سعر الخروف من نجيب الريحاني ل ٢٠٢٢ “حبل وجردل للعناية بشعر الخروف”

سعر الخروف من نجيب الريحاني ل ٢٠٢٢ “حبل وجردل للعناية بشعر الخروف”

بقلم وريشة /كيرلس عادل
وسط كم الاستغلالات التي تحدث من جميع المؤسسات لوجود موظفين مرتشين عديمي الذمة والضمير لانتشار فلسفة الجشع والطمع والتي تسربت بدورها إلي الورش والمحلات الصغيرة مثل محلات الجزارة ومحلات البقالة وغيرها يجعلنا نقف في حالة من الذهول من الاستغلال واهدار حق الفقراء وعدم وضعهم في الاولويات هم بذلك يظنون انهم سوف يزيدون من أرزاقهم يذكرني بالمثل المأثور “اجري يابني آدم جري الوحوش غير رزقك لن تحوش” وفي دخولنا في العيد الأهم في مصر إلا وهو عيد الأضحي المبارك ووسط استغلال الجزارين ومخالفة التسعيرة الرسمية للحوم يجعلنا نتذكر مشهد راسخ في الأذهان من فيلم
أبو حلموس بطولة الفنان الكبير نجيب الريحاني ( الموظف شحاتة افندي) الفنان الكبير عباس فارس(عبد الحفيظ بك فتح الباب ناظر الوقف) وهذا يدل علي قيمة واستمرارية الأعمال الكلاسيكية فبالرغم من مرور 75 عاما علي مرور هذا العمل الفني لكنه محفور في الأذهان ويعبر عن وضعنا الحالي وهنا سنستعين بنص الحوار الذي دار في المشهد لمن لا يعرفه من الأجيال الجديدة.

تفاصيل ونص المشهد بين نجيب الريحاني وعباس فارس من فيلم “أبو حلموس”:-
فبعد اكتشاف نجيب الريحاني ( شحاتة افندي) نصب ونهب ناظر الأوقاف( عباس فارس) من الكشوفات والسجلات ولم يكن يدري انه من يتحدث إليه هو ناظر الوقف نفسه فبعد أن وجد أنه مقيد بالسجلات أنهم قاموا ببياض أوضة ب92 جنيه
نجيب الريحاني متحدثا لعباس فارس : كلام في سرك ناظر الوقف بتاعنا من الصنف التقيل.
عباس فارس: ياشيخ
نجيب الريحاني: أوي أوي أوي ده حرامي
عباس فارس : حرامي؟!!!
نجيب الريحاني: أيوه حرامي وحمار كمان
عباس فارس : حمار؟
نجيب الريحاني: يقيدهم زي ماهو عاوز لكن مش بالشكل ده بياض أوضه 92 جنيه
عباس فارس : أومال ازاي؟
نجيب الريحاني : ياااه دا انتم مساكين اوي أنا اقولك إزاي. كحت البياض القديم مثلا كذا. سنفرة الحيطان بعد الكحت كذا . تقطيب الخروم والثقوب كذا. تلبيس الحيطان بعد التقطيب كذا. دهان أول وش كذا. دهان تاني وش كذا. دهان تالت وش كذا. وبعد كده مش يقيد 92 جنيه يقيد 192 جنيه كمان .كده تبقي مبلوعة.
عباس فارس: إنت كنت بتشتغل فين؟
نجيب الريحاني : في في محل تجاري ثم تصور حضرتك مقيدينلي هناك خروف ب18 جنيه ومعرفش كام قرش وكام مليم
عباس فارس: طب ودي كان يقيدها إزاي؟
نجيب الريحاني: ياااه ده انتم نيلة. نيلة اوي اوي اوي. حبل ومخلة وجردل لأكل وشرب الخروف. حكيم بيطري للعناية بصحة الخروف . مزين لحلاقة شعر الخروف
عباس فارس : إنت يظهر عليك إنك ضليع اوي
نجيب الريحاني: اهو كده يكون الشغل . مش زي ماهو عامل المغفل ناظر الوقف .جاتو وقف حاله
وينتهي المشهد بصدمة نجيب الريحاني ( شحاتة افندي) بأن من يحادثه الفنان عباس فارس ( عبد الحفيظ بك فتح الباب ) هو ناظر الوقف
وذلك إن دل علي شئ يدل أن فلسفة الطمع والنهب متأصلة ومحفورة في منعدمي الضمير والطماعين وأن من يقع ضحية دوما هم الفقراء حتي فقدانهم لأهم مظهر من مظاهر عيد الاضحي المبارك وهو تناول اللحم بسبب غلو الاسعار الذين يجعلهم عاجزين عن سدادها والصمود أمامها.فيكتفون بأن يكون عيدهم بدون لذة مع استنشاق رائحة الطبخ من جيرانهم.

تطور أسعار الخروف بين الماضي والحاضر:-

من السيناريو المتعارف عليه مع دخول عيد الأضحي هو حالة الركود والتوقف لأسواق الأضاحي بسبب عدم قدرة المصريين الشرائية لغلاء الأسعار وهو ما يعود بالخسائر ع أصحاب المجازر نتيجة لأطماعهم فإذا نظرنا لأسعار الخروف قديما في فترة الأربعينات نجدها تتراوح بين 10 إلي 18 جنيه أما حاليا نجدها قفزت قفزة مهولة بعد إعلان الغرفة التجارية لتسجل أسعارها مابين 4000 و 5000 وقد تصل إلي 8000 جنيه
أما عجول الأضاحي تتراوح بين 20 و 25 الف جنيه وهو مانجده حجر عثرة وتعجيز للفقراء ويحول دون حصولهم علي اقل وابسط الحقوق وهو تناول اللحم مثل باقي الشعب وهو مااجده ظلم فادح في حقهم.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.