سر اختفاء مسلسلات وبرامج الأطفال من شاشة رمضان

“غدا تتفتح الزهور” و”بكار” و”بوجى وطمطم ” و”الشبر ونص” و”فطوطة” و”جدو عبده زارع أرضه”..مسلسلات وبرامج أطفال تربت عليها أجيال متعاقبة فى حقبة التسعينيات، وكذا مجموعة من الأعمال التى تناولت قصص الأنبياء والنساء والتابعين فى القرأن الكريم، وكان لها أبلغ الأثر فى ترسيخ القيم والمبادئ وفنون المعرفة فى نفوس الأطفال،  مما لعب دورا كبيرا فى حسن التنشئة والارتباط بقيم وأخلاق المجتمع.

وقد توارت تلك الأعمال فى الوقت الحالي، وأصبح أطفالنا عرضة لمشاهدة برامج ودراما للأطفال مأخذوه عن الغرب لا تتفق وقيمنا الشرقية الأصيلة وأخلاقنا وما نشأ عليه مجتمعنا من التسامح والمحبة، حيث تحث البرامج الحالية على العنف والانتهازية وحب الذات والمادية، مما أضر بالأطفال وأبعدهم عن القيم الأصيلة التى نشأت الآجيال السابقة عليها.

فطوطة

فى زمن الفن الجميل، كان الكبار قبل الصغار يلتفون حول شاشات التلفزيون لمشاهدة تلك الأعمال العظيمة، فكان الجميع ينتظروها من العام للعام، وكان قطاع الإنتاج بالتلفزيون يحرص بشدة على تقديم هذه الأعمال طيلة شهور العام، بل وكان يضاعف من الميزانية المخصصة لها فى الشهر الكريم لإدراكه مدى ترقب وانتظار الأطفال لها .

فكانت تساهم تلك الأعمال الإبداعية الخالدة التى كتبها وأنتجها كبار الكتاب والمنتجين، فى تنشئة الأطفال وإكسابهم المعرفة والمعلومات والقيم والأخلاقيات بطرق مبسطة، وتعليمهم ﻟﻠﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤـﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺭﻗـﺎﻡ، فضلا عن اﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ لأعمارهم بلغو وألفاظ عربية وإن كانت عامية إلا أنها أقرب للفصحى، فكانت المفردات ترقى بالأطفال وبلغة الحوار بينهم.

جدو عبده

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن: لماذا اختفت دراما وبرامج الأطفال؟ هل بسبب تكلفة إنتاجها أم بسبب رحيل كبار الكتاب والفنانيين الذين كانوا يجيدون الكتابة والتمثيل للأطفال..أم بسبب عزوف أصحاب الفضائيات عن إنتاج برامج الأطفال التى لاتحقق العائد المرجو منها كما يدعون، واتجاه الإعلانات نحو دراما الكبار على حساب دراما الصغار.

الأمل الآن معقود على أصحاب القرار بالتلفزيون لإنتاج برامج ودارما أطفال تعيد المشاهد من جديد إليه، وتُسعد الملايين.

 

بكار

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.