الكلب في سورة الكهف: بين الإعجاز العلمي والديني

سورة الكهف من السور التي تحمل في طياتها العديد من المعاني العميقة والدروس المستفادة، ومن أبرز ما يمكن التوقف عنده في هذه السورة هو ذكر الكلب الذي كان رفيقًا لأهل الكهف في رحلتهم الغامضة.

كتبت ريهام طارق 

ما يثير العجب هو أن هذا الكلب لم يكن يتقلب أثناء نومه مثلهم، بل كان “باسطًا ذراعيه بالوصيد“، ورغم أننا اعتدنا على قراءة هذه السورة والتفكر في أحداثها، إلا أن هناك تفاصيل قد تمر على الكثيرين دون أن تأخذ حقها من التأمل، خصوصًا فيما يتعلق بالكلب وتفسير عدم تقلبه. 

اقرأ أيضاً: كن عزيزاً بكرامه.. لا تقبل أبداً أن تكون على الهامش

لماذا لم يتقلب الكلب مثل أصحاب الكهف؟

الآية الكريمة في سورة الكهف تقول: “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ“.

الفهم المتعارف عليه أن تقليب أصحاب الكهف كان ضرورياً لسلامة أجسامهم من التقرحات الناتجة عن الاستلقاء لفترات طويلة إذ أن الإنسان عندما يظل في نفس الوضعية لفترة طويلة دون أن يتقلب، يتعرض جسمه للتقرحات وتبدأ الأنسجة في التلف. 

اقرأ أيضاً: سوره القارعه: هل تكسبك ثلاثة ملايين حسنة؟ 

لكن ما لفت الانتباه في هذه الآية هو أن الكلب لم يتقلب كما فعل أصحاب الكهف، بل كان في وضعه نفسه طوال تلك السنوات الطويلة. لماذا؟ وكيف يمكن تفسير ذلك؟ هذا هو السؤال الذي دفع أحد العلماء الألمان إلى التفكير بعمق.

التحليل العلمي: الإعجاز في فسيولوجية الكلاب

القصة تبدأ عندما كان هذا الطبيب الألماني في أحد الرحلات، حيث أهداه شاب نسخة مترجمة من القرآن الكريم وفي البداية كان الطبيب قد قرر التخلص من الكتاب، لكنه نسيه في جيبه وأثناء الرحلة الطويلة فتح القرآن بدافع الملل وبينما هو يتصفح، توقفت عيناه عند آيات سورة الكهف، خصوصًا الآية التي تتحدث عن عدم تقلب الكلب وبدأ يتساءل عن السبب العلمي وراء ذلك.

قال الطبيب: “إن تقليب البشر أثناء النوم أمر مفهوم طبياً للحفاظ على سلامتهم من التقرحات، ولكن عندما قرأت عن الكلب الذي لم يتقلب، فوجئت بهذا التفصيل الغريب”. ولأن الشمس كانت تزاور عنهم في الكهف ولا تلامس أجسامهم مباشرة، كان من المفترض أن تتعرض أجسامهم لحالات من التقرح إذا بقوا في نفس الوضعية دون أن يتقلبوا، لكن هذا لم يحدث مع الكلب، وكان هو في وضعه نفسه طوال تلك السنين.

الإعجاز العلمي: اكتشاف غدد الكلاب

قرر الطبيب دراسة فسيولوجية الكلاب بشكل أعمق، واكتشف أن الكلاب تمتلك غددًا تحت جلدها تفرز مادة تمنع تقرحات الجلد، وهذا الاكتشاف كان بمثابة مفاجأة له، حيث تبين له أن الكلب، مهما طالت فترة استلقائه، لا يتعرض لتقرحات جلدية بسبب هذه المادة التي تفرزها غددها، وكان هذا هو السبب في أن كلب أهل الكهف بقي على حاله طوال 309 سنوات دون أن يتقلب مثلهم، ودون أن يتعرض جسمه للتلف.

الإسلام واليقين العلمي

ما جعل هذه القصة مثيرة أكثر هو أن هذا الطبيب، بعد أن اكتشف هذه الحقيقة، أسلم. وقال: “لقد كان هذا اكتشافًا مذهلًا. كنت قد قرأت القرآن من قبل، لكنني لم أكن أدرك هذا النوع من الإعجاز العلمي كان في هذه الآية ما يقودني إلى الإيمان بصدق هذا الكتاب”.

مغزى هذا الإعجاز

القصة تسلط الضوء على حقيقة أن القرآن الكريم يحتوي على الكثير من المعاني العميقة التي قد لا ننتبه لها عند قراءته، الكثير من الناس يمرون على الآيات مرور الكرام، لكن هذا الطبيب الألماني توقف عندها وتأمل في معانيها، وهو ما دفعه إلى اكتشاف علمي مدهش.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.