سوره القارعه: هل تكسبك ثلاثة ملايين حسنة؟
سورة القارعة: رسالة السماء إنذارها المهيب بيوم الحساب العظيم
سورة القارعة ليست مجرد كلمات تتردد على الألسنة، بل هي رسالة تحمل في معانيها دعوة صريحة للتأمل في المصير المحتوم، تذكرنا بزوال الدنيا وتحثنا على العمل الصالح الذي يثقل الميزان يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
بقلم: ريهام طارق
تأتي سورة القارعه لتجسد مشهدًا مهيبًا ليوم القيامة، ذلك اليوم الذي تنقلب فيه الموازين و تتكشف فيه حقائق الأعمال، فتُوزن القلوب وتُفرز المصائر بين النعيم المقيم والعذاب الأليم، إنها إنذار قوي للبشرية بأسلوب تصويري يجعل النفس ترتجف من عظمة الموقف، ويدفع القلب للعودة إلى الله بالتوبة والعمل الصالح استعدادًا لذلك اليوم العظيم.
نص سورة القارعة مكتوبة بالتشكيل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ٱلۡقَارِعَةُ {1} مَا ٱلۡقَارِعَةُ {2 } وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ {3} يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ {4} وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ {5} فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ {6} فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ {7} وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ {8} فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ {9} وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ {10}{11} نَارٌ حَامِيَةُۢ .
قصة سورة القارعه وأهدافها: مشهدٌ مهيبٌ ليومٍ عظيم.
تخاطبنا سورة القارعة بصوتٍ مزلزلٍ يعصف بالقلوب ويدفع الأرواح للتأمل العميق في يومٍ عظيم لا يعادله يوم، حيث تبدأ السورة بالكلمة المحورية “القارعة“، وهي كلمة تحمل في طياتها معاني الفزع والرهبة والصدمة التي تضرب الكيان البشري و توقظه من غفلته.
تصور السورة مشاهد يوم القيامة بكلمات قصيرة، لكنها تحمل قوة تصويرية عظيمة، تجعلنا نرى بعين الخيال كيف يصبح الناس في ذلك اليوم كالفراش المتناثر، ضعفاء، مشتتين، بلا حول ولا قوة، ثم تصف الجبال التي كانت رمزًا للثبات والعظمة وهي تتحول إلى صوفٍ منفوش، يتلاشى أمام عظمة الأحداث.
اقرأ أيضاً: فضائل (الباقيات الصالحات) كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا المشهد المهيب، تُقسم البشرية إلى فريقين بناءً على أعمالهم، من ثقلت موازين حسناته يُنعم بعيش رغيد في الجنة، ومن خفّت موازينه يكون مصيره الهاوية، رمزًا للعذاب الشديد في نار جهنم.
رسائل ودلالات السورة:
عظمة يوم القيامة:
تنقل السورة إحساس الرعب والذهول الذي سيصيب البشرية، لتذكير الإنسان بأنه مهما بلغ من القوة والجاه، فإنه أمام الله ضعيف، وأمام أهوال ذلك اليوم صغير.
ميزان الأعمال:
تأخذنا الآيات إلى لحظة فارقة، حين تقاس أعمال البشر في موازين دقيقة لا تخطئ، هناك، من تثقل موازينه يدخل في رحمة الله ونعيمه، ومن تخف موازينه يُلقى في “الهاوية”، وهي جحيم أبدي يرمز إلى العقاب العادل للكافرين.
الجزاء الإلهي:
تسلط السورة الضوء على عدالة الله المطلقة، حيث يُجازى كل إنسان بعمله، فلا ظلم ولا تجاوز، بل حق واضح يُقرره ميزان الحق الإلهي.
تذكير بالمصير النهائي:
قراءة السورة توقظ النفس من غفلتها وتعيدها إلى حقيقة المصير الذي ينتظرنا جميعًا، فتدفع القارئ لـ التوبة والعمل الصالح.
تعزيز الإيمان بالآخرة:
بآياتها القوية، تقوي سورة القارعة الإيمان باليوم الآخر وتجدد الأمل في رحمة الله للمؤمنين، مع التنبيه إلى خطورة التهاون.
هل تُكسبك سورة القارعة ثلاثة ملايين حسنة؟
استنادًا إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد أن “لكل حرفٍ من القرآن حسنة، والحسنة بعشر أمثالها”، نجد أن الأجر المترتب على قراءة سورة القارعة يتضاعف بشكل كبير، تتألف السورة من حوالي 158 حرفًا، ما يعني أن قراءتها تمنح المسلم 1580 حسنة في المرة الواحدة، ومع تكرار قراءتها، يمكن للمؤمن أن يجمع ملايين الحسنات بسهولة، ليصبح القرآن الكريم وسيلة عظيمة لتحصيل الثواب وتقوية الإيمان.
اقرأ أيضاً: فتاوي شرعيه سؤال وجواب
هل سورة القارعة تجلب الرزق؟
لم يرد في السنة النبوية أو النصوص الشرعية ما يدل على أن سورة القارعة لها تأثير خاص في جلب الرزق، ولكن من المؤكد أن تلاوة القرآن الكريم بشكل عام تُعد سببًا لجلب البركة وتيسير أمور الحياة، القرآن كله نور وهداية، ومن يداوم على تلاوته بإخلاص يجد في حياته سعة في الخير و توفيقًا من الله، بما يحقق له الرزق المادي والمعنوي على حد سواء.
اللهم اجعل موازين أعمالنا عامرةً بالحسنات، وأكرمنا برحمتك بدخول جنات النعيم.