زينب النجار تكتب : رمضان بشكل أخر

كتبت/ زينب النجار
نستقبل رمضان لهذا العام في ظروف لم نعهدها من قبل
حيث سنفقد فيه عادات تعودنا أن نخص بها هذا الشهر الفضيل كالذهاب إلى المساجد وصلاة التراويح والتهجد التي تعتبر من أهم أركان شهر رمضان ومظاهر اخري كأستقبال الأرحام والضيوف والعزومات والفطار الجماعي بين العائلات .

وبالرغم من ذلك فأن رمضان هذا العام سيكون مميزاً عن قبله من السنوات التي مضت بنا، حيث سيكون هذا الشهر الفضيل لنا. لأنفسنا دون غيرنا، سنجد فيه الفرصة الكافية للصلاة وقراءة كتاب الله والتصدق والإلتزام ببعض الأمور التي تخص الشهر الكريم فالمسئولية والأهتمام بأمور الفطار، التي تعود أغلبنا أن يعد مائدة الإفطار أو السحور لإستقبال الأقارب والضيوف ويُشغل أهله صباح مساء بإعداد السفرة الرمضانية وقد تفوتهم بذلك روحانية هذا الشهر الفضيل وأستشعار قيمة الصلوات والدعاء فيه لله.

في رمضان هذا العام مع ظروف الحجر المنزلي فرصة ربما لن تتكرر. فرصة في العزلة مع أنفسنا و تكثيف أعمالنا ومراجعة ما فاتنا ، والتطهر من كل ما يؤذينا
فرصة في التفرغ للدعاء دون الإرتباط بالمواعيد وبالأعمال ودون أن يتمكن النعاس منّا بعد إرهاق ساعات العمل وعبء متابعة أمتحانات الأبناء والنوادي والتخفف من المسؤوليات العائلية.

فلنجلس في بيوتناَ ونحولها لمساجد وموائد رمضانية رائعة لأسرتنا وجلسات نعيد فيها حساباتنا.
ونهيئ أنفسنا لمرحلة جديدة في الشهر الكريم بروح تفاعلية
وتفاؤل بعيد عن صخب الحياة وضغوطها، فرمضان هذا السنة فرصة لكي نؤدي الصلاة بهدوء وبلا أستعجال فلدينا وقت كبير لقراءة القرآن بتركيز وترتيل، لا تجعلوا رمضان حزيناً، أفرحوا وعلقوا الزينة في البيت وأعدوا أطعمة رمضان لأسرتكم، وتبادلوا التهانى عبر الأتصالات.
أدعوا للأمواتنا وللغائب والمسافر والقريب والبعيد، أدعوا أن يزول الوباء وترجع حياتنا كما كانت من قبل.

ويمكن تعويض العزومات ومصاريفها في الإشتراك بالحملات الخيرية المساهمة في أطعام صائم أو تكفيل أسرة في هذا الشهر الكريم في ظل الظروف التي نمر بها، خاصة بعد غياب مؤائد الرحمن والأفطار الرمضانية في المساجد.
فنحن الآن أمام فرصة عظيمة للوقوف مع أنفسنا ومراجعة حياتنا بالكامل، فمن الممكن أن يصبح فيروس كورونا إختبار لنا في هذا الشهر الفضيل. ولا أحد يعلم هل سيقض رمضان القادم.
فهيا نعمل كأنه آخر رمضان لنا

ويجب التزاماَ مع هذا الإستمرار في الإلتزام بالحجر المنزلي ورفع مستوى الحظر وعدم أختراقها وكل عام وأنتم بخير رمضان مبارك علينا وعليكم.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.