخاطئة في بدايات مشواره على مسيرته الفنية، كما وجه رسالة لـ الشعراء الغنائيين الشباب، وكشف لأول مرة عن الظلم الذي تعرض له من إحدى شركات الإنتاج الشهيرة، ولم يخف الشاعر تأثير دور زوجته في حياته الفنية والشخصية، مؤكدًا أنها كانت السند والداعم الأكبر له في كل مراحل حياته..كل هذه التفاصيل وأكثر في السطور التالية.

 

في البداية نرحب بالشاعر رضا المصري في جريدة أسرار المشاهير ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:

متى بدأت رحلتك مع كتابة الشعر الغنائي؟ وهل تذكر اللحظة التي قررت فيها أن تتحول من الهواية إلى الاحتراف؟

اكتشفت موهبتي منذ المرحلة الإعدادية، حيث بدأت بكتابة الزجل وكنت أصغر عضو في رابطة الزجالين وكتاب الأغاني آنذاك، أما بداية الاحتراف الحقيقي فجاءت مع أول شريط موال شعبي في ثمانينيات القرن الماضي، لتكون الانطلاقة لطريق الاحتراف بشكل جاد ورسمي.

ما هي أول أغنية كتبتها؟ وكيف كان تفاعل الجمهور معها؟

اول أغنية لي كانت اجتماعية بعنوان “صرخة ألم“، وحققت نجاحا كبيرا في تلك الفترة، وتفاعل معها الجمهور بشكل قوي وهذا كان حافز لي للإستمرار في كتابة الشعر الغنائي.

خلال مشوارك الطويل، من هو الشخص الذي تعتبره صاحب الفضل الأكبر في دعمك؟

الفضل أولا لله سبحانه وتعالى، ثم للفنان الراحل سمير حسني، الذي وقف إلى جانبي أثناء عرض مسرحي على مسرح البالون عام 2003، وكان دعمه نقطة تحول في مسيرتي.

من وجهة نظرك، ما الذي يميز كتاباتك عن غيرها؟

انا حريص دائما على كتابة الكلمة راقية، والصادقة وتكون واقعية تعكس هموم ومشاكل الناس في الشارع وتتكلم بنفس لغتهم لان كل ما الكلمه كانت قريبة من الناس ولمست مشاعرهم و احساسهم تصل إليهم بسرعة كبيرة وتدخل قلوبهم وتعيش كثيرا وتظل عالقة في أذهانهم، وهذا هو الأسلوب الذي أتمسك به دائمًا في كتاباتي الغنائية.

رضا المصري: أكبر تحدي واجهته هو إثبات نفسي وسط زحام الأقلام

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك مشوارك الفني؟

اكبر تحدي واجهته هو إثبات نفسي وسط زحام الأقلام، و اجتهادي الدائم بالتمسك، بـ هويتي الخاصة بعيدًا عن التأثر بغيري إضافة إلى صعوبة إيصال الكلمة الصادقة في ظل التغيرات السريعة في الذوق الفني ومتطلبات السوق.

وهل شعرت بالظلم أمام الأجيال الجديدة من الشعراء الغنائيين الذين ظهروا مؤخرًا؟

أنا مؤمن جدآ أن لكل شاعر أدواته الخاصة، وما أملكه قد لا يكون موجود عند غيري والعكس صحيح، لكني عانيت كثيرًا في بداياتي، وكنت أجلس منتظرا لحظة وصول الشرائط من المنتج فقط لكي أشعر بفرحة رؤية أعمالي وهي تخرج للنور، هذه المعاناة صنعت بداخلي إصرار على الاستمرار وإثبات ذاتي، وتحقيق النجاح.

رضا المصري: أجيد كتابة جميع الألوان الغنائية، من الرومانسي، اللايت، حتي الاجتماعي والوطني

على الرغم من وجود اسمك على عدد كبير من الأغاني الناجحة، والتي حققت نجاح كبير إلا أن اسمك لم يلمع بالقدر الذي تستحقه .. ما السبب؟

أنا لا أعيب على الأغنية الشعبية، ولكن بعض النجوم وحتى بعض الملحنين ممن يعرفونني يظنون أنني مقصور فقط على كتابة الكلمات الشعبية، وهذا اعتقاد خاطئ، والحقيقة أن من قرأ أجندتي الشعرية أدرك أنني أجيد كتابة جميع الألوان الغنائية، من الرومانسي، اللايت،  الاجتماعي والوطني أيضًا.

رضا المصري :المطرب الواعي إذا وجد كلمة جيده و لحن متميز، لن يتردد في خوض التجربة حتى لو كان  مع صناع جدد.

هل ترى أن الوسط الفني مغلق على أسماء بعينها، مما يصعب وصول شعراء أو ملحنين الى نجوم الغناء في الوطن العربي؟

إلى حد كبير، نعم فـ الوسط الفني محصور على مجموعة محدودة من الأسماء، وهو كثير من الشعراء والملحنين الموهوبين يواجهون صعوبة في إثبات أنفسهم، مهما امتلكوا من موهبة أو إبداع، وللأسف، نتيجة هذا أن كثير من الأعمال الجيدة تكون حبيسة الأدراج دون أن تأخذ فرصة للظهور، ورغم ذلك، أنا على يقين بأن أي فنان حقيقي إذا وجد كلمة جيده و لحن متميز، لن يتردد في خوض التجربة حتى لو كان التعاون مع شاعر جديد.

رضا المصري: كان حلمي أسمع أغنية “سيبني عايشة” بصوت اصاله أو شيرين عبد الوهاب 

ما هي الأغنية التي كتبتها وتعتز بها كثيراً وتشعر أنها تحمل بصمتك الخاصة ؟

أعتز كثيرًا بأغنية “سيبني عايشة“، فهي من الأغاني التي كتبتها القريبة جدًا إلى قلبي، و أشكر المطربة التي قامت بغنائها رغم أنني كنت أحلم أن هذه الأغنية تظهر للجمهور بصوت المطربة أصالة والمطربة شيرين عبد الوهاب .

من هم المطربين الحاليين الذين تتمنى التعاون معهم قريباً؟

الحمد لله أمتلك رصيد من الأعمال الغنائية بعيدة عن قالب أو نمط الأغنية الشعبية، وسأكون في غاية السعادة إذا تعاونت من خلالها مع نجوم ونجمات الصف الأول في الوطن العربي.

لو عُرض عليك فرصة كتابة أغنية لأحد النجوم الشباب الصاعدين، من هو أول اسم تختاره؟

أي صوت جميل يمتلك موهبة حقيقة سواء كان مطرب أو مطربة لن أتردد لحظة في التعاون معه، بالنسبة لي، الصوت الجيد هو البوابة الحقيقية لنجاح العمل، ولذلك فأنا متحمس دائمًا للتعاون مع كل الأصوات الصاعدة التي تستحق.

رضا المصري أغنية “تملي بقسوتك معجب” كتبتها من موقف حقيقي عشته بالفعل 

ما هي الأغنية التي كتبتها من قلب تجربتك الشخصية؟

كتبت من واقع تجربتي الخاصة أغنية “تملي بقسوتك معجب” التي غناها المطرب الكبير إيهاب توفيق، وكذلك أغنية “يعلم ربنا” التي قدمها المطرب الشعبي الموهوب أحمد شيبة، هاتان الأغنيتان خرجت من أعماق قلبي وكانت تعبر بصدق عن مشاعري الخاصة، ولهذا وصلت للجمهور بسرعة و لامست قلوب الجمهور وحققت نجاحا كبيرا.

ما هي الفرصة التي ندمت عليها لانك لم تستغلها بالشكل الأمثل في مشوارك الفني؟

أندم على عدم حسن اختياري لبعض شركاء العمل من الصناع في البداية، لأني لو كنت بدأت الطريق بخطوات أكثر دقة واختيارات صحيحه ، لكان وضعي ومكانتي مختلفه تمامًا عما هو عليه الآن.

أفهم من كلامك السابق أن لو عاد بك الزمن من جديد مرة أخرى ستراجع بعض اختياراتك وترفضها؟

بالتأكيد، كنت أعيد حساباتي بدقة أكبر، واختار بحرص  .. لأن الاختيار الصحيح في البداية سر توفير الوقت والجهد، ويمثل أول خطوه نحو تحقيق النجاح في مسيرة أي فنان.

وما الدرس الأكبر الذي استخلصته من هذه الأخطاء؟

تعلمت أن النجاح لا يقوم على الموهبة وحدها، بل علي كيفية إدارة الموهبة ، والصبر وعدم التسرع ، واختيار فريق عمل موهوب وناجح يوفر لك أسباب النجاح بعد توفيق الله لأن أي خطوة خاطئة في بداية المشوار تعرقل نجاح الفنان.

رضا المصري: شركه انتاج مشهوره رفضتني في التسعينات لأنني كنت لست ضمن “الشلة” المعروفة

لو وجهت رسالة إلى جهة إنتاجية لم تمنحك الفرصة الكافية في بدايتك، و ظلمتك ماذا تقول؟

أوجه رسالتي لمدير إنتاج إحدى الشركات الشهيرة في التسعينات، حين اخترنا أغنية لمطرب صاعد في ذلك الوقت، وكان الملحن والمطرب والموزع جميعهم متفقين على العمل، ولكن فجأة في اليوم التالي رفض تنفيذ الاغنية، واكتشفت أن السبب الأول كان أنني لم أكن مشهورا في تلك الفترة بما يكفي و والسبب الثاني كان أنني لست عضوا في”الشلة” المعروفة.

رضا المصري للشعراء الجدد: اكتبوا كلمه يسمعها الأب أمام ابنه دون أن يشعر بالخجل

ما هي رسالتك للشباب من الشعراء الجدد الذين يطمحون لدخول عالم الأغنية؟

اكتبوا كلمه راقيه يستطيع الأب ان يسمعها أمام ابنه دون أن يشعر بالخجل وابتعدوا عن الغرور، التواضع هو سر استمرار النجاح، والموهبة وحدها لا تكفي إذا لم يتحلى الفنان بالاخلاق الحميده بالاحترام لنفسه وغيره والانضباط في تصرفاته.

لو طلبت منك أن تختصر مشوارك الفني في جملة واحدة، ماذا تكتب؟

القلم الصادق لن يجف حبره

من هو الملحن الذي رحل عن عالمنا وكنت تتمني ان تتعاون معه؟

الملحن شاكر الموجي

رضا المصري: مبدئي هو  الابتعاد عن الوقيعة بين الناس حتى لو كلفني ذلك خساره بعض الزملاء 

ما هي أهم مبادئك في الحياه ومازلت متمسكا بها حتى اليوم؟

مبدئي هو  الصراحة والوضوح، و الابتعاد عن الوقيعة بين الناس حتى لو كلفني ذلك خساره بعض الزملاء الناجحين والمشهورين، وقد حدث ذلك بالفعل.

متى كانت آخر مرة بكيت فيها ؟

عندما رأيت ابنتي الصغيرة تبكي بكيت بجوارها. 

رضا المصري لزوجته: ربنا يبارك في عمرك ويمنحك الصحة والسعادة دائمًا يا ست الستات.

ما الدور الذي قامت به زوجتك في حياتك العملية، وهل هناك رسالة تحب أن توجّهها لها؟

 أولا، هي ست مصريه أصيلة بنت بلد حقيقية، كانت دائمًا سندي وصديقتي وحبيبة عمري، وقفت بجانبي بكل ما فيها من قوة، وربت أولادنا تربية صالحة، وحافظت على بيتي وكرامتي، ما زالت تستمع لأعمالي، ومؤمنة بموهبتي، تدعمني في كل خطواتي،  لم يحدث أنها احبطتني يومًا أو جعلتني  أشعر باليأس، كانت رفيقة مشواري في السراء والضراء، لا أنسى فضلها الكبير في مسيرتي الفنية، وأحب أن أوجه لها رساله وأقول لها: “ربنا يديم وجودك في حياتي نعمة الحبيبة والزوجة والأم والصديقة، ويحفظك لي و لأولادنا و لأحفادنا، ويبارك في عمرك ويمنحك الصحة والسعادة دائمًا يا ست الستات.”

حافظت على قلبي سليم خالي من الغيره.. الحقد.. والكراهية

ما هو أكبر إنجاز حققته في حياتك حتى الآن؟

تعلمت القناعة وحب الخير للآخرين، ونجحت في إسعاد أسعدت الجمهور بـ أعمالي الفنية ، وحافظت على قلبي سليم خالي من الغيره أو الحقد أو الكراهية وهذا أهم انجاز بالنسبة لي.

في النهاية نشكر الشاعر الغنائي الكبير رضا المصري على هذا الحوار الأكثر من رائع.. على وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة في جريدة أسرار المشاهير مع ريهام طارق.

 

نب

الصحافيه ريهام طارق
الصحافيه ريهام طارق

ذة عن الكاتبة:

ريهام طارق صحافية مصريه متخصصة في الأخبار الفنية والثقافية، أجرت حوارات صحفية مع نخبة من كبار النجوم في الوطن العربي، تشغل حاليًا منصب رئيس قسم الفن بجريدة “أسرار المشاهير“، بدأت ريهام طارق مسيرتها المهنية من المملكة العربية السعودية عبر جريدة “إبداع”، ثم انتقلت للعمل في عدد من المؤسسات الإعلامية الكبرى في الوطن العربي، من بينها جريدة “الثائر” و”المغرد” في لبنان، وجريدة “النهار” في المغرب، ومجلة “النهار” في العراق ومجله “المحور” في الكويت إلى جانب الصحافة الفنية، كتبت مقالات تحليلية في مجالات السياسة الدولية وسوق المال الأمريكي والأوروبي، كما تولت عضوية اللجنة الإعلامية في المهرجان القومي للمسرح المصري.

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.