سوق العمل ما بين الشهاده والمهاره…بقلم/إيمان سامي
سوق العمل ما بين الشهاده والمهاره
بقلم…إيمان سامي عباس
الموروث القديم الذى اختزل العملية التعليمية فى الحصول على شهادة.. ينبغى أن يختفى لأن سوق العمل يتطلب الكفاءة والمهارات ومواكبة التطور التكنولوجى.. فما فائدة الشهادة الجامعية دون أن يتمتع حاملها بمهارة ومهنة وقدرة على الإنتاج تؤهله للاندماج فى سوق العمل وتجعله مواطناً صالحاً ومنتجاً تحتاج إليه الشركات والمصانع والمنشآت الصناعية والتجارية وغيرها؟
الشهادة الجامعية التى تحولت إلى رخصة للزواج أو وجاهة اجتماعية لم تعد نافعة فى المجتمع إذا لم تكن مدعومة بمهارة ومهنة تؤهل صاحبها إلى سوق العمل سواء داخل الوطن أو خارجه.. فسوق العمل لا تعنيه الشهادات المجردة وإنما الأساس فى الاختيارات هو الكفاءة والقدرة على العمل والإنتاج والابتكار والابداع، لذلك وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى باستكمال منظومة تطوير التعليم الأساسى كنهج استراتيجى لبناء الإنسان مع زيادة الاهتمام بتحسين آليات التنفيذ للوصول إلى الهدف المنشود من اكتشاف المعرفة والمهارات للطلاب
لتصبح تلك هى القيم الجديدة للتعلم مع التركيز على اكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين باعتبارهم ذخيرة الوطن وقاطرة للتقدم وتطوير المنظومة التعليمية لا يعتمد على تطوير المناهج والمنشآت التعليمية فحسب وإنما تأهيل المعلمين وتدريبهم واختيار الكفاءات فى التعيينات الجديدة وتحفيز المتميزين منهم، وهذا ما أكده الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم الذى أشار إلى أن تطوير التعليم الفنى يهدف إلى تحويل المناهج الدراسية لتصبح قائمة على المهارات التى يكتسبها الخريج حتى يتمكن من تلبية احتياجات سوق العمل.
بصراحة الدولة المصرية تبذل جهوداً ضخمة لتطوير منظومة التعليم لأن التعليم أساس بناء الإنسان.. ولا يمكن أن تنهض أى دولة بدون التعليم السليم الذى يؤهل الخريجين لسوق العمل ويزودهم بأسلحة العلم والتكنولوجيا الحديثة التى تبنى الدولة القوية، وما يجرى فى العالم من حولنا يؤكد أن الدول القوية هى الدول التى سبقت غيرها فى استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة بكل أشكالها فى مختلف مجالات التصنيع والإنتاج.
فى الحقيقة.. تطوير المنظومة التعليمية لا تعتمد على جهود الدولة وحدها.. وإنما تتطلب أىضاً تعاون أولياء أمور الطلاب فى قبول وتقبل كل ما هو جديد فى المنظومة التعليمية وأساليبها ومناهجها خاصة أن هناك مواطنين وأسر يقاومون عمليات التطوير القائمة على الفهم والبحث العلمى وليس على الحفظ والتلقين، وكل ما يعنيهم هو حصول أبنائهم على الشهادات بدرجات أعلى تؤهلهم للالتحاق بالكليات بغض النظر عن النتائج مستقبلاً.. إنهم يفكرون فى شهادات البكالوريوس والليسانس كنوع من الوجاهة الاجتماعية أو رخصة للزواج المناسب وسلاح يحميهم من غدر الزمن بغض النظر عن التأهل لسوق العمل.. رغم أن ظروف الحياة قد تغيرت والشركات والمؤسسات ومواقع العمل لا تختار إلا الكفاءات والمهارات والموهوبين المبدعين وكل من يساهم فعلياً فى العملية الإنتاجية.. فالشهادات وحدها لا تكفى للحصول على وظيفة أو فرصة عمل.. فهناك من يحملون أعلى الشهادات ولكنهم عاطلون.. بينما هناك من تبحث عنهم الشركات وتنهال عليهم فرص العمل المغرية لأنهم مسلحون بالعلم والمعرفة والمهارة ووسائل التكنولوجيا الحديثة إذا تساءل المرء عن الشباب الذى يظن أو يشترى شقة أو شاليه أو فيللا فى أفخم المواقع.. سيجد معظمهم يعملون فى شركات أجنبية أو مصرية فى مجالات الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة أو التوكيلات التجارية وغيرها من الشركات التى تختار أصحاب المهارات والكفاءات..
>> كلام أعجبنى
يمكننا أن نسامح بسهولة الطفل الذى يخاف من الظلام.. أما مأساة الحياة الحقيقية فهى عندما يخشى الرجال الضوء.