سَقطَ الفُراتُ… للشاعر/ عبدالعزيز جويدة
سَقطَ الفُراتُ
الشاعر/ عبدالعزيز جويدة
سَقطَ الفُراتُ
وكلُّ الناسِ تَسألُني
بعدَ الفُراتِ
تُرَى هل يَسقُطُ النِّيلُ ؟
تَاجُ العذابِ على أبوابِ مَنْبَعِهِ
وفي المَصَبِّ هُنا الأشواكُ إكْليلُ
يا ساكنينَ على النَّهرينِ أسألُكم
أينَ الشَّواطِئُ
بل أينَ القَناديلُ ؟!
بغدادُ بغدادُ يا لَيلَى وروعَتَها
يا قَيسُ أينَ الهوَى أينَ المَراسيلُ ؟!
سَيَّابُ” مَرَّ فهُزِّي لي مَشاعرَهُ “
في نَشْوَةِ الشِّعر تَرنيمٌ
وتَرْتيلُ
أينَ الصَّبايا وحُورُ العِينِ يا وطني ؟
أينَ الحُلِيُّ تُرَى أينَ الخلاخيلُ ؟
هل يا حُسينُ أتتْنا “كَرْبِلا” أُخَرُ ؟
كلُّ العِناقِ هنا ذَبْحٌ وتَقتيلُ
رأسُ الحُسينِ أمامي الآنَ شاخِصَةٌ
لِمَ يا “يَزيدُ”
وهلْ للقتْلِ تَعليلُ ؟
قبَّلْتُ فاهُ كأني أرتَوي عَسلاً
إنِّي أُحِبُّ وما في الحبِّ تَبديلُ
بغدادُ
جُرحي أنا يمتَدُّ في أَجَلي
مِن أينَ أبدأُ
هل للموتِ تَأجيلُ ؟
أحتاجُ عُمرًا على عُمري
لِيُوصِلَني
جُرحي عَنيدٌ ولمْ يَنفعْهُ تَجميلُ
حالُ العُروبةِ لا يَرضَى بِهِ أحَدٌ
رَحَلَ الرِّجالُ وتَحكُمُنا “الدَّلادِيلُ”
هذا حَليفٌ وذا للحِلْفِ مُنتَسِبٌ
يَروي الحِكايةَ “قابيلٌ وهابيلُ”
نحنُ الخِيانةُ إنْ بلَغَتْ لِذِروتِها
هل من طبيبٍ لدَيهِ الآنَ تَحليلُ ؟
مَن نحنُ قُل لي إذا ما كنتَ تَعرفُنا
نحنُ انفِصامٌ وإجرامٌ وتَضليلُ
الفيلُ جاءَ
وها قد هَدَّ كعبَتَنا
فَرَّ الجنودُ ولَم تأتِ الأبابيلُ
هذا الفُراتُ أتَى مُستسلمًا أبدًا
بعدَ الفُراتِ تُرَى
يَستسلِمُ النيلُ ؟!