شكوى ولا ألف رقوه

كتبت
فاتن فتح الله نصر
=======

الحمدلله
كلمة على لسان الكثير جدا من بني البشر
فقط على اللسان ولا تتجاوزها إلى القلب

تعلمنا من الكبار عندما كان الكِبار كبارا في علمهم وحكمتهم … أن الحمد يكون بالرضا
الحمدلله …تعني ألا تشتكي الله للعبد
كانوا بعلموننا

قضى أيوب سبع سنين في اشد ابتلاء من المرض ….وكانت زوجته تقول له
توجه لله بالدعاء أن يشفيك
فيقول
أستحي أن أطلب ذلك من ربي الذي أنعم علي بسبعين عاما من الصحة ….. أفلا أصبر بضع سنين

لم نسمع أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شكى مما قابله في حياته
وهو الذي تعرض منذ كان جنينا في بطن أمه وحتى ذهب إلى رجاب الله لكل ابتلاءممكن أن يتعرض لخ بشر
فقد واده وهو جنين
فقد أمه وهو طفل
فقد جده وهو صبي
فقد عمه الذي آزره ورباه …وفي نفس العام فقد زوجته التي كانت له السند
فقد كل أولاده في حياته وفقط أم أبيها فاطمة الزهراء هي الي بقيت ورحلت بعده

لم نقرأ انه شكا من اي شيء مر به
لم يكن يحزن إلا لما يخص رسالة ربه
فكان حادث الطائف والدعاء المعروف الذي شكا فيه إلى ربه ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس

لو نظرنا الآن إلى احوال البشر
بينما تمتليء صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالأدعية والحمد وآيات القرآن
تمتليء أيضا بالشكوى

الشكوى من كل شيء و أي شيء
حتى الحر والبرد
وهما من عند الله
الشكوى من ضيق الحال رغم يسره عند كثير ممن يشتكون

الشكوى من أمراض عير موجوده بخلاف الصور المنتشرة لفلان وعلان مربوط اليد أو القدم أو بالمستشفى
طبعا الله يشفي جميع مرضانا
ولكن كل هذه مظاهر تعكس أن الحمدلله لم تصل لقلوب من يشتكون

بعض البشر تراهم باستمرار في كل مكان منتشرين انتشار النار في الهشيم
وطبعا لايلبثون أن ينشروا صورهم هنا وهناك
حتى لتكاد لا تصدق أن هؤلاء يجلسون في بيوتهم ليوم كامل أبدا
وعندما يرونك
أو يراسلونك لاتسمع منهم
إلا كلمة
الحمدلله تعبان و عندي وعندي وعندي ….

هكذا تراهم يفكرون بدفع العين أو الحسد بالشكوى
يشكون الله للعباد خوفا من الحسد

قديما قالوا ….من حمده زاده
وقالوا
أهل الشكوى مرضى ولو صحوا

ونعرف من ديننا
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ

و نعرف أيضا
لاتتمارضوا …. فتمرضوا … فتموتوا

و نعرف
من قال خلك الناس فهو أَهلَكَهُم

نعرف ونعرف ونعرف …..ولانعمل و لا ننفذ

في يوم عيدنا الأسبوعي الذي نرو فيه أن يستجاب لدعواتنا
أدعو الله أن يرزقنا البصيرة ..ويرزقنا نعمة الحمد ويهدينا لننصره فنستحق نصره

طابت جمعتكم
ولا تنسوا
أن الله خير حافظ
وكفوا عن الشكوى …. فهي ليست أبدا بألف رقوه

================
فاتن نصر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.