صهيل العاطفة في رواية الآن أقول غفرت للكاتبة صفا غنيم بقلم: عبده حسين إمام

صهيل العاطفة في رواية  الآن أقول غفرت” للكاتبة صفا غنيم

بقلم: عبده حسين إمام   

روي دكتور محمد عناني المترجم والأديب الكبير في أحد البرامج التلفزيونية المعنية بالثقافة متعجبا من رد الناشر الأجنبي حيال ترجمته لديوان شعر “ألف وجه للقمر” للشاعر فاروق جويدة.
وسؤال الناشر له هل ما زال لديكم في بلاد الشرق من يكتب عن القمر؟ في استغراب من تنامي مناهج أدب التغريب وأدب الرعب والجريمة وكأن لسان حال هذا الناشر يتحسر على أدب أصيل المنبع توارى على استحياء بين مناهج الأدب المعاصرة
فما كان جواب أديبنا الكبير والمترجم الأريب إلا أن قال ” نعم مازلنا في الشرق نكتب عن القمر وعن العشق والعاطفة إلى الأبد” كرد يؤصل قيمة هذا الأدب في بلادنا وثقافتنا وحتى في عاداتنا الشرقية التي تنحاز إلى العاطفة.
تعددت صور التعبير عن الحب بين أدبائنا
فنرى الحب شيئا روحانيا يحملنا نحو السماء عند مصطفى صادق الرافعي بينما نجد للحب وميضا حسيا تحركه شخصية مأزومة نفسيا واجتماعيا عند إحسان عبد القدوس، بينما نرى الحب نبضا ثوريا كأداة للارتقاء والتطهير عند يوسف إدريس.
لنقرأه في أدب نجيب محفوظ يترنح في دائرة العبثية الوجودية والجبرية.
فيما كان التناول انطباعيا تناثرت الظلال الشخصية للكاتب على السرد مع فارس الرومانسية يوسف السباعي أو كلاسيكية الحكي السردي عند محمد عبد الحليم عبد الله والاحتفاء باللغة العربية، أو عند محمود البدوي وما يمتزج بالعاطفة من جنوح الغريزة ونوازع النفس البشرية.
وبعيدا عن العلاقة الوثيقة بهذا الأدب وشرقنا الحالم بالحب والحرية وما يثقل عاطفته من انكسارات وخيبات غير مبررة فإنه يجدر بنا أن نلقي الضوء على نشأة المدرسة الرومانسية في إطارها النقدي.
عادة ما يتم الإشارة إلى أن الرومانسية قامت على أنقاض الكلاسيكية إذن فهي بمثابة ثورة أدبية وفكرية للتحرر من قيود العقل والالتفات إلى الذات وصوتها وانطباعاتها.
وحسب تعريف دكتور محمد مندور في كتابه (في الأدب والنقد)
“الرومانسية مذهب عاطفي يتغنى بآلام الإنسان وأحيانا بميزاته، وهو أدب شخصي يهتم بمشاعر الفرد الخاصة ويترنم بها، وهو مذهب قليل الاحتفال بمجاراة العقل والخضوع لأحكامه”
كانت أعمال وليم شكسبير البذرة الأولى التي مهدت للرومانسية من خلال أعماله المسرحية مثل مسرحية “روميو وجولييت”
مما أسس مرجعية أدبية وفكرية لأجيال لاحقة مثل بايرون وشيلي وأيضا ووردزورث وكولردج والذي امتد آثارهم على الأدب العربي شعرا ونثرا.
حيث صدر لها من الروايات “عودة النورس” و”عشق الراوي” و”لأنك مني” و”على جبين القمر” و”أحببتك بعين قلبي” و”عابد” و”مهرة شاهين”
تأتي رواية “الآن أقول غفرت” كنغم رائق متعدد الأصوات حيث تحتفي الرواية بالشخصية وتبرزها في مساحات وتأثيرات تكاد تكون متساوية من خلال شخصية “صهيل الهلالي” الصحفية القابضة على مبادئها وما يحمله اسمها من دلالات.
إن قصة الحب في بؤرة الأحداث كانت قلبا راسخا لبنية الرواية رغم تعدد المستويات السردية التي ربما فاقت في وقعها الحدث المركزي لما في الرواية من استقصاء وإسقاطات على الحاضر من انعكاسات لشخصيات ذات سيادة اقتصادية مثل شخصية “راجح السلاب” أو لشخصيات تحمل قيما وتوقيرا للحب والمبادئ العليا مثل “عابد” وصفية” وشخصية “رضوان” بحيادية وانضباط أهل القضاء والحكم.
ورغم الحدث الغامض _جريمة القتل_ والذي يطل بأثره على هوامش الأحداث جميعها حافظت الكاتبة على نسق راق من انتقاء الكلمات والانتقال السلس بين الفقرات وتصدير للحالة الشعورية الحالمة والسياق الاجتماعي المحكم الصانع مرجعية قيمية للأحداث.
صوت الراوي العليم لم يكن ملحا نظرا لتعميق وصف الشخصيات ظاهريا ونفسيا.
الفقرة الاستهلالية في صدر كل فصل كانت بمثابة همسة تضيء للقارئ جنبات السطور وتؤطر للفكرة وبرز الحوار عنصرا شفيف اللغة في فصحى خالية من التقعر ساهم في وصف سمات الشخصيات ومعايير المكان الاجتماعية والثقافية في الحكم على الأشياء وحسم القرار والتي من المؤكد اصطدمت وتقاطعت مع المبتغى العاطفي الذي يسوق الحدث.
التصاعد الدرامي خلال الرواية الممتدة من خلال خمسين فصلا مهد لصنع حبكة مقبولة تشابكت خيوطها وتداخلت أحداثها وشخوصها عبر جميع فصول الرواية لتكلل الخاتمة فكرة الرواية بارتقاء قيمة الحب والغفران.
تعريف بالكاتبة صفا غنيم
صورة
صورة
الإسم/ صفا غنيم
مواليد محافظة المنوفية
حاصلة على ليسانس حقوق
عضو الجمعية المصرية للقصة والرواية
عضو المنظمة المصرية لحقوق الإنسان
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو مبادرة نساء مبدعات
حاصلة على دورة تدريبية فى الإعداد الإذاعي
الفائزة بالمركز الثاني فى مسابقة الرواية القصيرة عن دار لوتس للنشر
تم تكريمي كأفضل كاتبة فى مهرحان جولز العرب
تم منحي الدكتوراة الفخرية من اكاديمية الحضارة المصرية الدولية للثقافة والفنون والسلام
شاركت فى معرض القاهرة الدولي ثمان سنوات متتالية ومعرض اسطنبول الدولي ومعرض الدار البيضاء
صدر للكاتبة
أحببتك بعين قلبي
أخبرت البحر عنكِ
لأنكِ مني
على جبين القمر
عشق الرواي
مهرة شاهين
الآن أقول غفرت
عودة النورس
وتر كمان
رسائلي إليك
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.