شعرة مُعاوية التي هَرمنا من أجلها
شعرة مُعاوية التي هَرمنا من أجلها
كتبت: وئام أحمد
اجعل بينك وبينهم شعرة مُعاوية….
أي تَصرف معهم بالكَياسة والحِكمة والحِنكة وبُعد النظر حتىٰ تحتويهم و”شعرة مُعاوية” هي ترسيخ لمبدأ عظِيم من مبادىء الدين في المُعاملات وقد أرسىٰ قواعِدها (مُعاوية بن أبي سُفيان) الذي كان من أكثر حُكام العرب دهاء.
وشعرة مُعاوية، تُعد نِبراسًا في أحكام السِياسة فلو طبق الإنسان هذه القاعدة لأصبح مِن أعقل النَاس وكيف لا وهو يُعطي لكلِ شيءٍ حجمهُ ويتلافىٰ ما لا يستحقُ النظر إليه.
وصاحب الفِطنة يُحافظ علىٰ “شعرة مُعاوية” عِند تعامله مع الناس في مُختلف المواقف.. بالتروي تارة وبموازنة الأمور بالحكمة وحسن التصرف تارة أخرىٰ بل ويُحاول ألا يَصل إلىٰ مَرحلة الإحتراق النفسي التي يصل البعض إليها.
في تعاملك مع الآخرين اتبع سياسة شعرة مُعاوية.. فلا تُبالغ في المُجاملات حتىٰ لا تسقط في مُستنقع النِفاق ولا تَزيد من الصَراحة كي لا تنحدر في وَحلِ الوقاحة.. بل كُن وسطيًا.. ثم توقف عن مُجادلة الجاهل والحاقد والحاسد وسليط اللسان حتىٰ لا يَشُدك إلىٰ دَركاتِ الجهل.. ولا تُمازح الغَضبان كي لا تكون أداة يتنفس منها..وأغلق الباب في وجه الكاذب والمنافق ومن يقذف الناس بالباطل… واحذر من إحراج العاقل كي لا يَقصف جبهتك…أما أصحاب المشاعر المرهفة فإذا كنت لا تتقن فن جبر الخواطر فاتركهم وشأنهم..
تطبيقك “لشعرة مُعاوية” في المعاملات يجعلك في منأى مِن تلك المواقف بِرمتها…
وعندما سُئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن كيفية التعامل مع الناس قال:(أحبب حبيبك هونا ما..فربما كان بغيضك يوما ما.. وأبغض بغيضك هونا ما فلربما كان حبيبك يوما ما)..
وأخيرًا..
تحملنا من البعض حتىٰ طفح الكيل مِنهم والتمسنا الأعذار حتىٰ نفذ رصيدهم من الأعذار وفرغت خزائن صبرنا.. ولكننا مازلنا نحتفظ بالإحترام ولم تغيرنا قسوة بعض القلوب… ثم ابتعدنا في صمت لأننا ( الخسائر وليس الخاسرون )…
وفي غفلة من الزمن وبدون سابق إنذار نستخدم أشواكنا إذا ما حاول أحدهم ايذائنا ولكن يظل شذا عبيرنا في كل مكان لأننا في الأصل ورود🌹