ريهام طارق تكتب: شهر شعبان منبر للتقرب إلى الله وموسم للأعمال الصالحة

يطلّ علينا شهر شعبان  المبارك حاملاً بين طياته فرصة ثمينة لاستعادة التوازن الروحي والاقتراب من الله تعالى.

مسقط: ريهام طارق 

يعتبر شهر شعبان، محطه للتمهيد إلي طريق الطاعه والعبادة في شهر رمضان المبارك، خاصة للتوبة والإنابة والرجوع إلى الخالق، حيث تكثر فيه الأعمال الصالحة التي تترك أثراً بالغاً في نفوس المؤمنين وتعيد إليهم صفاء قلوبهم. في هذا المقال الصحفي نستعرض معاً أبرز هذه الأعمال التي تجعل من شعبان فرصة ذهبية للتجديد الروحي والأخلاقي.

اقرأ أيضاً: اقترب للناس حسابهم .. ماذا لو كان قلبك غافلا……؟!

يُعرف شعبان بأنه الشهر الذي يستعد فيه المسلم لاستقبال موسم الصيام و التزكية، إذ دعتنا السنة النبوية إلى اغتنام أيامه بالعبادة والطاعات. في هذا الشهر يرتفع نداء التوبة والرجوع إلى الله، فتُفتح لنا أبواب المغفرة والرحمة بكرم لا تحصى.

أهمية قراءة القرآن و التدبر في معانيه:

ولا يمكن إغفال أهمية قراءة القرآن و التدبر في معانيه في هذا الشهر المبارك، إذ تكتسب هذه العبادة بعداً روحياً خاصاً عندما يخصص لها المؤمن وقتاً يومياً، إن تلاوة آيات الله والتفكر في معانيها تجعل القلب يغوص في بحر من الطمأنينة والإيمان، وتخلق ليالي من الخشوع والذكر تنير دروب الروح وتُعيد إلى الإنسان صفاء ذهنه وارتباط قلبه بخالقه.

الدعاء والذكر في مقدمة الأعمال الصالحة في شعبان:

يأتي الدعاء والذكر في مقدمة الأعمال التي لا غنى عنها في شعبان، فهما المفتاحان لفتح أبواب الرحمة والمغفرة، تتعالى الأصوات بالتضرع والابتهال إلى الله، فيسعى المؤمن إلى استحضار رحمته ومغفرته وتجديد العهد بالتوبة والابتعاد عن المعاصي، إن الإكثار من أذكار الله، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، يضفي جواً روحانياً عميقاً يشد أواصر القلب ويعزز الصلة بين العبد وربه.

ويمتد أثر العمل الصالح في شعبان إلى الجانب الاجتماعي من خلال الصدقة والإحسان، فهذه العبادة لا تُنقي المال فحسب، بل تطهر النفس وتخفف معاناة المحتاجين. تُعدّ التبرعات، سواء كانت مالية أو معنوية، بذور أمل تُنير دروب المستحقين، وتساهم في بناء مجتمع أكثر ترابطاً و تلاحماً إن مساعدة الفقراء والمساكين والمشاركة في الأعمال الخيرية تظهر روح التعاون والإنسانية، وتحول العمل الخيري إلى جسر يربط بين أفراد المجتمع.

ولا يقتصر الإحسان في شعبان على العبادات الفردية، بل يشمل أيضاً حسن المعاملة والتسامح مع الآخرين، في زمن تعصف به خلافات وصراعات، يمكن لروح شعبان أن تُضيء دروب الألفة والمودة بين الناس.

إن مد يد العون للمحتاجين والتعامل مع الجيران والمعارف بمودة مما يعزز من قيم التسامح و التعايش السلمي، ويُعيد للمجتمع قيم الكرم والتعاون التي تزدان بها الحضارة الإسلامية.

شهر شعبان يأتي لنا منقذ و فرصه عظيمه للتجديد الروحي والأخلاقي، فهو يدعو الإنسان إلى إعادة تقييم علاقته بربه وبمن حوله، من خلال الأعمال الصالحة كـ الصدقة، الصيام، قراءة القرآن والدعاء والذكر، يجد المؤمن نفسه في رحلة لاكتشاف معاني الحياة والارتباط العميق بخالقه.

إنّ اغتنام الفرص في هذا الشهر يعيد إلى النفوس إشراقة الأمل والنقاء، ويسهم في بناء مجتمع متماسك يرتكز على قيم العطاء والمحبة والتسامح.

الأعمال الصالحة في شعبان جسر يصل بين الدنيا والآخرة:

هيا بنا نستقبل هذا الشهر المبارك بقلوب مفتوحة وإرادة قوية، لنرتقي بأنفسنا و نخطو خطوات راسخة نحو مستقبل مشرق يعمه السلام والطمأنينة، إنّ الأعمال الصالحة في شعبان ليست مجرد طقوس روتينية، بل هي سبيل لعيش حياة ملؤها البركة والرضا، وجسر يصل بين الدنيا والآخرة، جامعاً القلوب و محققاً الانسجام في مجتمعنا.

ختاماً، نرفع دعاءنا إلى الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستغلون هذه الفرص العظيمة للتقرب إلي الله ونيل رضاه، وأن يملأ السلام والمحبة قلوب جميع المسلمين.

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.