زمن الفضائح .. منصات التواصل الاجتماعى تكشف المستور واللي مايشترى يتفرج
زمن الفضائح .. للأسف الشديد بحثنا في كل كلمات المعاجم العربية لم نجد سوى هذا المسمى لهذا الزمن الذى نعيش فيه ، ومؤكد أن مايحدث ونشاهده بأعيينا دون أن ينقله لنا أحد لم يحدث مثيلا له في أى أزمنة سابقة.
بقلم : ميادة عابدين
ففي هذا الزمن صارت الخصوصية عملة نادرة، وأخبار الناس تنقل عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى آلاف المتابعين دون رحمة، تبرز قيمة “الستر” بوصفها خلقًا إيمانيًا عظيمًا ودرعا واقيا يحمي المجتمعات من التفكك والفضائح، لكن كثيرا من الناس باتوا يتعاملون مع سيرة الغير علي أنها شيء عادى يسهل كشف الستر عنه.
فضل الستر في الإسلام
الستر على المسلم من الأمور التي يحبها الله تعالى، وهو اسم من أسمائه ،و من ستر على أخيه المسلم جزاه الله من جنس عمله، فيستره الله يوم القيامة، كما ورد في الحديث النبوى؛ والستر في الدنيا يؤدي إلى الستر في الآخرة، وهو من أعظم النعم، كما أن من كشف عورة غيره ، كشف الله عورته حتى يفضحه ؛ ومن فضائل الستر أيضا تشجيع التوبة ؛ الستر يعطي المخطئ فرصة للتوبة والعودة إلى الصواب، بدلاً من التشهير به وإحباطه ؛ ولكن الستر مع النصح الستر شيء هام ؛ فالستر لا يعني السكوت عن الخطأ تمامًا، بل يجب نصح المخطئ سرًا لإصلاحه، وتكون النصيحة بينه وبين الناصح.

مخاطر كشف الستر
ولكشف الستر مخاطر كثيرة أهمها إفساد المجتمع لأن التشهير ونشر الفضائح يُسهم في انتشار الشر والفساد ويجعل الناس لا يبالون بالمعاصي؛فضلا عن غضب الله وعقابه علي يسعى لتتبع عورات الناس، فمن تتبع غيره فضح الله عورته ولو في عقر بيته فكما تدين تدان.
في النهاية يجب أن نتذكر دائما أن قيمة الستر هي فضيلة دينية وأخلاقية عظيمة تتمثل في إخفاء عيوب الآخرين، وستر المسلم لأخيه المسلم في الدنيا والآخرة ؛و من يستر أخاه يستر الله عليه، والعكس صحيح؛ فمن يكشف عورات الناس يفضحه الله ؛الستر من أخلاق المسلم الحميدة، وله أجر عظيم عند الله تعالى.
الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين.


