صديقي لا تأكلني بل رافقني.

صديقي لا تأكلني بل رافقني.

 

بقلم: هبه كمال

 

امسكَ هاتفه واتصل بصديقه ثم قال له بكل حزنٍ وألم: أمي مريضة وليس معي ثمن الدواء، فرد عليه صديقه قائلًا: يمكنك أن تتصل بي عقب صلاة العصر.

 

وكذلك فعل واتصل به، ولكن كان هاتفه مغلقًا ثم أعاد اتصاله مرات ومرات، ولكن دون جدوىٰ، فصار يبحث عَن مَن يُعيره ثمن الدواء ولكنه لم يجد، فشعر بضيق وبخيبةِ أملٍ وحزن كثيرًا لأجل والدته، ولكن حزنه الأكبر كان من خذلان صديقه له، فعاد يجُر أذيال الخيبه فوجد والدته نائمة والراحه تبدو علىٰ وجهها.

 

فذهب لأخته يسألها من جاء بهذا الدواء؟ فقالت له: جاء صديقك وأحضر الدواء ثم غادر مسرعًا، فضحك والدموع تترقرق في عينيه فرحًا ثم خرج مهرولًا يبحث عنه حتىٰ وجده وقال له: اتصلت بك كثيرًا وهاتفك كان مغلقًا فقال له صديقه: اعذرني يا رفيقي لقد بعت هاتفي واشتريت لأمنا الدواء.

 

وانتهت القصه….
فالصداقه ليست تلك القائمة الطويله التي في هاتفنا بأسماء الأشخاص، بل في وجود شخص يكون سندًا في حياتك.

واستوقفتني تلك الآيات مِن سورة الشعراء قال اللّٰه تعالىٰ: “فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِینَ(١٠٠) وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ (١٠١)”.

 

يا الله يا لها من مكانة عظيمه أعطاها اللّٰه لمثل هذا الصديق ألا وهي الشفاعة؛ فلم يعطيها للزوج أو الإبن أو الأخ بل جاء بالصديق الذي يصدقك الوعد ولا يطيق بأن ينعم بالجنه إلا وأنت معه، فيقول يا رب أين صديقي؟ فلا أنعم بالجنه إلا وهو معي فيقول اللّٰه سبحانه وتعالىٰ اخرجوا له صديقه كي ينعم معه بالجنه.

 

فذكر اللّٰه في كتابه العزيز ثلاثة أصناف من الخلق يشفعون لنا يوم القيامه وهم:-
١/ الملائكة البررة.
٢/ سيدنا محمد صل اللّٰه عليه وسلم.
٣/ الأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء وأولياء اللّٰه الصالحين.

فمهما كنت مملوكًا أو ملكًا، سيدًا أو عبدًا، غنيًا أو فقيرًا فأنت تحتاج لصديق….فالصديق هو الذي تجده في الشدائد لا تبحث عنه،
والصداقه نعم تختبر ليس فقط بالمال وقت الحاجه ولكن أيضًا بالمواقف الصعبة.

 

فدروس الحياة علمتنا ألا نراهن علىٰ الأصدقاء لأننا يمكن أن نخذل، بل نطعن من وراء ظهورنا منهم فأصبحت مهمه اختبار البقاء ليست بمهمه سهله في هذه الدنيا.

لذا وجب علينا اختيار الصديق الذي يراك في رؤيه صالحة فتحقق علىٰ يده كفلقِ الصبح من شدة صدق قلبه؛ بل اختاروا الصديق الذي إذا ذرفت عينيك دمعًا من الفرح جعلها هو مطرًا.
أما جمال الحياة عندما تهب لنا صديقًا يقلب الابتلاء لتجربة وفيه، والمصيبه لنصيحه بل يكون أوفىٰ من نفسك عندما يمتلك سِر قلبك وشواغفه، فلا ينقلب عليك فيظهر صدأ معدنه وناجسة طباعه.

 

وختامًا…
نحن بحاجه لصديق يكون عونًا لنا في هذه الدنيا وشفيعًا لنا في الآخرة، ويقول الحسن البصري: ” أكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة “.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.