رواية “بئرُ الحنان” للكاتب الكبير عصام قابيل .. قريبا بالآسواق

انتهى الكاتب الكبير عصام قابيل من كتابة روايته الجديدة “بئرُ الحنان” وتجرى الأن عملية طباعتها لتصدر بالأسواق خلال الأسابيع المقبلة ولتلحق بمعرض الكتاب الدولي إن شاء الله ويقول الشاعر والإعلامي الكبير ورئيس البرامج الثقافية في الإذاعة المصرية ا/ سيد حسن فى مقدمة الرواية :

الرواية وصاحبها
**************
هذه رواية مختلفة، لا تشبه إلا مؤلفها، فكما أن مؤلفها يثير العجب والدهشة بقدرته المدهشة على إلقاء قصصه القصيرة من الذاكرة وكأنها قصائد شعرية، أو بالأحرى هو يعيد كتابتها فى كل مرة يلقيها فيها مرتجلاً أجزاءً خاصة منها، محتفظاً بخطها العام، وكما أنه يقف فى تلك المنطقة الوسطى بين الإبداع الأدبى والرسالة الدعوية وفن الخطابة في آن معاً، وكما أنه يحتفظ بعلاقة خاصة جداً مع اللغة من ناحية والحكم والأقوال البليغة والنصوص المأثورة من ناحية ثانية، فإن الرواية تأتي مثيرة للعديد من الأسئلة، سأختار منها سؤالين اثنين وأترك للقارىء أن يكتشف بذاته بقية الأسئلة، فضلاً عن البحث عن إجابات لها.
السؤال الأول: هل يمكن أن تلعب الرواية دوراً تربوياً بصورة واضحة ومقصودة؟
السؤال الثانى: هل هناك تناقض جوهرى بين الالتزام بسياج أخلاقى للعمل الأدبى من ناحية ومدى تحليق العمل أو إبداعه أو حريته من ناحية أخرى؟
الرواية التى بين أيدينا هى لون من ألوان الغوص فى آبار النفس الإنسانية العميقة، واستكشاف ماء الإنسانية الكامن هناك فى أعمق أعماقها، كما أنها تمثل لوناً من ألوان تشريح الطبيعة البشرية حين تتعرض لظرف غير طبيعي يكشف عن تلك السمات الخفية في كل نفس، بحيث تبدو آيات الخير، وتتبدى أطياف الشر، على الرغم من أن الظرف الذى يحياه أبطال الرواية ظرف واحد يخيم على الجميع.
ومن أبدع ما يمكن أن يتوقف أمامه القارىء بين ثنايا هذه الرواية، ذلك الربط المدهش بين البئر المعطلة والحجر الذى يسد فوهتها والماء الذى يتوق إليه بطل الرواية في أعماقها من ناحية، وبين بطلة الرواية واسمها وصفاتها وتحفظها الذى يسد فوهة بئر مشاعرها بحيث لا يستطيع البطل إليها وصولاً من ناحية أخرى ، فهو يظل تواقاً إلى حنان الماء الساكن في أعماق البئر يحجبه عنه تلك الصخرة الضخمة الراسخة، توقه إلى ماء الحنان الساكن في قلب البطلة يحجبه عنه ذلك التحفظ والالتزام الأخلاقي والقيد الذاتي الذى يمنع البطلة من أن تعترف بإحساسها به حتى لذاته، وبقدر لهفة بطل الأحداث على بلوغ قلب البطلة يكون إصراره الشديد على إزاحة صخرة البئر، متجاوزاً كل المتاعب والمصاعب التى تلاقيه فى سبيل ذلك، وهى منطقة من الرواية أدعوك إلى أن تتوقف أمامها بتأمل عميق.
إلى أى مدى قدم لنا المؤلف عملاً أدبياً مكتمل البنيان محكم البناء متميزاً عن كل ما سواه؟
سؤال آخر أترك للقارىء أن يجيب عنه بذاته بعد أن يعيش أحداث الرواية بمنطقيتها أو بمصادفاتها، بواقعيتها أو برضوخها ليد الكاتب التى تريد أن تذهب بها إلى حيث تشاء.
الأمر المؤكد أن الرواية لا ينقصها التشويق الكبير، ولا تفتقر إلى المغامرة سواء على مستوى موضوعها أو على مستوى شكلها الفني وبنائها الأدبي.
نحن أمام رواية تفتح أبواباً للتساؤل والتأمل حول ماهية الإبداعة وغايته ومساحة تدخل الروائي فى بناء روايته مسترشداً بالغاية التي يكتب من أجلها أو القيمة الإنسانية أو الفكرية أو الاجتماعية التي يتغياها، وهي في الوقت ذاته تدعونا إلى أن نراجع كثيراً من معارفنا حول الرواية وأن نحدد اختياراتنا ونصور انحيازاتنا من جديد، ووفقاً لهذه الاختيارات والانحيازات سوف يتحدد موقفنا من الرواية قبولاً أو رفضاً، إعجاباً أو انتقاداً، وهذا سبب إضافي يستحق أن نقرأ الرواية من أجله.
الشاعر والإعلامي
السيد حسن

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.