زوجات متوحشات بقلم/ حاتم ابراهيم سلامة

بقلم/ حاتم ابراهيم سلامة

——————-
زوجات متوحشات
——————-
كان أحد الرجال في قريتي يتحدث عن زوجة أبيه أو زوج أبيه حديثا طيبا، وكيف كانت تخدمه وإخوته، وترعى مصالحهم، وتعد طعامهم، وتغسل ملابسهم، وتساعدهم في كل ما يحتاجون من شؤون الحياة والمعيشة.
وهنا.. قال له صديق آخر: ألا ترى أن هذه الأخلاق تكاد تكون نادرة في زوجة الأب وخاصة إذا كانت في الريف والقرى؟
فقال الرجل: الحق أننا لم نر منها شيئا سيئًا.
وأمام هذه الشهادة لا يسعنا إلا أن نحمد هذه الزوجة التي رعت ربها سبحانه في أبناء زوجها، واتخذت منهم أولادًا لها، وعاملتهم بطيبة ونقاء وإخلاص، وفي الوقت الذي نجمد لها صنيعها.. نتعجب ونحتار من أخلاق أخريات! تشتعل النار في صدورهن لمجرد رؤية أبناء أزواجهن، وتتمنى إحداهن لو تقتلهم أو تحرقهم أو ترمي بهم في البحر غرقا، وتظل طوال حياتها تنذر عقلها وتفكيرها وتدبيرها ووقتها، لتمكر بهم وتحيك لهم المؤامرات، وتسلط عليهم أبيهم، وتفتري عليهم بما شاءت من الجرائم والمنكرات، وكم سمعنا من قصص يندى لها الجبين، وترثيها الأخلاق، حينما تفقد زوجة الأب ضميرها ودينها وخلقها، فلا ترحم هؤلاء الذي حرموا نعمة الأم وافتقدوا الحنان.
إن بعض الآباء حينما تموت زوجه، يرفض أن يتزوج بأخرى خوفًا على أولاده أن تسيء إليهم زوجة الأب، وتحرضه عليهم وتشط في معاملتهم، وهي تضحية عظيمة لوالد يدرك نعمة الأبناء، ويقي أبناءه شر مصير وارد الوقوع..
لقد أنبأتنا الصحف عما في الحياة عن جرائم بشعة لهذه الشريحة من النساء، اللاتي تجردن من الإنسانية والدين، كان منها ما حدث في قرية (حاجر مشطا) مركز طهطا شمال سوهاج، حيث تجردت زوجة الأب من كل مشاعر الإنسانية والأمومة، وقامت بسحل ابنة زوجها البالغة من العمر عاما ونصف بجرها على الأرض حتى فارقت الحياة، وذلك أمام شقيقتيها غادة وفرحة، وهددتهما بالذبح حال التحدث في هذا الأمر أمام أحد، وعللت زوجة الأب ارتكابها لهذا الفعل المشين أنها أن الطفلة الضحية كانت تلعب بالتراب.
طفلة رضيعة عمرها عام ونصف يفعل بها هذا الفعل الشنيع؟! أي حقد عقيم أكل قلبك الأسود وحولك من بني الانسان إلى عالم الحيوان؟!
وكان هناك “فران” يعيش برفقة زوجته وطفلتيه “روضة” و”فاطمة”، وكانوا سعداء حتى ظهرت من أغوته وتزوجته، وأجبرته على طلاق زوجته الأولى وأم طفلتيه، ورحلت الأم وتركت طفلتيها مع أبيهم، وفي أحضان امرأة التي لا تعرف الإنسانية، لتتنفذ فيهم محكمة التفتيش، وأبشع صور التعذيب.. وسردت الطفلتان جانباً من قصص التعذيب والتنكيل على يد زوجة الأب، فتقول “روضة”: كانت زوجة أبي تجردنا من ملابسنا في ليالي الشتاء وتصب علينا المياه الباردة، وفي مشهد أخر أكثر قسوة، كانت زوجة أبى تعصم عيني وتوثق اليدين والقدمين، وتضربنا بـ”سلك الكهرباء” وتكوي جسدي بسكين.
وتقول شقيقتها فاطمة، كنا كل يوم نتمنى الموت، حتى نستريح من الدنيا وما فيها، هربنا من المنزل ذات مرة، وأعادتنا زوجة أبي وحرضت والدي ضدنا، وانتهى الأمر بوصلة جديدة من التعذيب.
وتضيف الطفلة، زارتنا والدتي ذات مرة في المدرسة، وتوسلنا إليها انقاذنا من زوجة أبي، وتأخذنا معها لنعيش برفقة زوجها وطفلها “يحى”، لكنها طلبت منا أن نتحمل، لأن زوجها يرفض ذلك، ولما ضاقت بنا الدنيا قررنا الهرب، تركنا المنزل في المرج، وتجولنا في الشارع عدة ساعات لا ندري لأين نذهب، حتى استقر بنا الأمر أسفل منزل، بعدما حل بنا التعب وسقطنا على الأرض، لنجد أنفسنا أمام سيدة طيبة تدعى “أسماء”، عاملتنا أفضل من والدتنا وذهبت بنا لقسم الشرطة نستنجد بهم من جبروت زوجة والدتنا، حيث أحسنوا استقبالنا وقدموا لنا الطعام وهدأوا من روعنا، وقبضوا على الوالد وزوجته.
وهذه زوجة أخرى تعدت على ابنة زوجها الطفلة الصغيرة بالضرب لأنها ضربت طفلها الصغير، فقالت الفتاة لها سأخبر أبي بأنك ضربتني، فاغتاظت الزوجة الحمقاء من هذا التهديد، وقامت بطعنها بسلاح أبيض “سكين” محدثة إصابتها بـ2 طعنة بالرقبة، أودت بحياتها، ثم غطت الرأس والرقبة داخل كيس بلاستيك حتى لا تتناثر الدماء، ثم وضعتها داخل جوال بلاستيك وتخلصت منها.
هكذا تفعل الغيرة والحقد والجهل في الانسان، ليتحول إلى وحش بشع حينما يتجرد قلبه من معرفة الله والخوف منه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.