زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون: تعزيز شراكة مصر وفرنسا الثقافية والاقتصادية

زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون: تعزيز شراكة مصر وفرنسا الثقافية والاقتصادية

زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون: تعزيز شراكة مصر وفرنسا الثقافية والاقتصادية

في ظل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، تتجدد الأواصر بين البلدين، مع تسليط الضوء على الروابط الثقافية والاقتصادية التي تجمع بينهما.

كتبت ماريان مكاريوس

تاريخ طويل من التأثير المتبادل بين مصر وفرنسا شهد تحولاً كبيراً منذ الحملة الفرنسية بقيادة نابليون وصولاً إلى دور فرنسا المؤثر في الحياة الثقافية والاجتماعية المصرية منذ فترة محمد علي.

ولكن اليوم، تظل هذه العلاقة حيوية ومتجددة، إذ تتيح العديد من الفرص في مجالات متعددة مثل التعليم، الثقافة، الاقتصاد، والصناعات المختلفة.

التبادل الثقافي: من فرنسا إلى مصر ومن مصر إلى الفرانكوفونية

من أبرز المحاور التي تطرقت إليها الفعاليات الثقافية في إطار برنامج “مصر في عيون العالم” و”مصر في عيون الفرنسيين” هو تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، وهو ما أكده مؤسس البرنامج السيد أحمد غانم في العديد من البرامج الإعلامية. أشار غانم إلى أن التبادل الثقافي لا يقتصر فقط على مصر وفرنسا، بل يجب أن يشمل الدول الفرانكوفونية التي تضم نحو 80 دولة حول العالم. هذه الدول، التي تتشارك في اللغة الفرنسية، تتيح لمصر فرصة لتوسيع نفوذها الثقافي على نطاق أوسع، مما يعزز دورها في الساحة العالمية.

كما أظهرت نتائج استطلاع بي بي سي أن 36% من المصريين ينظرون إلى التواجد الفرنسي في مصر بشكل إيجابي، في حين أن 26% يعبرون عن نظرة سلبية. هذا التباين في الرؤى يعكس التفاعلات المعقدة بين الشعب المصري والثقافة الفرنسية، وهو ما يستدعي مزيداً من النقاش حول هذا التبادل الثقافي في إطار تحديث العلاقات الثنائية.

التعاون الاقتصادي: فرص التوسع والنمو

تعد العلاقة الاقتصادية بين مصر وفرنسا واحدة من أبرز جوانب التعاون بين البلدين، ويظهر ذلك بوضوح في مجالات التجارة والاستثمار. في عام 2024، استوردت مصر من فرنسا منتجات متنوعة، تضمنت منتجات الصيدلة بقيمة 301.8 مليون دولار، ومركبات جوية بقيمة 198.2 مليون دولار، بالإضافة إلى حبوب بقيمة 182.6 مليون دولار. كما استوردت مصر سيارات وجرارات ودراجات بقيمة 115 مليون دولار، إلى جانب منتجات كيميائية متنوعة وآلات كهربائية، مما يعكس حجم التبادل التجاري الكبير بين البلدين.

على صعيد الاستثمارات، بلغت الاستثمارات الفرنسية في مصر 483.8 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024، وهو انخفاض بنسبة 18.2% مقارنة بالعام السابق. رغم هذا الانخفاض، فإن فرنسا تظل أحد الشركاء الرئيسيين في الاقتصاد المصري. في المقابل، شهدت تحويلات المصريين العاملين في فرنسا انخفاضًا بنسبة 9.9%، حيث سجلت 71.1 مليون دولار، بينما شهدت تحويلات الفرنسيين العاملين في مصر زيادة ملحوظة بنسبة 44.3%، ليصل مجموع التحويلات إلى 14 مليون دولار.

مستقبل العلاقات: نحو شراكة أكثر عمقًا

زيارة الرئيس ماكرون إلى مصر تفتح المجال لمزيد من التعاون في العديد من المجالات الحيوية، سواء على المستوى الثقافي أو الاقتصادي. إن العلاقات بين البلدين التي تعود إلى مئات السنين تستمر في التطور، مع إيمان مشترك بأهمية تعزيز التعاون في ظل التحديات العالمية الراهنة. ويبدو أن مصر، من خلال دورها في الفضاء الفرانكوفوني، قد تكون في موقع يسمح لها بتوسيع نفوذها الثقافي والاقتصادي عبر المزيد من التعاون مع فرنسا ودول الفرانكوفونية.

ختامًا، تسهم هذه العلاقات القوية في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية، وتفتح أبوابًا جديدة للتبادل الثقافي والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

المزيد: صفقة فنية غير متوقعة… بطلة رمضان تنضم لمشروع سينمائي يحمل مفاجآت

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.