شهر العسل التركى مع وروسيا وإيران

كتب أحمد الدليل 

 

فى الأعوام اللاحقة لعام 2011نجحت تركيا بامتياز فى الترويج لفكرة عودة دولة الخلافة السنية بين الشعوب العربية مستغلة عاطفية هذه الشعوب وإنجذابها لكل ما يتلامس مع مشاعرها الدينية.

من البديهى أن هدف تركيا فى ظل ترويجها لمشروع عودة الخلافة أن تكون هى مركز القيادة للخلافة المنشودة.
من أجل ذلك راهنت تركيا على جماعات الإسلام السياسى فى مختلف أقطار الوطن العربى لإستقطابها من أجل الحلم التركى الكبير .
فكانت الداعم الرئيسى لجماعات المعارضة المسلحة فى سوريا ذات الصبغة الإسلامية واستمرت منذ عام 2011 فى دعم هذه المعارضة بكل قوة .
لكن هل ظلت تركيا فى دعمها لهؤلاء الحلفاء اللذين روجت لهم مشروع الخلافة المنتظرة وذلك بحسب ما يمليه عليها ضميرها ودورها من الناحية الأخلاقية كمركز الخلافة المنتظرة؟؟؟؟

بالعكس مع مرور الوقت بدأت تركيا تغيير بوصلتها شيئا بعيدا عن هذه الجماعات سواء داخل سوريا أو خارجها لكن معالم تغيير السياسة التركية تجاه الملف السورى صارت أكثر وضوحا عن غيرها من الملفات الأخرى.

فتركيا برئاسة أردوغان لما تيقنت من إستحالة تنفيذ مشروع خلافتها المزعومة قررت الحفاظ على مصالحها وإرتباطاتها مع روسيا الداعمة لنظام بشار الأسد بمشاريع إقتصادية وتنموية.
ولعل أكثر ما يميز هذه المصالح هو إرتباطها مع روسيا بإنشاء (خط السيل التركى) لنقل الغاز الروسى عبر الأراضى التركية إلى أوروبا .
كذلك فى أبريل٢٠١٨ تم وضع حجر الأساس لمحطة ( أكويو النووية) فى تركيا التى يتم إنشاؤها بخبرة روسية وذلك بحضور الرئيسين بوتين و أردوغان.

أما بخصوص تطورات الموقف على الأرض فى سوريا فنظرا لإحتياجها للضؤ الأخضر من المحور الروسى الإيرانى حتى تبدأ عملياتها العسكرية فى شرق الفرات ضد القوات الكردية( سوريا الديموقراطية) المدعومة من أمريكا فقررت الإقتراب والتنسيق أكثر فأكثر معهم فقام أردوغان بزيارة روسيا فى سبتمبر ٢٠١٨ فى قمة جمعته بالرئيس بوتين فى منتجع سوتشى بروسيا
بعد ذلك أستقبل الرئيس الإيرانى حسن روحاني فى ٢٠ديسمبر من أجل مشاورات سياسية وإقتصادية بين تركيا وإيران وذلك فى العاصمة التركية أنقرة فى ٢٠ديسمبر من العام نفسه.

علاوة على ذلك صرح وزير الخارجية التركى فى منتصف ديسمبر الماضي أثناء منتدى الدوحة عن إستعداد تركيا للإعتراف بشرعية بشار الأسد فى حالة فوزه بإنتخابات نزيهة!!!!!!
بإنتهاء ديسمبر ٢٠١٨ نستطيع القول أن تركيا قد نقضت يدها تماما من المعارضة السورية ذات الصبغة الإسلامية السنية فى سوريا مرجع ذلك هو بحثها عن ما يخدم مصالحها متجردة من أية عواطف دينية كانت تستغلها فى الماضى من أجل الحلم التركى باستعادة دولة الخلافة .

أتمنى فى المستقبل ألا يتم إستغلال الشعوب العربية وتستقطب سياسيا تحت تأثير عواطفها الدينية لتحقيق أهداف بعيدة كل البعد عن الدين.. مثلما حدث فى الأعوام التالية لعام ٢٠١١.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.