صائم في الجنة قبل شهيد الحرب بقلم: د. أحمد يوسف الحلواني

صائم في الجنة …روى ابن ماجة وغيره رضيَ الله عنهم ، عن صاحب رسول الله ، أحد العشرة ، الشهيد الحي طلحة بن عُبيد الله رضيَ الله عنه وأرضاه ، قال جاء رجلان إلى رسول صلى الله عليه وسلم فأسلما ، وكان إسلامهما جميعاً أي أنهما أسلما في وقتٍ واحدٍ ، وكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر ، فلما كانا بعد حين ، خرجا الأشد اجتهاداً يُجاهِد في سبيل الله ، فاستُشهِد رضيَ الله عنه وأرضاه ، ولبث الآخر بعده سنة ، ثم إنه تُوفيَ إلى رحمة الله رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه.

صائم في الجنة قبل شهيد الحرب

يقول طلحة رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه فرأيت في المنام كأني بباب الجنة ، وإذا أنا بهما ، رأيت الاثنين: الأول والآخر ، الذي تُوفيَ أولاً والذي تُوفي آخراً أو بأخرة ، وإذا بخارجٍ يخرج من الجنة أحد خزنة الجنة ، أدخلنا الله إياها وخلَّدنا فيها في رضوان ، بنعمته ومنّه وفضله ، فأذن للذي تُوفيَ آخراً منهما.

العجيب هنا وعلى غير المتوقع والمعهود أن الذي دخل الجنة قبل الاخر ليس الذى قتل في ميدان القتال ليس شهيد الحرب ولكن ادخل الجنة اولا الذي توفي دون قتال او جرح ادخل الجنة الذي مات ولم يقتل في ميدان الحرب والجهاد والاختبار.

أذن للآخر، أول مَن دخل الجنة ليس مَن استُشهِد ، وإنما الذي تُوفيَ ، وهذا شيء عجيب ، أن يدخل هذا أولاً ، ثم خرج ، فأذن للذي استُشهِد ، ثم خرج إلىّ ، فقال طلحة رضيَ الله عنه وأرضاه: فعجبت مما رأيت.

وتعجب سيدنا طلحة هنا! كيف يُؤذَن أولاً لمَن تُوفيَ آخراً، ولم يُؤذَن أولاً لمَن استُشهِد
قال: فعجبت مما رأيت، فلما أصبحت حدَّثت بها أهلي والناس، وشاع الحديث في المدينة.

وكما نعلم جميعا أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان كلما أصبح وصلى الفجر بالناس جماعة وجلس يذكر معهم ، يقول لهم أيكم رأى رؤيا الليلة؟

فأخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما سمعوه من طلحة رضى الله عنه وارضاه وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم تعجب الناس فقال صلى الله عليه وسلم، من أي ذلكم عجبتم؟

قالوا يا رسول الله هذا كان أشد اجتهاداً، ثم إنه استُشهِد في سبيل الله، فيدخل آخراً، والآخر يدخل أولاً؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم أليس الآخر عاش سنةً بعد الأول؟ عاش سنة كاملة ، اثني عشر شهراً، عاشها! قالوا بلى ، قال أليس أدرك رمضان، فصامه؟
قالوا بلى.

قال وصلى وسجد لله كذا وكذا في السنة؟ قالوا بلى
قال صلى الله عليه وسلم فإنما بينهما كما بين السماء والأرض.

فاللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه ، اللهم ارحمنا في رمضان ، واغفر لنا في هذا الشهر الكريم ، وأعتقنا من نار جهنم ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، وآباءنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا وأزواجنا وأولادنا وذُرياتنا وأحبابنا فيك وقراباتنا والمُسلِمين والمُسلِمات أجمعين ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.