شكرًا كورونا
شكرًا كورونا
كتبت/ زينب النجار
رغم أنك فيروس لعين و وباء مخيف للعالم شكرًا كورونا،
شكرًا لأنك ترتب عشوائيتنا وتنظم أوقاتنا، وتقضي على حجج الوقت عندنا، و لأنك تعيد إلينا صواب قراراتنا لتجتمع العائلة ويقفل الباب علينا من جديد وتتوحد المائدة وتعود الضحكة لجدران المنازل والبسمة لكبار السن داخلها، بل أن العالم كله تقرب إلى الله بالدعاء والصلاة والزكاة وأصبحنا نرفع شعار النظافة الحقيقية بكل الأرجاء ونتخلى عن نمط الإهمال وتسويف الأعمال.
أهلًا بك زائرًا أعلن منذ قدومه بأن عمل الوزير في الميدان وليس فوق كرسيه.
وبأن المسؤول لابد أن يكون في مقدمة الصفوف ولا يكتفي بتوقيع الأوراق.
شكرًا كورونا لقد جعلتنا نعلم بقيمة المعلم والطبيب وجنودنا الأبطال، لقد جعلتنا نعرف قيمة العلم والمعرفة و وضع كل فئة في حجمها الطبيعي.
كورونا قبل مجيئك كان العالم عبارة عن كتلة غباء ووحشية، كانت السياسة الحمقاء تنخر في جسد الإنسانية وتعزف على وتر البقاء للأكثر همجية. فالآن تنام بغداد بلا انفجارات وتغفو القدس بدون مهدئات، وتخلو نشرات الأخبار من عنقودية القنابل وصواريخ الانتقامات على حلب وإدلب.
كورونا وحد العالم للمرة الأولى في تاريخ البشرية وجعل الهم واحدًا والمصير واحدًا والبعد الإنساني هو السائد، بل كشف لنا الحقائق ووضع من كانوا يسمون أنفسهم العالم الأول بقلب الفضائح وعدم قدرتهم على مواجهة هذا الزائر.
كورونا أنت تثبت كغيرك بأن مصر جاهزة بكل الأوقات للأزمات وبأن قادتها ليس لهم هم إلا الإنسان داخلها وبأن حياته هي عماد الحكم لديهم.
كورونا فقد كنا بإنتظارك منذ عقود كي تعيدنا للحياة وتقضي على كبريائنا الذي خيل لنا بأننا في أبهى صورنا وأكثرها اكتمالاَ. فقبل أن تذهب تأكد بأننا حفظنا الدرس جيدًا، فلا ملجأ من الله إلا إليه سبنقذنا الله كما يفعل كل مرة ونتمنى أن يذهب ويهل علينا شهر الخير والطاعات.
كورونا لقد جئت بأمر الله وسترحل بأمر الله لمن الملك اليوم للواحد القهار.