شعائر الغفران .. للكاتب والاديب الكبير العميد أ.ح رءوف جنيدى

شعائر الغفران : _.

عبر أروقة عمرى وحنايا أضلعى . وما بين غرفات حياتى وشرفات احساسى . راحت ترفل فى زيها الشفاف شفافية الروح الطيبة . مزهوة بكل دلال وجمال . تمرح فى جنبات بستانى . فراشة تضرب بجناحيها فتثير سحابات رقيقات . تسوقها بمشاعرها الى أرض جدبى فتتساقط كحلا فوق عيون حوريات حسناوات . فراشة فى أزهى الوانها تحط فوق زهرات عمرى وشبابى . فتزيدها شذي على شذاها . تداعب سنواتى بأنامل الرقة والخصوبة . فتنبت شهورا وأياما خضرا باسقات لها طلع نضيد . تتفيؤ روحى ظلالها حينا فحينا . هربا من فحيح ايام ذابلة راح زهوها بين كراكيب الزمن ومخلفاته ….

دأبت تنشر الأمل على ضفاف نهرى . تروى ما بين سطورى . سقيا بماء طهور . تشكلت على ريه كلماتى . راحت تختال فوق صفحة العمر . تتمايل فوق افكارى . كغصن حان فتهيل من حولى نسمات عليلات تداعب وجدى واحساسى . تقافزت عند أطراف وسادتى . فوق اطباقى . فوق اسنان اقلامى . بين حروف كلماتى . أخط ما تمليه رقصاتها . أكتب الصمت الذى اكتنف صخبى وضوضائي . اكتب سكوتى حروفا عليلة . شفيت وقت ان قرأتها عيناها . تلك التى روضت بحنانها أوليات أحلامى . تلك التى تربت حول خصرها أيامى . تلك التى علمتنى وعلمتها . تلك التى حدثتنى وحدثتها . تلك النبتة التى نبتت فى تربتى . وسقيت برحيق حبى وأشواقى . تلك التى ترعرعت أغصانها فى شرايينى . تلك التى استعمرت وجدانى فعمرته . تلك التى دوى صوت نبضها فى أروقة نفسى . فطربت لها اذنى وقرت لها عينى . تلك التى هندست غرفة العمر . تلك التى رتبت أزيائي وأفكارى …..

وتلك التى همت بالرحيل…… بعد أن أغضبها شئ ما . جالت فى جنباتى تلتقط قطعا من مشاعرها التى كانت …….. تلتقط قطعا من عرفان كان يوما بيننا . تلتقط أزياءا طالما زانتها وازدانت بها . حزمت حقائبها . باتت غرفاتى فارغة . وأصبح فؤادى فارغا . غادرت وطنى . غادرت حافية القدمين . ايذانا بالعودة ….. لعلها تعود .. ناديتها …
مولاتى : روحى فى يدك رفقا بها سلمت يدك . مولاتى : ناقوس القلب يدق لك … وحنايا الأضلع معبدك . 
مولاتى : قسما بثنايا لؤلؤك . قسم الياقوت منضده .. ماخنت هواك ولا خطرت سلوى بالقلب تبرده …
مولاتى : هتفت مآذنى …. دقت أجراسى ….افترشت لك بهو قلبى مصلى . عودى لتجمعنا قبلة واحدة ترضاها قلوبنا . عودى إلى محرابك . عودى راهبة لنؤدى معا مناسك الرحمة . لنقيم معا ….. شعائر الغفران …….

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.