سطو الحب.. بقلم/ جمال القاضي.
كم كنت قبلك لاأبالي للحياة
معنى أو وجوداً
لاأدرك للزمان أوقاتاً
أو للمكان طريقاً أسلكه
ومابين نهار أعيشه عبثاً
وليل بهواجس أحلامه
تمضي الساعات بين يدي
خيالاً بتعمقه وعقلاً بشروده
أنظر في كل محتويات الكون
ولا أطيل النظرات في الوجود
نظرات اختلسها في الوجوه
التي تراها عيني
لا أعرف للحب معاني
سوى كلمات أقرؤها عنه
في قصص العشاق
حتى ساق القدر
حبك في طريقي
فصارت للحياة معنىً
في وجودك وللزمان
دقائق وثواني معدودة
فكيف سرقتي مني خيالي؟
كيف جعلتي لعقلي
شيئا واحداً يتذكره؟
كيف سرقتي من الليل أحلامي؟
كيف جعلتي هواجسه
تمسي بتجسدات طيفك؟
كيف جعلتي قلبي
يسافر ويعبر به قلبك
الى حدود الخيال ويظل
مسافراً معك الى مكان
ليس بالوجود؟
وزمان لايعرف للساعات
عقارباً أوثواني؟
كيف جعلتي من طيفك
الجندي الذي يسطو
على كل أسلحتي التي
كانت تحميه من كل حب؟
كيف أتى قلبك وأقتحم
أسوار قلبي وحطم فيه
تلك الحصون؟
كيف جعلتي قلبي برضاه
يفتح لك كل أبوابه المغلقة
ويجعل فيه موطناً لقلبك
ويغزو حبك كل حجراته؟
كيف جعلتي حبك
يسري فيه ويطوف أرجاءه؟
كيف جعلتي من حبك شمعةٌ
يشعلها قلبي ويوقد أنوارها ؟
كيف جعلتيه يطفئ
كل ماكان قبلك من أنوار؟
كيف مزقتي له كل أثواب
كان يرتديها من حب النساء؟
ويبيت في أثواب حبك
والتي صنعها قلبك
بنسيج حبك وجعل منها
خيوطاً وبداخلها تأسره بينها؟
كيف جعلتي من جوارحي
جنوداً وتظل حارسةٌ لقلبك؟
كيف صار حبك جيشاً
يطارد من أمامه كل أحزاني
ويبقي فيه مفردات سعادتي
التي قد أتيت بها اليه؟
كيف جعلتي تجمدات كلماتي
تذوب بين يديك؟
ليصبح لساني ناسياً
لكل الأسماء التي عرفها قبلك
وناطقاٌ بفصاحته أسمك؟
ومعه كلمات يرددها أحبك
كيف جعلتي لكل الطرقات
التي يسلكها قلبي منحدرات
تهوي بقلبي وتسقطه
في بحور من حبك؟
ليسبح فوق أمواجها
ويرتوي منها دون موتاً
أو دون غرقاً في مياهها
كيف مزجت برحيق شفتيك
وصار طعمها سكراً منبعه قلبك؟
فدعيني مابين السكون والضجيج
أناديك بأعلى صوت مني أحبك
ليصبح الكون بوسعه
هو الأفق الذي يتردد فيه
صوت قلبي وضجيجاً صداه
يصل اليك فتجيبي صوت قلبي
بكلمات ينطقها قلبك ولسانك أحبك