سر المرأة الباكية التى خطفت الأنظار في حفل أم كلثوم

 

ظهرت سيدة في الدقيقة الـ33 من الحفل واصبحت أشهر المُعجبين في تاريخ أم كلثوم

 

كتبت- غادة العليمى

 

في حفل أم كلثوم الشهير الذي غنّت فيه ( هو صحيح الهوى غلّاب ) كانت تجلس سيده ضمن الجُمهور وعلى وجهها تأثر شديد تُغمض عينيها كما لو أنها تتخيل حبيبها أمامها .. تُغنّي أم كلثوم ذلك المقطع ( يا قلبي آه ) فيما تمسح السيدة وجهها بالمنديل الذي ينتفض بالمشاعر والأحاسيس

ظلّت تلك السيدة التي ظهرت في الدقيقة الـ33 من الحفل أيقونة ضمن أشهر المُعجبين في تاريخ أم كلثوم مجهولة تمامًا دون معرفة أي تفاصيل عن حياتها

 

 

يظل المحبوب محبوبًا حتى وإن رحل حتى ولو مرّ على رحيله سنواتٌ طوال 

إعتادت ماري ميشيل حضور حفلات أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر فلم يكن يُعيقها أي شيء في سبيل ذلك

وكان تامر رؤوف حفيدها الذي يعمل كممثل علق قائلا لاحد المجلات الفنية، وكانت تعتبر هذه الأوقات بمثابة لحظات الاستجمام الخاصة بها، حيث كانت تُنهي عملها كمترجمة في إحدى شركات وسط البلد، ثم تعدو نحو منزلها الواقع في شارع قصر النيل حيث تتأنق مُرتدية أبهى الفساتين، وبعدها يصطحبها زوجها الطبيب شفيق السندي يمشيان سويًا، حتى الوصول إلى دار سينما الأوبرا التي لم تكن تبعد كثيرًا عن منزلهما أيضًا.

 

نبذة عن حياة المعجبة الاشهر 

جاءت ماري برفقة عائلتها إلى مصر، في فترة الثلاثينيات قادمين من الشام، وقد تعرّفت إلى زوجها بعد ذلك في فترة الأربعينيات، حينها جاءها الهوى من غير مواعيد وكان شفيق يكبرها باثنى عشر عامًا، وكان شخص بسيط ويحترمها جدا وطيب.

تزوج الاثنان فيُمنّي شفيق حياتها بالأفراح، حيث بدأ الإثنان في إنشاء أسرتهما الصغيرة، وكان أولها الابن رؤوف المولود عام 1947، وخلال السنوات التالية أنجبت ماري ولدا وفتاة، حيث كانت الحياه تسير في هدوء “وكل مدى حلاوتها تزيد”، فماري كذلك لم تحسب أنه “في يوم هياخدني بعيد “،  فحينًا يذهب الزوجان بمفردهما حفل أم كلثوم، وأحيانًا أخرى برفقة الصغار فلم تحسب للزمن مواطن غدره، غير أنه وقع.

 

ففي عام 1956 رحل شفيق في سن صغيرة، وكانت ماري حينها في الثامنة والعشرين من عمرها، مُتحمّلة مسئولية تربية ثلاثة أطفال وحدها، ولم يُعزّها سوى حضور حفلات أم كلثوم، وهكذا عاشت ماري بين جنه ونار وظلّ عزاؤها في حضور حفلات الست، تفرح بالقرب منها وتستمتع بصوتها البديع.

 

وقد قابلتها وجلست معها كما يقول تامر، فلم تكن تعتبرها مُجرد مطربة فحسب بل صديقة أيضًا.

 

 

غدر الزمن لمرة ولمرتان وقلبها الصغير لم يحتمل

حاولت ماري أن تأمن غدر الزمن مرة أخرى بعد وفاة زوجها، لكن جاءتها فاجعة أخرى تُذكّرها بأن العهود لا تُجدي،  فبعد سنوات من فاجعة رحيل شفيق زوجها، رحلت أم كلثوم نفسها عام 1970.

وكأن ماري لم تتحمّل ذلك القدر من الحزن، كما قالت أم كلثوم في أغنيتها “أهل الهوى وصفوا لي دواه.. لقيت دواه زوّد في أساه”، وهكذا زاد أسى ماري هانم التي لم تقدر على الصبر أكثر من ذلك، حيث خانها قلبها عصر يوم في عام 1979،  ففي ذلك اليوم إنتظرها أبناؤها أمام سينما مترو، حيث إتفقوا على مشاهدة فيلم “لا تبكي يا حبيب العمر” سويًا.

 

غير أن ماري لم تأتِ فقد أحسّت بالتعب في عملها، فأخذتها زميلاتها لتُجري رسم قلب، لكن الموت أدركها سريعًا دون تعب في عمر الواحدة والخمسين، راحلة في هدوء مُفجع للأحبّة “وازاي يا ترى أهو ده اللي جرى”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.