رمضان شهر القرآن وليس شهر سباق المسلسلات..

رمضان شهر القرآن وليس شهر سباق المسلسلات..

كتبت زينب النجار.

رمضان شهر الخير شهر القرآن والرحمة والمغفرة، والإكثار من الأعمال الصالحة..
فقد تحول فجاءة إلى شهر منافسات بين القنوات الفضائية
وكأنهم قد عزموا على إفساد الشهر الكريم، وإبطال تلك الأعمال والحسنات، التي يجمعها الصائم في هذا الشهر…
فقد أتفق المنتجون وأصحاب القنوات على أنْ ينفقوا المليارات ويملؤوا القنوات بالمسلسلات والبرامج في هذا الشهر الكريم، وكأنَّه سباق يتسابقون فيه على نشر هذه المسلسلات بما فيها من رقص وعري وألفاظ ومعاصي وغيرها، فإنها دراما فارغة من القيم والمبادئ، لا تحاكي الواقع العربي، بل تحاكي مطامعهم ورغباتهم وأغراضهم في زعزعة مكانة القيم والمبادئ..
كما أن البعض الآخر يربط شهر رمضان بالخيام الرمضانية، والسهرات الليلية على أنغام المغني الفلاني، أو المغنية الفلانية، ليسهم كل ما هو دخيل في مسخ هُوية الشهر الحقيقية، بشكل تم التخطيط له، لبث كل ما يضعف الهمم التي لابد أن تُشحذ بهذا الشهر الفضيل، الذي تتضاعف فيه الحسنة بعشر أمثالها، ونسوا أن هذا الشهر قد خصصه الله سبحانه وتعالى مرة في السنة، للعبادة وقراءة القرآن والتقرب إلى الله وجمع أكبر عدد من الحسنات لعل الله يغفر لنا ذنوبنا ويرحمنا في هذا الشهر المبارك…

فلماذا لا نتصدي لمثل هذه المظاهر البشعة التي تسيء لشهر الخير ، مطالباً من كل مسلم حر أن يتقى الله، وأن يتخذ من الشهر فرصة لإعادة ترتيب أوراق ذاته، وتهذيب روحه، بعيدا عن المظاهر المسيئة التي ألصقت بالشهر المبارك..

فأن وسائل الإعلام هي المسئولة مسئولية كبيرة إلى ما آل إليه
فهي تتهافت كل سنة على جذب أكبر نسبة مشاهدة من خلال إنتاج درامي ضخم لبثه خلال ساعات النهار والليل في شهر رمضان، غير آبهين لحرمة الشهر
والهدف من حكمة مشروعيته.
كما أن القصور في الخطاب الديني والإعلامي الذي لم يركز خلال سنوات طويلة على توضيح ذلك للعامة أهمية حرمة الشهر المبارك..

قال تعالى “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ”، فهذا هو رمضان الحقيقي، وكل ما يتغنى به من وسائل إعلام، ومجمعات تجارية، تتخذ من رمضان شماعة للترويج لبضائعها ولمنتجاتها…
فلماذا لم نستطيع نرجع للشهر حرمته ونستقيم، فإن رمضان فرصة في أن يغير الإنسان عاداته السيئة، والمسلم الصائم يملك الإرادة بيديه، كما يملك إرادة الامتناع عن الطعام والشراب ومسك نفسه عن الشهوات، يستطيع أن يمنع نفسه
من مشاهدة المسلسلات..
فنحن ليس ضد الفن والبرامج الهادفة، غرضنا أن يعيش الإنسان المسلم مع ربه في شهر القرآن.
فإن شهر رمضان إن رحل سيعود ويعيشه من كتب له العيش ، ولكن نحن لا نعلم هل سنعود فلابد أن نغتنم الفرصة ولا ننشغل عن عبادة الله سبحانه وتعالي وقراءة القران والذكر وأن لا يشغلنا عنها شاغل أخر….

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.