سمير غانم في الذكرى الرابعة لرحيلة .. هكذا أصبح أحد أعمدة الكوميديا العربية
سمير غانم .. يُعد هذا الفنان الكبير وبإتفاق الجميع واحدًا من أعمدة الكوميديا العربية، وأحد الأسماء التي حفرت لنفسها مكانة خالدة في قلوب الجماهير المصرية والعربية على مدار أكثر من ستة عقود.
كتبت / ماريان مكاريوس
ولد سمير غانم في 15 يناير 1937 بمدينة أسيوط، حيث التحق في البداية بكلية الشرطة، لكنه لم يكمل دراسته فيها، وانتقل لاحقًا إلى كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، وهناك بدأت تتبلور ملامح موهبته الفنية.
بدايات سمير غانم
انطلاقة سمير غانم الحقيقية كانت من خلال فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، التي شكلها مع الراحلين جورج سيدهم والضيف أحمد. وقد كانت هذه الفرقة من أوائل الفرق التي أدخلت الاسكتشات الغنائية الكوميدية إلى المسرح المصري، وقدمت عروضًا ناجحة نالت إعجاب الجمهور، مثل “طبيخ الملايكة” و”كلام فاضي”. ولكن بعد وفاة” الضيف أحمد “في عام 1970، أكمل “غانم وسيدهم “المسيرة معًا، ثم انفصل سمير لاحقًا ليبدأ مشواره الفردي.
قدرة على الارتجال وخفة ظل
تميز سمير غانم بأسلوب فريد في الإلقاء الكوميدي، وقدرة غير عادية على الارتجال، وخفة ظل جعلته محبوبًا من مختلف الأجيال. دخل عالم التلفزيون والسينما من أوسع أبوابه، وشارك في عشرات الأفلام والمسلسلات التي أصبحت علامات في تاريخ الكوميديا، من أبرزها أفلام “30 يوم في السجن”، و”أميرة حبي أنا”، و”البنات عايزة إيه”، إلى جانب المسلسلات مثل “حكاية ميزو”، و”فطوطة”، و”رجل شريف جدًا”. كما كان له حضور مميز في الفوازير الرمضانية، خاصة بشخصية “فطوطة” التي التصقت به وأحبها الصغار والكبار.
تعدد المواهب
لم تقتصر موهبة سمير غانم على التمثيل فقط، بل كان أيضًا مغنيًا كوميديًا بارعًا، وقد قدم العديد من الأغاني الطريفة التي أصبحت جزءًا من التراث الشعبي، مثل اغنية”عيد الكرنب”، بينما تميز أيضًا بقدرته على تحويل المواقف اليومية العادية إلى مشاهد ضاحكة بأسلوبه العفوي والبسيط.
على الصعيد الشخصي، تزوج سمير غانم من الفنانة دلال عبد العزيز، التي شكل معها ثنائيًا إنسانيًا وفنيًا رائعًا و التي رحلت بعده بما يقرب من شهرين!
حيث ظهرا معًا في عدد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية. أنجبا ابنتين، دنيا وإيمي، واللتين ورثتا عنه الموهبة الفنية، ونجحتا في شق طريقهما في عالم التمثيل.
تواضع وروح مرحة
رغم سنواته الطويلة في العمل الفني، ظل سمير غانم محتفظًا بتواضعه وروحه المرحة، ولم تغيره الشهرة أو النجاح. وكان يُعرف بروحه الطيبة خلف الكواليس، وبدعمه الكبير للجيل الجديد من الفنانين، حيث لم يبخل يومًا بتوجيه النصائح أو المشاركة في الأعمال حتى وإن كانت صغيرة.
سمير غانم تفرد بمساحة في الأداء الكوميدي لم و لن تتكرر و اعتقد انه لم ينافسه بها أي ممثل اخر.
تدهور حالته الصحية
في أبريل 2021، أُعلن عن إصابة سمير غانم بفيروس كورونا، لتتدهور حالته الصحية سريعًا، ويُنقل إلى المستشفى، حيث دخل في حالة حرجة نتيجة مضاعفات شديدة، خاصة مع معاناته من مشاكل في الكلى. وفي 20 مايو 2021، غيّب الموت ضحكة مصر، ليرحل عن عالمنا عن عمر ناهز 84 عامًا، مخلفًا وراءه حزنًا عميقًا في قلوب الملايين.
برحيل سمير غانم أسدل الستار علي ضلع المثلث الثالث لفريق ثلاثي أضواء المسرح، وتكريمًا له، أطلقت الدولة المصرية اسمه على أحد الكباري في القاهرة، في لفتة رمزية تؤكد مكانته في قلوب المصريين. وسيظل سمير غانم أيقونة من أيقونات الكوميديا، وصاحب إرث فني سيبقى خالدًا في الوجدان يضحكنا.