شكرى سرحان.. ابن النيل الذى خلّدته السينما المصرية

شكرى سرحان.. ابن النيل الذى خلّدته السينما المصرية

بقلم _ أمجد زاهر

في عالم السينما المصرية، يبقى اسم الفنان شكري سرحان لامعًا كنجم استطاع أن يجمع بين الشكل المميز، الأداء البارع، وخفة الظل، مقدّمًا أدوارًا تنوعت بين الخير والشر، مما جعله واحدًا من أبرز نجوم السينما عبر تاريخها الممتد. برحلة فنية تجاوزت خمسة عقود، نجح سرحان في أن يحفر اسمه في قلوب الجماهير، ويحقق المعادلة الصعبة في الجمع بين التنوع والقبول الجماهيري، ليظل أحد العلامات البارزة في تاريخ الفن المصري.  

شكرى سرحان.. ابن النيل الذى خلّدته السينما المصرية
شكرى سرحان.. ابن النيل الذى خلّدته السينما المصرية

 

من الشرقية إلى قلوب الملايين

 

وُلد شكري سرحان في محافظة الشرقية، وتشاء الأقدار أن يكون شهر مارس شاهدًا على كل من ميلاده ورحيله، ليترك بصمة استثنائية في قلوب المصريين الذين أحبوه ولقّبوه بـ”ابن النيل”.

من بداياته الأولى وحتى رحيله، تميّز شكري سرحان بقدرته على تقمّص أدوار مختلفة، إذ استطاع أن ينقل مشاعر كل شخصية يقدمها بصدق تام، وهو ما جعله دائمًا قريبًا من قلوب الجمهور.  

شكرى سرحان.. ابن النيل الذى خلّدته السينما المصرية
شكرى سرحان.. ابن النيل الذى خلّدته السينما المصرية

 

أدوار متنوعة وأداء صادق 

 

قدّم شكري سرحان أدوارًا متنوعة، بدءًا من الفتى الساذج “إمام” في فيلم “شباب امرأة”، إلى شخصية “أبو العلا” في “الزوجة الثانية”، حيث أبدع في تقديم دور الفلاح البسيط المغلوب على أمره. كما برع في أداء شخصية الضابط “علي” في “رد قلبي”، وأظهر وجهًا آخر للشاب اللعوب في فيلم “ريا وسكينة”.

وعلى الرغم من أنه أثبت قدرته في أدوار الشر، إلا أنه قرر في السنوات الأخيرة من حياته التقليل من تقديم هذه النوعية من الأدوار، ما أثّر نسبيًا على عدد أعماله، لكنه ظل محافظًا على مكانته كواحد من أعظم ممثلي جيله.  

شكرى سرحان.. ابن النيل الذى خلّدته السينما المصرية
شكرى سرحان.. ابن النيل الذى خلّدته السينما المصرية

 

بين السينما والتلفزيون.. رحلة لا تنتهي

 

بدأ شكري سرحان مسيرته السينمائية بفيلم “لهاليبو”مع النجمة نعيمة عاكف، وأنهى رحلته بفيلم “الجبلاوي” في مطلع التسعينيات.

لم تكن السينما وحدها ساحة إبداعه، بل كان للدراما التلفزيونية نصيب كبير من أعماله، حيث قدم أدوارًا تاريخية مثل شخصية “عمرو بن العاص” في المسلسل الشهير، وأدوارًا أخرى في مسلسلات “محمد رسول الله”، “الكعبة المشرفة”، و”رفاعة الطهطاوي”.

وبرغم نجاحه الكبير في الأدوار الاجتماعية، إلا أن الأعمال التاريخية ظلت الأقرب إلى قلبه، خاصة في سنواته الأخيرة.  

 

تكريمات وجوائز مستحقة  

 

حصد شكري سرحان خلال مسيرته العديد من التكريمات، منها تكريم مهرجان القاهرة السينمائي، كما اختير 15 فيلمًا من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

حصل أيضًا على العديد من الأوسمة والجوائز عن أعماله البارزة مثل “رد قلبي”، “شباب امرأة”، و”الزوجة الثانية”، وهي أفلام لا تزال تُعرض وتُخلّد ذكراه كأحد أهم فناني العصر الذهبي للسينما المصرية.  

 

شكرى سرحان.. ذكرى لا تُنسى  

 

“الحياة رحلة قصيرة وإن طالت، ولا يبقى منها سوى الذكرى والعمل ومحبة الناس”، كانت هذه الكلمات شعار الفنان شكري سرحان، الذي عاش حياة مليئة بالعطاء الفني، وأثّر في وجدان أجيال متعاقبة من محبي السينما المصرية.

ورغم رحيله في 19 مارس 1997، إلا أن أعماله لا تزال تُعرض، وتبقى شاهدًا حيًا على موهبة استثنائية لن تُنسى، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا للأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.