“شروق كوكب المشمش”

كتبت منى شاكر 

 

طفلة في عمر الزهور .. تحب النهار و الضحك و اللعب و الموسيقى و الشيكولاته..
لوجهها المشرق كل صباح استدارة كما حبة المشمش الطازجة.. و ربما لذلك كانو ينادونها مشمش.. و ربما أيضا لأنها كانت تحب القطط.. و حينها كانت القطه الوديعة تسمى مشمش..

و مر الوقت.. و ازدادت حبة المشمش نضجا و حلاوة.. و أصبحت كما كوكب الشمس المشرق.. و كانت على الرغم من رقتها و طراوتها.. إلا انها كانت تحمل في قلبها نواة صلبة.. ستعيد انباتها يوما ما.. ليتجدد اثمارها و لا ينضب أبدا.. حينها فقط..آن أوان قطافها..

وبعد موسم الحصاد.. و في إحدى لحظات الكسوف.. افصحت شمس المشمش عن حالة طبيعية قد يمر بها أي كوكب مشرق..

فاوضحت انه ربما قالو عن الكواكب المنيرة..أنها تشرق كل يوم لتضئ حياة الآخرين..
الآخرين الذين أصبحو ينتظرون الشروق و بهجته..
ويستغربون الغروب و عتمته..

تلك الكواكب و الشموس.. لم تذهب بعيدا..
انها فقط قد أرهقها الشروق..
لأنها إستنفذت من طاقتها الكثير لتنير حياة الآخرين.. و لكنها وجدت أنهم لايزالون يشعرون بالبرد.. رغم ذلك الدفء الذي حاولت الشموس جاهدة أن تبثه لهم..

و رغم ذلك..
ظن البعض فيها انها مقصرة و لم تقم بواجبها كما يجب ..
و ظن البعض الآخر أن مجرد الدفء لا يكفي ..
و ظن آخرون أن غروبها خطأ في حقهم ..

تلك الشموس لا تريد سوى ان تشعر انها لما أفلت..
رتب أحدهم على قلبها في صمت.. ثم قال..
أستوعب غروبك و أقدره جيدا.. و سأنتظر شروقك دون ملل..
و سأكون جوارك لأساعدك عليه..
لا ترهقي نفسك.. بل فقط أشرقي بشمسك على كوكب قلبي من جديد..
فالغياب لايليق بك..
فأنا لا أحب الآفلين


و أنتِ كوكبٌ مضيءٌ بذاته..
يختلفُ عن باقي كواكب المجره..
و أنتِ للعاشق مصدر حياته..
و لذلك سيحبكِ في المره.. ألف مره..

حينها.. خفق قلبها بشدة و قالت..

وإن كنتُ في الحياةِ شمساً..
فأنا أدور راقصةً في أفلاكك..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.