سن الستين .. بداية رحلة النضج والعمق والخبرة والتجربه ” بداية وليس نهاية” 

سن الستين .. بداية رحلة النضج والعمق والخبرة والتجربه ” بداية وليس نهاية”

 

سن الستين .. من المؤكد أن كل سنة تعيشها في حياتك تضيف سطورًا جديدة ومختلفة .

فإذا ماوصلت لسن الستين فأنت هنا قد وصلت لفصل ممتلئ بالعمق والخبرة والتجربة .

 

بقلم الباحثة/ زينب محمد شرف

فبلوغ الستين من العمر ليس نهاية بل بداية جديدة من النضج الحقيقي.

 

سن الستين بداية جديدة لإنجاز ما لم يتم إنجازه من قبل:

كثيراً ما يُنظر إلى سن الستين باعتباره بداية النهاية، أو محطة التقاعد التنازل عن الطموحات، لكن الحقيقة التي تثبتها قصص النجاح حول العالم، والتجارب الإنسانية العميقة، أن الستين ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بدايته الأكثر وعياً وعمقاً.

 

نضوج الفكر وتبلور الرؤية:

 

في سن الستين، يكون الإنسان قد مر، وراكم تجارب وخبرات لا تقدر بثمن، حيث يصبح أكثر دراية بالحياة، وأهدأ في إتخاذ القرارات، وأقرب إلى ذاته الحقيقية، هذه المزايا تشكّل أساساً صلباً لأي خطوه جديد، حتى لو رحلة طال إنتظارها، لذلك من حقك أن تتغير، وأن تنمو، وأن تُعيد تشكيل ذاتك، الحياة لا تعطي الجوائز للنسخ المكررة.

 

فرصة لملاحقة حلم مؤجل:

 

قد يكون الإنسان قد أمضى عقوداً وهو يقدّم الآخرين على نفسه، منشغلاً بأعباء الأسرة أو متطلبات الوظيفة، ومع التفرغ النسبي في هذا العمر، تنفتح أمامه نافذة لإحياء الأحلام التي تم تأجيلها، ولكل روح لحظة ولادة ثانية، حين تتجرأ على أن تكون ما هي عليه فعلًا، لا ما يريد الآخرون أن تكونه، وفى النهاية العمر مجرد رقم، والنية القوية تصنع الفرق، لذلك سن الستين هو العمر الذي تثمر فيه البذور التي زرعتها طوال حياتك، ويمكنك أيضًا أن تزرع غيرها.

 

نموذج ملهم:

 

شرفت بحضوري معرض “ريشة عالمية بأيدي عربية” في الأمس القريب، وهناك رأيت فن الديكوباج على يد سيدة مصرية تحمل الكثير من الإيجابية في عمر الستون، اسمها الأستاذة سامية حسين حسن البابلى.

سن الستين ..

وكلما رأيت إنساناً يكافح بشرف، اعلم أن أمامك نموذجاً يستحق أن يُحتذى به، تحدثت الأستاذة سامية عن نفسها وقالت، النمو لا يأتي من الراحة، بل من كل خطوة تخطوها خارج ما اعتدت عليه.

 

حيث أننى درست بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وعملت بشركة بترول كبيرة، وبعد بلوغي سن التقاعد من الخدمة، وبما أننى أحب الفن من الصغر، لازال الوقت فى قبضة يدي، فلابد أن أنتهز الفرصة، وبالفعل دربت نفسي على فن الديكوباج وأخذت كورس فيه، وبالتدريب والمثابرة أصبحت والحمد لله متمكنة، لذلك الزمن الذي كان يستهلكه العمل، أصبح الآن وقودًا للتعلّم، والقراءة، والابتكار.

إنه العمر الذي تدرك فيه أن العطاء لا يجب أن يكون على حساب نفسك، وأن الاهتمام بذاتك ليس أنانية، بل توازن:

 

ومن هذا المنطلق أقوال أن سن الستين ليس إعلاناً بانتهاء صلاحية الإنسان، بل هو بداية مرحلة جديدة مليئة بالحكمة، والنضج، والرغبة في الإنجاز دون ضغوط أو مزاحمات، إنه العمر الذي يمكن فيه أن يلتفت المرء لنفسه، ويعيد النظر في أحلامه، ويقرر أن يصنع شيئاً لم يُنجزه من قبل، فالنجاح لا يعرف عمراً، والمجد لا يسال عن تاريخ الميلاد.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.