زمن الأخلاق الحميدة

زمن الأخلاق الحميدة

بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد

زمن الفن الجميل جملة تتردد كثيرا وتعبر عن مدى تحسرنا على زمن الفن الجميل الذي إفتقدناه ، افتقدنا فنا راقيا يعبر عن القيم الجميلة والمبادئ السامية ، إفتقدنا فنانين وفنانات كانوا قدوة في الرقي سواء على المستوى الأخلاقي من رقي الكلمة والالتزام ، أوعلى مستوى الشكل الظاهري من ملبس وطريقة الحديث .
ولكن !!!!!!! ، الأولى بنا التحسر والندم على زمن الأخلاق الحميدة ، أين نحن من أخلاق زمان .
أخلاقيات الشارع المصري بين الأمس واليوم :
الشوارع زمان كانت نظيفة لاتجد ورقة على الأرض على الرغم من عدم وجود سلات للقمامة منتشرة في الشوارع كما يوجد الأن ، ولكن ثقافة وأخلاقيات الناس زمان كانت غير .
الانسان قديما كان يحتفظ بالورق أو قشر اللب مثلا حتى يعود إلى منزله ويلقي بها في سلة المهملات ، ولكن الأن تجد الشخص يأكل ويشرب ثم يرمي القمامة بالشارع ، وتجد من يلقي بالكنز أوبقايا السجائر من شباك السيارة بالشارع .
إذا قامت مشاجرة في الشارع أمس تجد الناس يحاولون فض المشاجرة ، ولكن الأن تجد الناس تبعد خوفا من أن يضربوا بمطواة أو رصاصة ، تجد من يذبح شخصا بالشارع ويمسك برأسه ويمشي بها متباهيا ، ولايستطيع أحد الاقتراب منه .
الشوارع أصبحت مليئة بالكلاب الضالة التي تملأ قلوب الناس رعبا ، فقد أصبحوا أكثر من الناس ، هذا لم يكن موجودا أمس ، فكانت هناك مايسمى بالشوتش الذي يتعامل مع الكلاب الضالة .
تجد العديد من السرقات بالإكراه ، وأيضا لايستطيع أحد إنقاذ الضحية ، إلى جانب المعاكسات السخيفة التي لاتسلم منها ولاالمحجبة أو حتى المنقبة .
المدرسة بين الأمس واليوم :
التعليم في الماضي كان يهتم بالتربية مع العلم ، كانت تكتب بعض القيم والمبادئ في ظهر الكراسة التي توزع على التلاميذ بالمجان مثل ، إحترام الكبير والعطف على الصغير ، الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، إغسل يديك قبل الأكل وبعده وغيرها .
ولذلك كنت تجد التلميذ أو الطالب يحترم المدرس ، يخاف منه ولكن في نفس الوقت يحبه أما الأن تجدالطالب الذي يشتم وربما يضرب المدرس .
الجرائم التي تتم الأن بين التلاميذ وحتى تلاميذ المرحلة الإبتدائية ، تلميذ يفقأ عين زميلة ، تلميذ يضرب زميله بكتر أو مطواه.
أين التربية وأين الإدارة .
الأسرة بين الماضي والحاضر :
إن العلاقات الأسرية في الماضي كانت تعتمد على الإحترام ، فتجد الزوج ينادي زوجته ياهانم ، وتجد بينهما المودة والرحمة ، ولذلك تجد الزوجة تحترم زوجها وتحبه ، وكانت الاولاد تقبل يدي الأب والأم كنوع من الإحترام والحب والعرفان بالجميل .
أما الأن تجد علامات التفكك الأسري ، ولا تجد ولا احترام ولا موده ولا حب ، والدليل إنتشار قتل الأزواج لزوجاتهم والعكس ، قتل الابن لوالدية ، وقتل الأخ لأخيه .
فنجد أن العنف أصبح سائدا في الأسرة .
التعامل بين الناس أمس واليوم :
الدين المعاملة ، ليس البر ولا التقرب إلى ( الله تعالى ) بكثره الذكر أو الصلاة أو الصوم ، ولكن بالمعاملة الحسنة للأخرين وبالأخلاق الحميدة ، أكثر الناس دخولا للجنة أحسنهم أخلاقا .
إن الاحترام والمحبة كانا أساس العلاقة بين الناس في الماضي، فتجد الصغير يحترم الكبير ، والكبير يعطف على الصغير ، ولكن الأن لاتجد ذلك ، فالعلاقة بين الناس أصبحت تعتمد على المصلحة والمنفعة ، شيلني وأشيلك، على قد فلوسك احترمك ، على قد منصبك أخاف منك .
وتجد السباب والشتائم شيء عادي ، فقد تجد هذه الصورة حتى في التليفزيون بين الضيوف الذين يتبادلون الشتائم وربنا الضرب أيضا .
العنف وبذاءة اللسان ، والغدر ، والنفاق ، وسوء الأخلاق ،والكذب والمراوغة وغيرها ، هذه هي الصورة الأن في المجتمع .
أعلم أن الكثير سيعارضني ويقول بأني أذكر الصورة السيئة للمجتمع ، ولكن هذه هي الحقيقة للأسف .
فالأولى بنا أن نتحسر على زمن الأخلاق الحميدة ، ونحاول أن نعود إليه ، بنشر القيم والمبادئ السامية ، من الإحترام والمحبة والإخاء ، والصدق والأمانة وغيرها من الأخلاق الحميدة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.