«ريد فلاج».. أحمد حاتم يفضح الوجه الخفي للشاب التوكسيك
كتب: هاني سليم
يواصل النجم أحمد حاتم تصوير أحدث أفلامه السينمائية «ريد فلاج»، تأليف أحمد محيي وإخراج محمود كريم، وهو عمل ينتمي إلى فئة الأفلام الاجتماعية الرومانسية لكنه يطرح قضايا عميقة تتعلق بالعلاقات الإنسانية، وأثر السلوكيات السامة على حياة الفرد والمجتمع.
شخصية مركبة ومثيرة للجدل
في هذا الفيلم، يقدم أحمد حاتم شخصية غير تقليدية، إذ يجسد دور شاب “توكسيك” يعيش حياة مليئة بالاضطراب بسبب استهتاره وتعدد علاقاته العاطفية، الأمر الذي يضعه في صدام متكرر مع أسرته والمحيطين به. شخصية محيرة، تجمع بين الانجذاب والنفور، وتكشف كيف يمكن للقرارات الخاطئة أن تدفع الإنسان إلى متاهات معقدة.
ومع تصاعد الأحداث، يجد البطل نفسه في مأزق كبير يجبره على اللجوء إلى استشاري علاقات نفسية وزوجية، في محاولة لفهم ذاته وإيجاد مخرج من أزماته، وهو ما يعكس رسالة الفيلم حول أهمية العلاج النفسي والتوجيه الأسري في مواجهة الضغوط.
قوة التمثيل وتنوع الأبطال
لا يقتصر العمل على أحمد حاتم وحده، بل يضم نخبة من النجوم، من بينهم جميلة عوض التي عُرفت باختياراتها الجريئة، والفنانة انتصار بخفة ظلها المعهودة، والنجم الكبير شريف منير صاحب البصمة الخاصة في الدراما والسينما، إضافة إلى نسرين أمين وسيف زهران وعدد من ضيوف الشرف. هذا التنوع في الأبطال يعكس نية صناع العمل لتقديم وجبة فنية متكاملة تجمع بين الدراما العاطفية والرسائل الإنسانية.
لماذا «ريد فلاج»؟
العنوان نفسه يحمل دلالة كبيرة، فـ “ريد فلاج” هو المصطلح الذي يُستخدم عالميًا للإشارة إلى العلامات التحذيرية في العلاقات الإنسانية، مثل السلوكيات السامة أو الممارسات التي تؤدي إلى انهيار العلاقة. ومن الواضح أن الفيلم يراهن على هذه الفكرة، لفتح نقاش اجتماعي حول ظاهرة باتت متفشية في حياة الكثيرين، خاصة بين الأجيال الشابة التي تواجه تحديات عاطفية ونفسية في عصر السرعة والسوشيال ميديا.
أحمد حاتم.. بين «الملحد» و«المنبر»
لا يقف نشاط أحمد حاتم عند هذا العمل، بل ينتظر جمهوره مشاهدة أفلام أخرى مثيرة للجدل.
• فيلم «الملحد»: عمل كتبه الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى وأخرجه ماندو العدل، ويثير جدلًا واسعًا بسبب موضوعه الجريء الذي اصطدم بالرقابة.
• فيلم «المنبر»: يتناول تاريخ الأزهر الشريف ودوره الرائد، بقلم فداء الشندويلي وإخراج أحمد عبد العال، وهو عمل يوازن بين الطرح الديني والتاريخي والفني.
هذا التنوع يعكس رغبة أحمد حاتم في التنقل بين الأدوار المختلفة، وعدم حصر نفسه في قالب فني محدد، بل البحث عن مساحات أوسع للتجريب والتأثير.
غياب درامي لافت
على صعيد الدراما، غاب أحمد حاتم عن الموسم الرمضاني الماضي، مكتفيًا بظهور قصير كضيف شرف في مسلسل «أخواتي» مع النجمة نيللي كريم. ورغم قلة المشاهد، إلا أن العمل حقق نسب مشاهدة مرتفعة، إذ تناول قصة إنسانية عن أربع شقيقات يواجهن تحديات اجتماعية ونفسية، لتتغير حياتهن جذريًا بعد مقتل زوج إحداهن كما رأته في المنام. الظهور المحدود لحتام في هذا العمل لم يقلل من حضوره، بل أكد أنه يفضل التركيز على مشروعاته السينمائية في الفترة الأخيرة.
الفن والواقع.. هل نعيش عصر العلاقات «التوكسيك»؟
اللافت في اختيار شخصية «التوكسيك» أن السينما المصرية بدأت تلتقط مؤخرًا ملامح أزمات اجتماعية حديثة لم تكن مطروحة بوضوح من قبل. فالعلاقات العاطفية السامة، والإدمان على تعدد الشركاء، والخلل في التوازن النفسي أصبحت كلها ظواهر ملموسة في مجتمعاتنا.
ومن هنا تأتي أهمية فيلم «ريد فلاج» الذي لا يكتفي بتقديم قصة رومانسية عابرة، بل يحاول أن يعكس صورة من الواقع، ويدعو المشاهد للتفكير في نفسه وفيمن حوله، وربما اكتشاف العلامات التحذيرية في علاقاته.
أحمد حاتم.. رهان على المستقبل
من خلال مشاريعه الأخيرة، يبدو أن أحمد حاتم يسعى لترسيخ مكانته كواحد من أبرز ممثلي جيله، عبر اختيارات متنوعة بين الجريء والمختلف والتقليدي. فهو يجمع بين الأفلام ذات الطابع الإشكالي مثل «الملحد»، والأعمال ذات الرسائل الدينية والتاريخية مثل «المنبر»، والدراما الاجتماعية ذات الطابع الشبابي مثل «ريد فلاج».