سعيد الكفراوى.. هكذا يحول راهب القصة القصيرة الواقع إلى فن حقيقي

ملتقى الإبداع

سعيد الكفراوى.. هكذا يحول راهب القصة القصيرة الواقع إلى فن حقيقي

كتب: محمود حلاوة – هاجر برهان الدين – نورهان السمنودي.

شهد مخيم مكاوي سعيد بملتقی الإبداع ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ 49 أمس، ندوة بعنوان “مسيرة كاتب وتجربة: سعيد الكفراوي”، بحضور الكاتب والقاص سعيد الكفراوي، والروائي سعيد نوح، وأدارها رزق فهمي وسط إقبال وتفاعل مع الجماهير.

استهل الندوة رزق فهمي قائلاً إن سعيد الكفراوي قيمة أدبية لا يختلف عليها إثنان، وأحد رهبان فن القصة القصيرة، إذ أخلص لها العطاء في 13 مجموعة، لنبوغه مبكراً. وحصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وأهداها لقرية كفر حجازي بالمحلة حيث مسقط رأسه، ولفت إلي أنه ينظر للموت بجرأة إذ أنه الوحيد الذي رأی أهله بعد موتهم، ويعتبر الحديث عنه دفعة قوية لمعرفته.

وأشار الكفراوي إلى أنه صُنف من الإخوان المسلمين بسبب قرابته لخاله، كما صُنف باليساري لمجالسته لنجيب محفوظ، مميزاً جيل الستينات بالعزوف عن الكلام، وكانوا يخشون الكلام لعدم قدرتهم عن التعبير، وأنسب وعيه الفكري الكامل لقريته والبيئة المحيطة به. ونظر إلي الواقع بأنه أهم من التخيل، والواقع يكون وعي، والتحدي الحقيقي هو تحويله لفن وإبداع.

واعتبر الكتابة مأخوذة من مصدر الصوت، ووصف الواقع بأنه لا يمكن كتابته ولكنه على أطراف أصابعنا، فحققت القصة القصيرة هذا المعني في جميع قصصه، وتم الإتفاق مع نصر ذاكر على تشييد قصر للثقافة بالمحلة.

وأكمل حديثه بعدم تواجد سلطات في مصر بعد ثورة يوليو 1952م، سوي سلطتي الحكومة والإخوان المسلمين.

ولقبه نجيب محفوظ بإسماعيل الشيخ لجرأته وشجاعته، وهاجر للقصة القصيرة لما رأى بها الشكل الفني الأجدر الذي يمكن من خلاله عرض تجربته، واعتبره نبوءة نواجه من خلاله الحياة والموت، ووصفه بالصوت الخفي والأبدي.

وصور الترابط بين القصة القصيرة والعاطفة بوحدة القلم الإنساني لما لديهم من صعوبة. وأوجب بالكتابة بطريقة مناسبة للموجودين علي الهامش، والذين يدركون معني الوطن وحبهم له.

وميز الزمن لديه ببئر تتقطر فيه تجربة الإنسان بحيث لايكون هناك فرق بين زمن الأشخاص بالقري، وزمن الأشخاص بالمدن، واعتبر نفسه من أهل الهامش الذين يعيشون حياة القرى.

وأعرب أحد الجماهير عن اعترافه بالكفراوي وعظمة كتاباته، وألزمه باستعادة بناء ما أقامه، وأساء لما هو موجود من شعراء حاليين والخطورة ليست في غياب الثقافة من الناس، وإنما ما هو موجود في جيلنا الحالي.

وأنهى رزق فهمي قائلاً إن ظاهرة الأكثر مبيعاً هي سبب غياب الثقافة الموجودة حالياً، وهذه الظاهرة ستجرف جيل كامل، ووقتها لا نستطيع قول مقولة “ننتظر الغد”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.