بقدوم الشّهر ونفحاته المباركة نهنئ أنفسنا وأسرتنا الكبيرة والصغيرة… وتبدأ تغييرات كثيرة تطرأ على شكل اليوم وتوقيتاته تشمل الجميع الكبير والصّغير ، من يعمل ومن يذهب للمدرسة حتى من يبقى في المنزل ! كلّ ما هو مقرّر تجاه اليوم من نشاطات تأخذ صبغة رمضانية لا يمكن لأحد تجاوزها لدرجة أنّ إخواننا من المسيحيين سواء زملاء أو جيران يتأثرون بها ،وربما هناك جنسيات متعدّدة تشاركنا أجواء رمضان بكل الحبّ والأنس بها وهي أيضا يصيبها من الحبّ جانبا.
وليس هناك وقتًا أفضل من هذه الأيام كي نستقطب صغارنا بمزيدٍ من الوعي والاستمتاع بمناسك ديننا الحنيف والاحتفاء بكل مكارم الأخلاق وتفعيلها مع صغارنا ونحن في ذلك خير مثال و قدوة لهم.
وبما أنّ الدّين حياة ونحن في شهر الغفران وتضاعف الحسنات وتثقيل الميزان فلا نغفل دورنا مع صغارنا وأولادنا في سن ّالمراهقة فليس من العدل أن ننزوي بمصاحفنا ناسين أو متناسين دورنا في تأسيسهم، ولا أنسب من هذه الأيام على الإطلاق فكما نحن مؤهلون للخشوع والرجوع لكلّ صواب هم أيضا يكونون في حالة من الشغف وفضول لا ينبغي علينا إغفاله بل لا بد أن نكون له مستعدّين.
فبقدوم رمضان والامتناع عن الطّعام والشّراب فرصة كبيرة لمناقشة ذلك مع الصغار والبدء في تحفيزهم للصّيام، وتعديل عاداتهم الغذائية ويمكننا ذلك بتشجيعهم بشكل تدريجي طبقا لأعمارهم وطبيعتهم وصحتهم العامة وطالما أنّهم لايزالون غير مكلّفين فالرّفق بهم أولى مع تحفيزهم على مزيد من ضبط النّفس، والتّحمل وبدء فريضة الصّيام فمن شبّ على شيء شاب عليه.
وكذلك الأمر بالنّسبة لتنظيم الوجبات وأوقات النّوم ،والاستيقاظ فليس لكونهم صغارا ينفصلون عنّا بالكامل بل بإمكاننا أن نحمل على أنفسنا قليلا لنشاركهم ،ويشاركونا السّحور على سبيل المثال خاصّة من بلغ منهم الساّبعة فاستيقاظه في موعد السّحور سيكون حافزا له للصيام هذا طبعا إن أمكن ولم يضايقه وينغّص عليه يومه، ولا ننسى أهمية تأخير السحور و يا حبذا تقريبه من صلاة الفجر حتى نتمكّن جميعا من أداء الفجر حاضرا لا مؤجلا.
المزيد من المشاركات
جميل أن يكون لك مع طفلك جلسة يومية في رمضان لتقرأ له قصصا دينية أو حديثا شريفا يستطيع فهمه وليكن ما ارتبط بالأخلاق والكرم والصدقات أو بفضل تلاوة القرآن والأذكار… هذا بدلا من أن يشعر دوما بأن الكبار قد ولوا وتركوه جانبا رغبة في الصلاة والقيام.
وسيكون رائعا لو قام بمساعدة الأم في تجهيز ولو شيء بسيط من طعام الإفطار أو علب طعام الصدقات فيضع فيها من طعامه وحلواه المفضّلة وينزل بها مع أبيه ليوزعها على الفقراء وإن كان فقط لحارس العمارة.
كل هذه الأنشطة وإن كانت بسيطة لا بدّ وأن تترك أثرا في نفس طفلك فينهل من نفحات الشهر المبارك وهذا ما تحتاج إليه كأب لترسّخ في نفس طفلك مبادئ سماحة الدين وتعلقه بالإسلام فلنقتنص الفرص ولا نفوّتها … أعاد الله عليكم وعلينا الشهر الكريم بكل خير وبرّ وشملنا وأبناءنا بمنّه وكرمه ؛ فغرس اليوم حصاد الغد.
#اقتنص_الفرصة_وابدأ
_مع_طفلك

المقال السابق
المقال التالى
قد يعجبك ايضآ