تعددت العلاقات الراقصات والسياسيين، عبر الزمن وكان معظمها برغبة من الراقصات، لتحقيق مكاسب شخصية، بينما كان القليل منهم أجبروا وأقحموا في تلك العلاقات رغماً عنهم تنفيذاً لرغبة النظام في ذلك وكل ماسنرويه لكم بناءً مما كتب في مذكرات البعض والكتب ، حيث من أبرز تلك العلاقات :
lS¨
حكمت فهمي
حكمت فهمي تعدت حدود مصر إلى أوروبا، خاصة العاصمة النمساوية فيينا التي كانت تتزين جدران ملاهيها بصورة كبيرة للراقصة المصرية، أثناء الحرب العالمية الثانية شاهد “رينهارد هيدرنج “رئيس المخابرات الألمانية “حكمت فهمي” وهي ترقص في النمسا، فدعاها للرقص في ألمانيا، و رقصت أمام هتلر ووزير دعايته جوبلز الذي أعطى تعليماته لرجال المخابرات الألمانية بتجنيدها لصالحهم، خاصة أنهم كانوا يعرفون حجم وتشعب علاقاتها مع كبار الضباط الإنجليز رغم كرهها لهم.
جوبلز وافق على ملف سري للغاية يحمل عنوان “عملية كوندور” كان الهدف منه زرع جاسوس ألماني في قلب القاهرة لمساعدة القائد الألماني روميل، و إمداده بالمعلومات عن الاستعدادات العسكرية البريطانية في معركته الحاسمة ضد جيوش الحلفاء في شمال إفريقيا ، اختارت المخابرات الألمانية لهذه العملية شخصاً ألمانيًا عاش في مصر يدعى حسين جعفر أو “إبلر”، الذي استطاع تجنيد الراقصة بعدما التقاها في فيينا، ثم عرض عليها الأمر في القاهرة داخل ملهى “الكيت كات” الشهير في تلك الأيام.
بديعة مصابني
بديعة مصابني ولدت في سوريا وبعد قصة اغتصابها في بلدها كما يحكى هاجرت مع والدتها وأختها إلى أمريكا الجنوبية، قبل أن تأتي إلى القاهرة عام 1919 تقريبا، وبعد شهرتها أسست كازينو الأوبرا عام 1929م.
“الكازينو” تخرج منه أكبر نجوم الفن في ذلك الوقت وكان يتردد عليه الأدباء والفنانين، يتخذون من الحديقة مكانا لندواتهم ولقاءاتهم ويقال أن الأديب الراحل نجيب محفوظ كان يقيم ندوة أسبوعية فيه، وغنى فيه كبار المطربين في بداياتهم ورقصت عليه سامية جمال وتحية كاريوكا وحورية محمد كان بمثابة اكاديمية الفنون حالياً وكان وش خير على كل من تعمل به.
كان الكازينو أيضاً ملتقى سهرات كبار الدولة والسياسيين، مثل محمد طلعت حرب مؤسس بنك مصر، ومن ثم لعبت” مصابني” دوراً سياسياً خلف الكواليس ، وكان كازينو بديعة مقراً دائماً لسهرات جنود الاحتلال الإنجليزي، وكان الفدائيون المصريون يختبئون فيه لمراقبتهم، وعند خروج الجنود سكارى من الكازينو كانوا يصطادونها واحداً تلو الآخر.
تحية كاريوكا
ساهمت كاريوكا في إنجاح العمليات التي كان يقوم بها الفدائيون ضد جنود الاحتلال الإنكليزي على طول خط قناة السويس في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، عبر استخدام سيارتها في نقل ما يحتاجون إليه من عتاد ومواد أخرى.
تحية كاريوكا كانت ترقص في أحد الملاهي الليلية، فإذا بالملك فاروق يظهر جالساً إلى إحدى الموائد، فذهبت إليه لتعاتبه قائلة: “إن هذا المكان لا يليق بملك، والأفضل لك أن تعود إلى قصرك”، فترك المكان فوراً.
وبعد قيام ثورة يوليو 1952م، انتقدت كاريوكا ممارسات قيادة الثورة خاصة بعد عزل محمد نجيب، وقالت: “ذهب فاروق وجاء فواريق”، أي أن المستبد الواحد حل محله العديد من المستبدين، قاصدة بذلك الإثني عشر ضابطاً المكونين لمجلس قيادة الثورة وقتها.
نُقل الكلام الذي قالته إلى عبد الناصر، وكانت النتيجة وضع كاريوكا في السجن 100 يوم، ولكن حدث الراضي بعد ذلك بينها وبين الثورة في 1956، وهي السنة التي عاد فيها أيضاً الهدوء بين الثورة وسائر المصريين بسبب قيام “ناصر” بتأميم قناة السويس.
برلنتي عبدالحميد
تزوجت برلنتي عبدالحميد ، من وزير الحربية المشير عبد الحكيم عامر، و أحبته وأخلصت له وأنجبا عمرو ، وظلت تبحث وتحاول إثبات عدم انتحار زوجها، وتحاول التأكيد على أنه تم اغتياله، وعانت كثيراً لكى تثبت بأنه ليس سببا فى النكسة، لذلك كتبت كتابا بعنوان “المشير وأنا” صدر عام 1993م، كما أصدرت العام 2002م كتابا آخر بعنوان “الطريق إلى قدري.. إلى عامر” وتقول أنه أفضل توثيقا من كتابها الأول.
سامية جمال
روى مصطفى أمين في كتابه “ليالي فاروق” أن أنطونيو بوللي مدير الشؤون الخاصة في القصر الملكي اصطحب الملك فاروق إلى أحد الكباريهات لرؤية سامية جمال وهي ترقص، إلا أنها لم تستطع انتزاع إعجابه بل كان يراها سمجة وثقيلة الدم وفي إحدى ليالي رأى فاروق سامية جالسة مع فريد الأطرش، إذ كانت تربطهما علاقة عاطفية، فأثار ذلك غيرته وقرر انتزاع الراقصة منه.
وذهب إليها رسولاً لكي يبلغها أن الملك معجب بها، وذهبت سامية ورقصت أمام فاروق الذي قال لها إنه نسي في اهتزازات جسمها أعباء الدولة ومشاغل الحكم.
بعد انتهاء الحفل انصرف أعضاء الفرقة، بينما بقيت هي وقضت الليلة مع الملك في ركن فاروق بحلوان جنوب القاهرة، ومن وقتها أصبحت سامية هي “راقصة القصر”، وباتت الاستدعاءات الملكية لها أمرا طبيعيا، وانفصلت بعد فترة عن فريد .
نجوى فؤاد
“نجوى فؤاد ” رقصت أمام وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر خلال زياراته المتعددة لمصر في السبعينيات حين لعب دوراً سياسياً كبيراً في المنطقة بعد حرب أكتوبر عام 1973، ومنذ أن شاهدها هنري ترقص في حفل خاص أقيم على شرفه من قبل الرئيس محمد أنور السادات في مصر، أعجب بها بشدة، وكان للعلاقة بين نجوى وكيسنجر مفعول السحر على المستوى السياسي، ومن شدة تعلق هنري بها ذكرها في الجزء الثاني من مذكراته، ووصف لقاءاته معها بأنها من أجمل الذكريات التي يستدعيها دائما في ذاكرته كلما حاصرته الهموم والمشاكل.
شاهد بالفيديو /
