زعيم ثورة القاهره الثانية ضد الفرنسيين مصطفىٰ البشتيلي 

زعيم ثورة القاهره الثانية ضد الفرنسيين مصطفىٰ البشتيلي 

 

 

كتبت: وئام أحمد إمام

عندما احتل الفرنسيون مِصر عام ١٧٩٨م، كان مصطفىٰ البشتيلي تاجرًا ثريًا ويمتلك وكالة لبيع الزيوت في بولاق أبو العلا، وكان يعيش حياة الرفاهية يتمنىٰ أي مِصري أن يعيشها لكنه ترك كل ذلك وقرر أن يقاوم الإحتلال الفرنسي ويدافع عن بلده.

 

النضال والخيانة:-

قرر مصطفىٰ البشتيلي أن يخزن أكبر عدد من البارود في وكالته داخل براميل الزيت استعدادًا ليوم الثورة، لكن للأسف كان يوجد خونة أيام الإحتلال الفرنسي في مِصر، فعندما شاهد أحد جيران مصطفىٰ البشتيلي أنه يخزن أكبر عدد من البارود بلغ السلطة الفرنسية، التي أمرت بعد ذلك بتفتيش الوكالة وبالفعل وجد جيش الإحتلال البارود في مخازنه، فألقي القبض عليه وقضىٰ بضعة أشهر في السجن ثم أطلق سراحه.

 

ثورة المِصريين:-

كان من الممكن أن يعيش مصطفىٰ حياته المرفهة ويركز في تجارته المربحة ويتغاضىٰ عن مقاومة المحتل الفرنسي، لكنه اختار الدفاع عن بلده.

وفي مارس عام ١٨٠٠م، ثار المِصريين في الشوارع والميدان واندلعت ثورة القاهرة الثانية ضد الجيش الفرنسي، وتحول في ذاك الوقت مصطفىٰ البشتيلي إلىٰ زعيم حقيقي من خلال دعمه المادي والمعنوي ورفع الروح المعنوية لدىٰ الثوار ويمدهم بالموارد المالية والأسلحة التي يحتاجونها، وينفق من ماله الخاص لتلبية احتياجاته وليس ذلك فقط بل يقودهم بنفسه في غاراتهم المستمرة علىٰ المعسكرات الفرنسية.

 

الجنرال كليبر:-

كان الفرنسيين بعد قيام الثورة الثانية

يشعرون بالرعب من نجاح تلك الثورة، فعندما شعر الجنرال الفرنسي كليبر خطورة الثورة عرض علىٰ الثائرين الصلح ولما رفضوا شن الجيش الفرنسي هجومًا كاسحًا علىٰ القاهرة،

نتج عن ذلك الهجوم قتل آلاف المِصريين سواء من الأطفال أو النساء، واستطاعت المدافع الفرنسية من دك حي بولاق أبو العلا حتىٰ احترقت البيوت بالكامل.

 

ماذا فعل كليبر بمصطفىٰ البشتيلي بعد فشل الثورة الثانية:-

تمكن الفرنسيون من إخماد الثورة المِصرية وفر مصطفىٰ البشتيلي هربًا من الفرنسيين، لكنهم بعد وقت طويل عثروا عليه ونجحوا في القبض عليه، لكن لم يعدموه بل فعلوا ألعن من ذلك بكثير.

 

كان كليبر ذكيًا للغاية ولم يصدر قرارًا بإعدام البشتيلي، حتىٰ لا يتحول إلىٰ بطل قومي شعبي يتفاخر به المِصريين، بل نفذ فكرة الشيطان ذاته لا يفكر فيها.

 

طلب كليبر من أهل بولاق أن يعاقبوا البشتيلي بأنفسهم، لأنه أقنعهم أنه هو السبب في حرق حي بولاق بعدما حرضهم علىٰ الفتنة التي أدت إلىٰ إحراق بيوتهم وقتل أقاربهم وسبي نسائهم، ومن هنا استطاع كليبر بأساليبه الشيطانية أن يقنع أهل بولاق أن مصطفىٰ البشتيلي هو من تسبب في كل هذا الخراب وليس الإحتلال الفرنسي وحمله مسؤولية ما حدث في بولاق.

 

الغريب أن الأهالي الذين ضحىٰ البشتيلي بأمواله وحريته وحياته من أجلهم، اقتنعوا بأن مصطفىٰ البشتيلي هو من تسبب في الخراب وفيما حدث لهم فقرروا معاقبته بالتجريس وأجلسوه علىٰ الحمار بالمقلوب ثم طافوا بالشوارع به ليبصق الناس علىٰ وجه يصفعونه ويشتمونه، ثم انهال الأهالي عليه ضربًا بالنبابيت حتىٰ قتلوه نهائيًا.

 

وهذه هي قصة بطل الثورة الثانية مصطفىٰ البشتيلي الذي غدر به من أهله بسبب الجهل والفساد والخيانة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.