شادي مؤنس: الموسيقى ولدت معي منذ الطفولة.. ووالدي كان بوابتي إلى عالم الإبداع
شادي مؤنس: والدتي لم تتوقف عن دعمي منذ طفولتي حتى هذه اللحظة فهي السند الذي منحني القوة والثقة
في فضاء الموسيقى الرحب، حيث تتلاقى الأحاسيس مع الإبداع، تُولد ألحانٌ تخترق الحواس وتترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الزمن، وضيفنا اليوم هو أحد أولئك الموسيقيين الذين استطاعوا بموهبتهم الاستثنائية أن يرسموا ملامح خاصة بهم في المشهد الفني العربي… إنه الموسيقار شادي مؤنس، الذي تنبض أنغامه بمزيج آسر من الأصالة والحداثة.
حوار: ريهام طارق
في هذا الحوار، نصحبكم في رحلة عبر محطات مشواره الفني، نستكشف رؤيته المتفردة حول واقع الموسيقى العربية اليوم، و نكشف عن طموحاته التي تتجاوز حدود اللحظة، لصنع فن خالد يلهم الأجيال.
في البداية نود أن نرحب بالموسيقار شادي مؤنس في جريدة أسرار المشاهير ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:
كيف كانت بدايتك في عالم الموسيقى؟ وما الذي شكل وجدانك الفني في المراحل الأولى؟
لقد تشكل وجداني الفني منذ الصغر بفضل والدي، الذي كان عاشقًا للموسيقى كان يصحبني دائمًا معه ونستمع إلى الطرب الأصيل، حيث استمعت معه إلى عمالقة الغناء العربي مثل أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، إلى جانب ذلك، كان لوالدي شغف بالموسيقى الكلاسيكية الغربية، فعرفت من خلاله أعمال بيتهوفن وغيرها من روائع الموسيقى العالمية.
هذا الشغف المبكر بالموسيقى دفعني لتعلم العزف على البيانو في سن صغيرة، إذ كان والدي حريصًا على توفير أساتذة متخصصين يأتون إلى المنزل لـ تدريبي وتعليمي أسس العزف.
كما أن السينما كان لها تأثير كبير في تكويني الموسيقي، منذ طفولتي كنت مولعًا بمشاهدة الأفلام السينمائية، سواء الحديثة أو أفلام الأبيض والأسود، بالإضافة إلى الدراما التلفزيونية التي نشأت عليها، مثل “الشهد والدموع، ليالي الحلمية، أبو العلا البشري، الباقي من الزمن ساعة”، هذه الأعمال الفنية العظيمة أسهمت في إثراء ذائقتي الفنية و رسخت بداخلي حب الموسيقى والإبداع.

شادي مؤنس: “الفتوة” بداية تحقيق حلم الدراما و“جزيرة غمام” فتح لي أبواب الدراما التلفزيونية:
ما هي المحطة الأبرز في مشوارك الفني والتي تعتبرها نقطة تحول في حياتك المهنية؟
أستطيع القول بأن نقطة التحول الحقيقية في مسيرتي الفنية كانت مع مسلسل “الفتوة“، إذ كانت هذه أولى تجاربي في الدراما التلفزيونية، وهو حلم طالما راودني، أحمد الله أن العمل حقق نجاحًا كبيرًا، ونال إعجاب الجمهور بشكل واسع، مما منحني دافعًا قويًا للاستمرار في هذا المجال.
ثم جاءت المحطة الأهم بعد عامين، مع مسلسل “جزيرة غمام“، الذي أعتبره علامة فارقة في مشواري الفني، العمل، الذي جمع نخبة من النجوم مثل محمد أمين، طارق لطفي، ومي عز الدين، حقق نجاحًا غير مسبوق، وحصد العديد من الجوائز، أعتبر هذا المسلسل فاتحة خير حقيقية، إذ فتح لي أبوابًا واسعة في عالم الدراما التلفزيونية، ورسّخ خطواتي كـ موسيقي ومؤلف موسيقى تصويرية في هذا المجال.
أعمال موسيقية ظلمها التوقيت.. اعترافات من القلب لشادي!
حدثنا عن أكثر الأعمال الموسيقية التي تعتز بها ولماذا؟
أقرب الأعمال إلى قلبي هي تلك التي لم تحظَ برواجٍ واسع أو لم تحقق نسب مشاهدة عالية أؤمن بأن العمل الفني الذي لا يلقى صدى كافيًا يُظلم موسيقيًا أيضًا، حيث لا تُمنح الألحان والأنغام الفرصة الكاملة للوصول إلى الجمهور بالشكل الذي تستحقه، من بين هذه الأعمال، أعتز كثيرًا بموسيقى مسلسل “سوق الكانتو“، الذي قام ببطولته الفنان أمير كرارة والنجمة مي عز الدين، أعتقد أنه لو أُعيد عرض المسلسل في توقيت مناسب، بعيدًا عن زخم الموسم الرمضاني لعام 2023، فسيسترد مكانته ويُقدَّر بالشكل الذي يستحقه.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: ذكريات من صفحات من التاريخ نتذكرها في اليوم العالمي للإذاعة
شادي مؤنس: أحرص على انتقاء الأعمال التي تحترم عقلية المشاهد، وتقدم محتوى يليق بالجمهور:
ما هي المعايير التي تعتمد عليها في قبول أو رفض الأعمال الفنية؟
أحرص دائمًا على انتقاء الأعمال التي تحترم عقلية المشاهد، وتقدم محتوى فني وفكري راقٍ يليق بالجمهور، وذلك في حدود المتاح، ورغم اجتهادي في هذا الأمر، إلا أنني أحيانًا أقرأ نصًا يبدو واعدًا، لكن بعد التنفيذ أُفاجأ بأنه جاء مخالفًا لـ توقعاتي وما تخيلته، وهو أمر وارد في مجالنا.
شادي مؤنس: الأعمال الدرامية التاريخية هي الأقرب إلى قلبي:
ما هي الأعمال الدرامية الأقرب إلى قلبك والتي تلهمك بشكل مختلف.. التاريخية، لايت، الاجتماعية أم الأكشن؟
بشكل عام، أجد أن الأعمال الدرامية التاريخية هي الأقرب إلى قلبي، فهي تتميز بكادراتها الواسعة وتفاصيلها الغنية، مما يمنحني مساحة كبيرة من الإلهام والاندماج في عوالم مختلفة، حيث يجتمع فيها عبق الماضي مع عمق الحكاية الإنسانية.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: التنوع والتكرار في الدراما التلفزيونية بين الابتكار والاستثمار
شادي مؤنس: أوظف إحساسي الموسيقي بشكل يخدم السياق الدرامي وتثريه و أضع فيه من روحي وشخصيتي .
كيف توفق بين إحساسك الموسيقي الشخصي ومتطلبات العمل الدرامي الذي تعمل عليه؟
أحرص دائمًا على تنويع مصادر إلهامي الموسيقي، فاستمع إلى أنماط موسيقية مختلفة و أتابع باستمرار الأعمال الدرامية، سواء المصرية أو الأجنبية، كما أعمل على تطوير ذاتي بشكل مستمر، مواكبًا أحدث التقنيات والاتجاهات في المجال، في النهاية، أي عمل أشارك فيه يحمل بصمتي الخاصة، لكنني أحرص على أن تكون هذه البصمة متماشية مع متطلبات العمل الدرامي. سواء كان العمل أكشنًا، تاريخيًا، تراجيديًا أو لايت، أضع جزءًا من روحي وشخصيتي فيه، وأوظف إحساسي الموسيقي بشكل يخدم السياق الدرامي وتثريه.
شادي مؤنس: أؤمن بأن الفنان الحقيقي هو من يترك بصمة فريدة تتجاوز الزمن.
في ظل التطور السريع في تكنولوجيا الموسيقى، كيف تحافظ على هويتك الفنية دون الوقوع في فخ “الأنماط التجارية”؟
أؤمن بأن الفنان الحقيقي هو من يترك بصمة فريدة تتجاوز الزمن، الأعمال الخالدة هي تلك التي تنبع من هوية أصيلة ولا تنتمي لأي مدرسة موسيقية تقليدية أو تجارية. لذلك، أحرص دائمًا على الاعتزاز بهويتي الموسيقية المصرية، وأنا أعمل جاهدا على تقديم أشكال متنوعة من الموسيقى، مع الحفاظ على لوني الخاص واستقلالية مدرستي الموسيقية التي تحمل توقيع شادي مؤنس. هذه المعادلة تمنحني القدرة على التطور دون أن أفقد جوهري الفني.
ما الفرق بالنسبة لك بين تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل تلفزيوني طويل وفيلم سينمائي؟ وهل هناك منهجية مختلفة للتعامل مع الزمن الدرامي؟
بالتأكيد هناك فرق جوهري بين تأليف الموسيقى لمسلسل طويل وفيلم سينمائي، فكل منهما يملك طبيعة سردية مختلفة تفرض منهجية عمل خاصة.
في المسلسل التلفزيوني، يبتكر المؤلف الموسيقي مجموعة من المقطوعات الموسيقية المتنوعة، بحيث تتناغم كل مقطوعة مع المواقف المختلفة داخل العمل، سواء كانت رومانسية، حزينة، مليئة بالإثارة والتشويق، أو حتى أكشن، ويتم لاحقًا اقتطاع أجزاء محددة من هذه التيمات الموسيقية لتناسب كل مشهد على حدة، إذ من الصعب تأليف مقطوعة جديدة لكل موقف، و هذه الطريقة تساهم في خلق روح متناغمة تُضفي على العمل تسلسلاً موسيقيًا محببًا يُمتع الجمهور ويرسخ الحالة الدرامية.
أما في السينما، فالأمر مختلف تمامًا، حيث يبدأ المؤلف الموسيقي عمله بعد انتهاء التصوير بالكامل وإتمام عملية المونتاج. يشاهد الموسيقار الفيلم بشكل متكامل، ثم يضع الموسيقى بشكل دقيق على كل مشهد، وفقًا للإيقاع البصري والدرامي. هذا الاختلاف في آلية العمل يجعل تجربة التأليف الموسيقي للتلفزيون والسينما مغايرة تمامًا، سواء من حيث التخطيط الزمني أو التفاعل اللحظي مع الصورة الدرامية.
اقرأ أيضاً: حاتم حافظ: حنان مطاوع ممثلة “قفلت اللعبة” واحلم أن اقدمها في عمل كوميدي
شادي مؤنس: التوازن هو السر الأساسي لنجاح أي تركيبة فنية.
كيف ترى دور الصمت في العمل الموسيقي؟ وهل تعتقد أن التوقف أحيانًا عن عزف اللحن قد يكون أكثر تأثيرًا من الاستمرار فيه؟
الصمت يُعد عنصرًا بالغ الأهمية في العمل الموسيقي، بل هو جزء لا يتجزأ من الاحترافية، فالإفراط في استخدام الموسيقى أو تقليلها بشكل مبالغ فيه قد يُضعف من جودة العمل، التوازن هو السر الأساسي لنجاح أي تركيبة فنية، على سبيل المثال، إذا استُخدمت الموسيقى التصويرية بشكل متواصل من المشهد الأول حتى الأخير، فستفقد قيمتها التأثيرية، هناك لحظات يكون فيها الصمت أكثر وقعًا من أي كلمات أو ألحان، حيث يمنح المشاهد فرصة لالتقاط أنفاسه، ويتيح لأذنه استراحة مؤقتة، مما يجعله أكثر استعدادًا للاستمتاع بالموسيقى أو التفاعل مع الأحداث عند عودتها.
ما هي المدارس الموسيقية التي كان لها الأثر الأكبر في تكوين شخصيتك الفنية؟
تأثرتُ بالعديد من المدارس الموسيقية التي شكّلت ملامح شخصيتي الفنية بشكل عميق. في البداية، وجدت إلهامي في عمالقة الموسيقى العربية مثل سيد درويش، فريد الأطرش، محمد عبد الوهاب، عمار الشريعي، وياسر عبد الرحمن، الذين أضافوا إلى إحساسي الموسيقي بعدًا غنيًا من الأصالة والإبداع.
أما على المستوى العالمي، فأنا استمتع إلي
Ennio Morricone ،Johannes Brahms
John Williams،Antonio Vivaldi، Beethoven
. Mozart ،Johannes Brahms
اقرأ أيضاً: حنان مطاوع تتألق في “صفحة بيضا”: أداء استثنائي يروي الحكاية بلغة العيون
شادي مؤنس: الدور الأساسي للموسيقى هو تعزيز الإحساس المكتوب على الورق، وتجسيد رؤية المخرج للمشهد.
كيف يمكن للموسيقى التصويرية أن تصبح “بطل العمل الدرامي” بدلاً من مجرد خلفية مصاحبة؟
الموسيقى كانت وما زالت عنصراً جوهرياً في الفنون البصرية، بل إنها سبقت الحوار ذاته، كما رأينا في عصر السينما الصامتة، حيث كانت الألحان هي الروح التي تنبض بالحكاية تتحول الموسيقى إلى بطل حقيقي عندما تُوظَّف باحترافية لتصبح جزءاً أصيلاً من نسيج العمل الدرامي، فالدور الأساسي للموسيقى هو تعزيز الإحساس المكتوب على الورق، وتجسيد رؤية المخرج للمشهد، ودعم أداء الممثلين، بحيث لا تكتفي بمرافقة الأحداث، بل تساهم في خلقها والتأثير فيها، فتُشعر المشاهد وكأنها تحكي قصة موازية تُثري العمل وتُعمِّق انفعالاته.
كيف تبدأ رحلة تأليف الموسيقى لمسلسل أو فيلم درامي؟ هل تعتمد على السيناريو فقط أم تفضل مشاهدة مشاهد العمل أولًا؟
في الأعمال السينمائية، أحرص دائمًا على مشاهدة الفيلم بالكامل بعد انتهاء عملية المونتاج، ومن ثم أبدأ في تأليف الموسيقى الخاصة به، أما بالنسبة للدراما التلفزيونية، فيتم إرسال مجموعة من المشاهد المختلفة التي تم الانتهاء من تصويرها، وهنا أشرع في كتابة عدد من الأفكار الموسيقية وأعمل على مطابقتها مع إحساس الأحداث، بحيث تكون متناغمة و متوافقة مع السياق الدرامي للعمل.
شادي مؤنس: أسعى جاهدًا لتقديم رؤية موسيقية تُثري العمل الفني دون أن تتعارض مع متطلباته الدرامية.
كيف تستطيع الموازنة بين إبداعك الموسيقي ومتطلبات صُنّاع العمل الدرامي؟
تحقيق هذا التوازن يُعد تحديًا حقيقيًا، لكن مع تراكم الخبرة أصبحت أمتلك القدرة على استيعاب رؤى جميع الأطراف، و أسعى جاهدًا لتقديم رؤية موسيقية تُثري العمل الفني دون أن تتعارض مع متطلباته الدرامية، محافظًا بذلك على جوهر الإبداع دون الإخلال بالسياق العام.
شادي مؤنس: الموسيقى التصويرية في الدراما العربية إبداع محاصر بالميزانية.
كيف تقيّم مشهد الموسيقى التصويرية في الدراما العربية اليوم؟ وهل ترى أن هناك مساحة كافية للابتكار؟
على المستوى المحلي، تمتلك مصر اليوم نخبة من المؤلفين الموسيقيين الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الاحترافية، وقد نجحوا في ترك بصمة فنية مميزة في جميع أعمالهم، أما فيما يتعلق بالابتكار، المساحة موجودة، لكنها ليست بالقدر الكافي، و يعود ذلك إلى أن الميزانية المخصصة للموسيقى التصويرية عادةً ما تكون أقل من النسبة المفترضة ضمن الميزانية العامة للعمل الفني، هذا الخلل في التوزيع المالي يفرض قيودًا على الإبداع الموسيقي، مما يحول دون تجاوز المؤلفين لهذه الحدود وتحقيق أقصى درجات التميز.
شادي مؤنس: أحلم أن أشارك في أعمال عالمية لأعبر عن ثقافتنا الموسيقية العربية باسلوب حديث ومبتكر.
ما هو مشروعك الموسيقي الذي لم يتحقق بعد، وتطمح إلى تقديمه في المستقبل؟
على الصعيد الشخصي، أحلم بإطلاق ألبوم غنائي باللغة العربية الفصحى، يضم مجموعة من المطربين الذين يجيدون هذا اللون الفني، أما في مجال الموسيقى التصويرية، فأطمح إلى تجاوز حدود الوطن العربي والمشاركة في أعمال فنية عالمية، مما يمنحني الفرصة للتعبير عن ثقافتنا الموسيقية العربية باسلوب حديث ومبتكر.
بعيدًا عن الأضواء، كيف يقضي شادي مؤنس يومه العادي؟
في الأوقات التي لا أكون فيها منشغلًا بالعمل، أحرص على تعويض عائلتي وأصدقائي عن الوقت الذي يأخذني منهم انشغالي، فأقضي معهم وقت طويل، كما أجد متعتي في الاستماع إلى الموسيقى وممارسة الرياضة، فهي طريقتي المثلى للاسترخاء واستعادة التوازن بعد وقت طويل من العمل والإرهاق العصبي.
شادي مؤنس: والدتي لم تتوقف عن دعمي منذ طفولتي حتى هذه اللحظة فهي السند الحقيقي الذي منحني القوة والثقة.
من هم الأشخاص الذين تركوا بصمة مؤثرة في حياتك على المستوى الشخصي؟
هناك العديد ممن كان لهم تأثير عميق في مسيرتي، لكن أبرزهم والدي الذي شكل قدوتي الأولى، وعمي طارق الذي كان دائماً مصدر إلهام لي، ولا أنسى والدتي، التي لم تتوقف عن دعمي منذ طفولتي حتى هذه اللحظة، فهي السند الحقيقي الذي منحني القوة والثقة.
هل لديك طقوس خاصة أثناء تأليف الموسيقى؟
في الحقيقة، ليس لدي طقوس ثابتة أثناء العمل، فـ الإبداع الموسيقي لا يخضع لجدول زمني صارم، قد أدخل الاستوديو لساعات طويلة، تمتد إلى ست أو سبع ساعات متواصلة، دون أن أتوصل إلى فكرة موسيقية مُرضية، وعلى النقيض تمامًا، قد تأتيني الإلهام فجأة وأنا نائم أو أثناء قيادة السيارة، حينها أسرع إلى تسجيل الفكرة أو الجملة الموسيقية على هاتفي، حتى أصل إلى الاستوديو وأعمل على تطويرها وتنفيذها بشكل متكامل.
ما هو الجانب الذي لا يعرفه جمهورك عنك وتتمنى أن يظهر للناس؟
في الحقيقة، لا أعتقد أن هناك جانبًا غامضًا أو خفيًا في حياتي أو شخصيتي، أنا بطبعي إنسان بسيط وواضح، أؤمن بأن الشفافية هي أفضل طريق للتواصل مع الآخرين، لا أمتلك أسرارًا أخفيها، فكل ما في داخلي يظهر بوضوح في تصرفاتي وكلماتي ومع ذلك، إن وُجد أمرٌ أفضل أن يظل في دائرة الخصوصية، فذلك فقط لأنني أؤمن بأن بعض التفاصيل الشخصية تفقد قيمتها حين تصبح مشاعًا للجميع.
ما هي نصيحة شادي مؤنس لملحن شاب في مستهل مشواره الفني؟
شادي مؤنس: أود أن أوجه نصيحتي لأي ملحن أو مؤلف موسيقي في بداية رحلته الفنية، وهي أن يتحلى بالصبر وألا يستعجل قطف ثمار النجاح، نحن اليوم نعيش في بيئة موسيقية أكثر تطورًا بكثير مما كانت عليه في الماضي، حيث أتاح التقدم التكنولوجي إمكانية الاستماع إلى موسيقى العالم بأسره بسهولة ويسر.
لذا، أنصحك بأن تُكثِر من الاستماع والمشاهدة، وأن تعمل جاهدًا على بناء مدرستك الموسيقية الخاصة، لتكون لك هوية فنية وبصمة مميزة، الأهم من كل ذلك، ألا تكون نسخة مكررة من فنان آخر، فهذا هو العامل الحاسم الذي سيحدد مصيرك الفني؛ فإما أن تصبح في الصفوف الأولى ويخلد اسمك وموسيقاك، أو أن تكون مجرد ظاهرة مؤقتة سرعان ما تتلاشى مع مرور الزمن.
شادي مؤنس: الإبداع الحقيقي يولد من المغامرة والثقة بالنفس، و الإيمان.
كيف يمكن للشاب أن يحقق التميز وسط هذا الكم الهائل من الموسيقى المتاحة؟
التميز في عالم الموسيقى يتطلب الصدق مع النفس والاجتهاد المستمر عندما يقدم الفنان عملاً نابعًا من قلبه وإحساسه الحقيقي، فإن هذا العمل يصل إلى قلوب الناس ويترك أثرًا عميقًا السر يكمن في أن يكون الشخص دائم السعي للتطوير والتعلم، وألا يخشى تجربة أساليب جديدة، فالإبداع الحقيقي يولد من المغامرة والثقة بالنفس، ومن الإيمان بما يقدمه الفنان لجمهوره.
كلمه منك للموسيقى العربية؟
أتمنى بصدق أن أتمكن، إلى جانب زملائي، من الحفاظ على جوهر الموسيقى العربية، وتقديمها بصورة ناجحة ومتميزة تواكب روح العصر، بما تناسب الأجيال الجديدة ويضمن استمرار هذا الإرث الفني العريق.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نشكر الفنان شادي مؤنس علي هذا الحوار الأكثر من رائع على وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة مع ريهام طارق
