صرخة ألم مع شهر الخيرات والبركات
🚪صرخة ألم مع شهر الخيرات والبركات 🚪
بقلم فضيلة الشيخ/ احمد تركي
أعظم ما تدخل به رمضان قلب منكسر خوفا ألا يقبل، ومبتسم مستبشر برب كريم لا يطرد !
احمل هذا القلب واقض رمضان حيث كنت :
– في بيتك وحدك حيث لا مساجد ولا يجاورك في الصف أحد!
أو مع أهل منزلك بعيدا عن مخالطة الجيران والخلان!
علمنا الإسلام: أن نفرح بالمواسم حين تقبل مستبشرين بعطاء الله فيها، ونفرح بالعيد بعدها حين تدبر آملين ألا يحرمنا الله أجرها…
حتى ولو كانت وقت جدب أو ألم..
فالمواسم بعطاء الله فيها!
والسعادة في طهر النفوس لا في تعليقا لفانوس!
ومتعة السجدة في قلب الساجد قبل المساجد!
قد يؤلمنا غياب بعض الأجواء ، وعدم صدح المساجد بالصلاة…
وقد يوجعنا حرماننا من جماعة التراويح، وسلام ما بعد الصلاة، ولقاءات الإفطار، والاعتكاف مع الأخيار…
لكن وجع غياب الشكل لا ينبغي أن يلهينا عن المضمون..
فلنجعل بيوتنا مساجد، وأبناءنا أئمة، وزوايا حجراتنا محاريب…
ولنستبدل بأيادينا المصافحة جيوبا تخرج قروشا قد تكون أدفأ ليد الفقير من ألف يد..
ولنعش رمضان الخلوات والختمات وحكايا السيرة للبنين والبنات..
لنعش رمضان الهادئ إلا من أنين التائبين، وطنين التالين، وتلاوة المتهجدين.
فمن يدري، فلربما علم الله طول انشغالنا بصخب الشوارع، وتزيين البيوت عن تزيين القلوب وسكينة النفوس فهيأ لنا الأسباب لرمضان نقرأ فيها مخلصين كما كان مالك بن دينار يفعل عندما يغطي مصحفه، ويخفض صوته إذا اقترب من الباب طارق أو زائر…
أو مثل آخر كان يأتيه أخوه وفي عينيه دموع الخشية فيقول مواريا:
ما أشد الزكام!
عيشوا رمضان الأدب لا الصخب، وجربوا ختمات السر لا العلن، وابكوا في زوايا الغرف لا المساجد، وادعو الله مستشفعين بأيدي أطفالكم الصغيرة لمغفرة ذنوبكم الخطيرة، وغيبوا عن الأنظار وتعرضوا في خلوات بيوتكم لنظر الغفار…
عندها ستعلمون أن ما قدره الله من الفيروسات كان إنقاذا لقلوبكم من كثير من الانشغال بصخب الحياة!