قطايف سامح حسين عندما يجمع الفنان بين حمل الرسالة الهادفة والدعوة الراقية
تعاني وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من تخمة المحتوى الترفيهي الساذج و الاستهلاكي، حيث تفيض بالشوائب الفكرية والمحتويات الفقيرة التي لا تحمل أي قيمة حقيقية، بل تسهم في إهدار المبادئ والقيم، وتبدد الحسنات التي يجتهد كثيرون في بنائها، خاصة خلال شهر رمضان.
كتبت ريهام طارق
وفي وسط هذا الضجيج الإعلامي والمحتوى السطحي، يظهر بودكاست “قطايف“، كـ نسمة هادئة تحمل رسائل من التوعية والتثقيف الديني بأسلوب راقي ومميز يقدمه الفنان سامح حسين، الذي اختار أن يقدم نموذجا مختلفا يجمع بين الفن والتوعية الدينية الرصينة، من خلال محتوى يرتكز على القرآن الكريم والسنة النبوية، بأسلوب سلس وجذاب يجعل الجمهور يتابعه بشغف واهتمام، بعيدًا عن الخطاب التقليدي الجاف.
اقرأ أيضاً: كريم فهمي.. “جان الدراما المصرية” جمع بين الاحترافية والإبداع في”وتقابل حبيب”
يتميز “قطايف” بأنه ليس مجرد بودكاست ديني تقليدي، بل هو مشروع ثقافي توعوي يهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعريف الناس بأصول دينهم بأسلوب بعيد عن التعقيد والخطاب الجاف، لا يتقمص سامح حسين دور الداعية التقليدي، بل يقدم المعلومة بروح الفنان المثقف، القادر على تبسيط الفكرة وإيصالها بوضوح وسلاسة، مما يجعله قريبًا من مختلف الفئات العمرية والثقافية.
“قطايف” برنامج هادف وجوده ضرورة ملحة لا مجرد خيار:
يمتاز أسلوبه الفريد في تناول القضايا الدينية بطرح القيم والمبادئ التي نشأنا عليها باسلوب حديث ومبتكر، يميزه عن البرامج التقليدية التي تفتقر غالبا إلى المرونة والجاذبية، فهو لا يعتمد على الخطابة الجافة، بل يخاطب عقل المشاهد بطرح متوازن يجمع بين التبسيط دون إخلال والعمق دون تعقيد، مما يجعله أكثر قربا و تأثيرا، كما يحرص على تقديم محتوى موثوق مستند إلى مصادر دقيقة، في ظل انتشار المعلومات المغلوطة بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل برامج هادفة مثل “قطايف” ضرورة ملحة لا مجرد خيار.
اقرأ أيضاً: نيكول سابا جسدت المعنى الحرفي لايه “إن كيدكن عظيم في “وتقابل حبيب”
سامح حسين يقدم نفسه كنموذج للفنان الواعي الذي يستخدم شهرته لنشر المعرفة والتوعية:
سامح حسين بهذا المحتوى لا يقدم نفسه كفنان فقط، بل كنموذج للفنان الواعي الذي يستخدم شهرته لنشر المعرفة والتوعية، بدلا من الانخراط في تقديم محتوى فارغ أو غير هادف لقد أثبت أن الفن يمكن أن يكون رسالة سامية وأداة قوية للتثقيف والتنوير، لا مجرد وسيلة ترفيهية عابرة، فهو يخاطب جمهوره بلغة العصر، بعيدًا عن التعقيد الذي قد يجعل بعض الخطب الدينية غير مفهومة أو منفرة للمشاهد بل يقدمها بأسلوب يجمع بين الفائدة والمتعة.
اقرأ أيضاً: “وتقابل حبيب”.. دراما تطيح بالمنافسين وتعيد صياغة معايير النجاح!
تجاهل القنوات الفضائية للمشروع:
على الرغم من أهمية هذا المشروع، إلا أنه من اللافت أن أيا من القنوات الفضائية لم تتبني عرضه على شاشاتها، رغم الحاجة الملحة لمحتوى يرسخ الفهم الصحيح للدين بأسلوب حديث وجذاب ففي الوقت الذي تتنافس فيه بعض القنوات على تقديم برامج سطحية، كان من الأولى أن تُفسح المجال لمنصات تثري وعي المشاهد، مثل “قطايف”، الذي يحمل قيمة فكرية وثقافية حقيقية.
كل الدعم للفنان الراقي سامح حسين:
في النهاية الفنان سامح حسين يستحق كل الدعم والتشجيع لضمان استمرار هذا المشروع ووصوله إلى نطاق أوسع، خاصة في زمن أصبح فيه المحتوى الهادف عملة نادرة وسط زخم من المواد الاستهلاكية التي تستنزف العقول بدلا من أن تغذيها.
https://www.facebook.com/share/12GRXgu41VS/