سوق االعذراوات في بلغاريا /سوق تجاري لتزويج العرائس

سوق االعذراوات في بلغاريا /سوق تجاري لتزويج العرائس

حافظت قبيلة “كالايدزهي” الأوروبية علي تقاليدها التراثية بعمل سوق تجاري أربع مرات سنويا، إحداها في الربيع، حيث يتم حضور عدد كبير من الفتيات الصغيرات، إلى الساحات ومواقف السيارات في جميع أنحاء البلاد يرتدين الثياب الفاخرة ليتم اختيارهن من قبل الأزواج المحتملين، ويؤم هذا المهرجان، نحو 2000 شخص في كل مرة.  وفي السوق تبدأ أهازيج وزغاريد وجو مشحون بالحب الممزوج بالترقب وعرائس في كامل زينتهن، لكن في غياب العرسان الذين يظل الحصول عليهم رهن الحظ والمصادفة في سوق الغجر لتزويج العرائس في بلغاريا، وفي مجتمع الروما، تجبر الفتيات الصغيرات على ترك الدراسة بمجرد بلوغهن، وذلك بغرض الزواج. 

 

وعلى الرغم من انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيرها الفعال داخل المجتمعات، تظل هذه الطريقة هي الأساس ليلتقي الشباب للتعارف قبل بدء مفاوضات المهور بين العائلات، ويشتهر مجتمع الروما القوي بدفاعه المستميت وحمايته لتقاليده الثقافية. وبرغم تحرر بعض الفتيات، لكن معظمهن يرغبن في الحصول على زواج مثالي، بجانب الحاجة لدعم ومساندة عائلاتهن، ومع عدم رضا هؤلاء الفتيات عن هذه الممارسات إلا أنه وفي ظل التقاليد السائدة في مجتمع الروما، لا يستطعن فعل شيء حيال هذه العادات. ويتراوح المهر عادة بين 3 آلاف و 6.6 ألف دولار للعروس الشابة، لكنه تراجع كثيراً مؤخراً نتيجة لظروف بلغاريا الاقتصادية الصعبة. وبما أن عملية تزويج النساء شبيهة بصفقات البيع، فقد وجدت استهجاناً كبيراً، خاصة أنها في بلد أوروبي وفي القرن الواحد وعشرين، ما يجعل الشخص يحس وكأن ما يحدث في العصور الوسطى وليس في مجتمع متمدن، لكن يرى البعض أن السوق ليس سوقاً تجارياً في الحقيقة، وهناك طرق بديلة للتعارف بين الشباب على الرغم من تباعد المناطق جغرافيا. وعلى الرغم من أن السوق القديم قد تعرض لعمليات تغيير بسبب التكنولوجيا والانكماش الاقتصادي، إلا أنه ما زال السبيل الرئيس للعائلات لعرض بناتها للزواج داخل بلد يتعرضن فيه للتمييز الاقتصادي والاجتماعي.

تكمن فكرة السوق في إتاحة الفرصة للشباب للتعارف فيما بينهم، حيث يحق للفتاة رفض العريس المقترح، وأما بالنسبة للرجل، فهو لا يسأل الفتاة عن رأيها وإنما يطلب من عائلته أن تسأل عائلتها، ومن ثم تبدأ المفاوضات على السعر، وإذا أحب الشاب الفتاة وهي لم تكن مهتمة به، فيمكنها أن تخبر والديها بذلك. وهناك العديد من حالات الإجبار على الزواج داخل العائلات ذات الدخل المتدني، أو تلك التي تعاني من ظروف سيئة، ولكن من الصعب التعميم على كامل المجموعة التي تمتلك وجهات نظر مختلفة. وتتجمع العائلات البدوية في مدينة ستارا زاكورة البلغارية أربع مرات في العام، في الأعياد الدينية المختلفة في فصلي الربيع والصيف، حيث يقوم الشباب بالرقص مع الفتيات في تلك المناسبة.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.