صفا غنيم تكتب اولي حلقات:امراه برائحة المطر

. أمرأه برائحة المطر…
.جلس فى ركن بعيد داخل مقهى محطة القطار ينشد بين جنباته الدفء وقد أمسك بالجريدة يتصفح عناوينها ما بين سياسة وفن واجتماعيات فى محاولة يائسة منه لأن يمر الوقت ويصل القطار الذى سيقله إلى مرسى مطروح حيث مقر عمله كمهندس تعدينليطوى الجريدة بملل شديد واضعها أمامه على الطاولة ليسافرببصره فى المكان يتأمل وجوه من حوله ليكتشف أن المقهى قد ازدحم بشدة وملأ عن أخره فالجو ممطر شديد البرودة فلم يكن منه غير أن زفر بضيق شديد ونادى على النادل طالب فنجان من القهوة عله ينسى الوقت به فحياته كمهندس تعدين جعلته يتغلف بالخصوصية والغرور فى ان واحد ليشعر من يراه للوهلة الأولى انه مدينة محصنة قد كتب عليها ممنوع الاقتراب وقد أخذ يعبث بهاتفه فى محاولة يائسة منه لأن يمر الوقت ويصل القطاروقد أمسك بفنجان قهوته يتناوله لتتعلق عينيه فجأة دون إرادةمنه بباب المقهى ليراها تدلف منه وقد اغرقتها الامطار وأبتلت ملابسها وقد أحتضنت نفسها بكلتا يديها علها تشعر ببعض من الدفء لتظل واقفة مكانها تبحث عن مكان شاغر بين طاولات المقهى لتجلس بهوقد أصابتها الحيرة فلا مكان هناك يرحب بها إلا طاولته شاغرة لا أحد يشاركه فيها وما ان وقعت عينيها عليه حتى التقت أعينهم للحظات حاول فيها أن يستجمع قواه التى خانته وكبرياءه الذى تخلى عنه فجأه لينتبه على صوتها وهى تقف أمامه قائلة لههل تسمح لى ان أشاركك طاولتك؟ فحاول بكل ما اوتى من قوة ان يظهر غير مبالى بها فنظر بهاتفه وبشىء من برود مضطرب قال لها :تفضلي دون ان ينظر الى وجهها لتجيبه بحياء به نبرة تعجب من تصرفه شكرا لك ؛لم يهتم بأن يرد عليها شكرها بل كان مهتم أكثر بأن لا تعلوا دقات قلبه عن هذا الحد الذى يشعر به خوفا من ان تسمعها هى وتتبين ضعفه الإنسانى الذى يدق قلبه للمرة الأولى فى حياته ليحضر النادل بابتسامته الواسعة قائلا لزائرة الطاولة :سيدتى هل لى ان أحضر لكى شىء؟لتجيبه بابتسامة أوسع أظهرت أسنانها البيضاء أشكرك هل لى بفنجان قهوة؟النادل : كما تحبين سيدتى وتركها ومضى ليحضر لها فنجان قهوتها لتمضى بضع دقائق رتيبه وهى تدق الطاولة بأصابعهال ينظر إليها للمرة الأولى منذ أن شاركته طاولته وصمته ونبضات قلبه ليرى لون عينيها الأسود العميق الذى يحوى دفء غريب وملامحها الطفولية التى تبعث طمأنينة غريبة بداخل من يراها ليجد الكلمات قد تلاشت منه ونسى ما كان ينوى ان ينطق به فصمت هامسا لنفسه : ماذا حدث لك ؟لما تلك البعثرة والاضطراب؟ هل تصدق ان هناك حب من النظرة الأولى؟لا لا كف عن هذا العبث واترك تلك المهاترات جانب اليجد صوت آخر أتى من داخله يجيب عليه قائلا :لما تطلق عليه عبث ما المانع ان تسميه احتواء نفس لنفس واختلاط شعور بشعور دون ان تدرى لما لا تعطيه اسمه الحقيقى وتعترف انه بداية إعجاب وربما بداية قصة جديدة بحياتك تلك الزائرة هى من تكون البطلة لينتبه من شروده وأفكاره على غلاف رواية عنوانها الاطلال كانتقد أمسكت بها تتصفحها ليعاوده الصوت ثانيه يهمس له:يا أبله أنتهز الفرصة وتحدث معها عن تلك الرواية لا تضيع الفرصةفغمغم بكلمات غير مفهومة وكأنه يجرب ما سيقوله وكانت قد شعرت بأرتباكه فابتسمت وبادرته القول قائلة له: هى قرأت الاطلال من قبل؟ ليأخذ نفس عميق مجيبا أياها: نعم قرأتها منذ سنوات فأن ممن يعشقون كتابات يوسف السباعيى: حقا انه فارس الرومانسية ونظرت له نظرة طويلة صامته تود أن تخبره فيها ان لا يخاف متمنية أن تهديه الأمان ليتحدث معها فنادرا ما نقابل أناس نشعر معهم بالأمان ورغم غموضه وصلابته معها إلا انها أحست انه يخفى داخله قلب نقى محب يحتاج فقط لمن يحتويه ويترجمه دون أخطاء لتستأنف هى حديثهم قائلة :اسمى ليلى اعمل مدرسة موسيقى بأحدى مدارس مرسى مطروح ليبتسم هو للمرة الأولى منذ لقائهم وكأن أسمها مسح داخله برفق فأزال عنه ما قد علق به من جمود الأيام ليشعر بشعاع نور ينير له ما بين عينيه ليرى الكون بألوان قوس قزحو بشىء من براءة الأطفال قال لها:اهلا بكى سيدتى وانا أسمى أحمد اعمل مهندس بمطروح أيضا ليلى:سعيدة بلقاءك ومعرفتك لتصمت وتردد بين نفسها أحمد لتشعر أن شىء يدغدغ مشاعرها ليتركها كريشة خفيفة بين الارض والسماء ليحضر لها النادل قهوتها ويقطع هذا الصمت الناطق بالكثير من الكلام دون صوت ويضعها أمامها ويرحل ليمسك أحمد بالحديث تلك المرة قائلا :تتناولين قهوتك سادة اعتقد؟لتفتح فمها مندهشة قائلة له : وكيف عرفت؟أحمد :مجرد تخمين وربما أحساس ليلى: من الواضح أن إحساسك صادق فأنا حقا اتناولها سادة احمد: الا تجدين فيها مرارة قاسية؟ليلى بابتسامة طفولية: سكرها يكمن بالنسبة لى فى شىء آخر غير قطع السكر مما يجعلها سكر زيادة أحمد بشىء من الدهشة:ما هو إذن علنى أفعله انا الاخر؟ليلى: إننى اتناولها على صوت فيروز ورائحة المطر ودفء من احبهم ومع هؤلاء أحسها سكر زيادة وليست سادة ليعلوا صوت صفير القطار معلن قدومه إلى محطته ليقل ركابه إلى مرسى مطروح بلد الجمال والهدوء ليقفا الأثنين معا ويسيران متجاورين دون كلام ليستقلا عربة قطار واحدة ويجلسا بجانب بعضهما فأرقام مقاعدهما متجاورة وكأن القدر يرسم لهم حياتهما ويحدد مصيرهما ليبدأ هو الحديث تلك المرة قائلا :أشعر أنك شاعرة يا ليلى ليلى ضاحكة بصوت عال:كل إنسان بيده ان يصير شاعر فقط ترجم ما يدور بداخلك بصدقأحمد:أبغضك على مشاعرك الطفولية تلك أراك بسيطة فى كل شىء حتى ما تنطقين به أجده بسيط كحلم طفل صغيرليلى: النفس البشرية أبسط مما تتخيل وفى نفس الوقت اعقد مماتتخيلأ. أمرأه برائحة المطر….جلس فى ركن بعيد داخل مقهى محطة القطار ينشد بين جنباته الدفء وقد أمسك بالجريدة يتصفح عناوينها ما بين سياسة وفن واجتماعيات فى محاولة يائسة منه لأن يمر الوقت ويصل القطار الذى سيقله إلى مرسى مطروح حيث مقر عمله كمهندس تعدينليطوى الجريدة بملل شديد واضعها أمامه على الطاولة ليسافرببصره فى المكان يتأمل وجوه من حوله ليكتشف أن المقهى قد ازدحم بشدة وملأ عن أخره فالجو ممطر شديد البرودةفلم يكن منه غير أن زفر بضيق شديد ونادى على النادل طالب فنجان من القهوة عله ينسى الوقت به فحياته كمهندس تعدين جعلته يتغلف بالخصوصية والغرور فى ان واحد ليشعر من يراه للوهلة الأولى انه مدينة محصنة قد كتب عليها ممنوع الاقترابوقد أخذ يعبث بهاتفه فى محاولة يائسة منه لأن يمر الوقتويصل القطاروقد أمسك بفنجان قهوته يتناوله لتتعلق عينيه فجأة دون إرادةمنه بباب المقهى ليراها تدلف منه وقد اغرقتها الامطار وأبتلتملابسها وقد أحتضنت نفسها بكلتا يديها علها تشعر ببعض من الدفء لتظل واقفة مكانها تبحث عن مكان شاغر بين طاولاتالمقهى لتجلس بهوقد أصابتها الحيرة فلا مكان هناك يرحب بها إلا طاولته شاغرةلا أحد يشاركه فيها وما ان وقعت عينيها عليه حتى التقت أعينهم للحظات حاول فيها أن يستجمع قواه التى خانته وكبرياءه الذى تخلى عنه فجأه لينتبه على صوتها وهى تقف أمامه قائلة لههل تسمح لى ان أشاركك طاولتك؟فحاول بكل ما اوتى من قوة ان يظهر غير مبالى بها فنظر بهاتفه وبشىء من برود مضطرب قال لها :تفضلي دون ان ينظر الى وجههالتجيبه بحياء به نبرة تعجب من تصرفهشكرا لك؛لم يهتم بأن يرد عليها شكرها بل كان مهتم أكثر بأن لا تعلوا دقات قلبه عن هذا الحد الذى يشعر به خوفا من ان تسمعها هى وتتبين ضعفه الإنسانى الذى يدق قلبه للمرة الأولى فى حياتهليحضر النادل بابتسامته الواسعة قائلا لزائرة الطاولة:سيدتىهل لى ان أحضر لكى شىء؟لتجيبه بابتسامة أوسع أظهرت أسنانها البيضاءأشكرك هل لى بفنجان قهوة؟النادل : كما تحبين سيدتىوتركها ومضى ليحضر لها فنجان قهوتهالتمضى بضع دقائق رتيبه وهى تدق الطاولة بأصابعهالينظر إليها للمرة الأولى منذ أن شاركته طاولته وصمته ونبضاتقلبه ليرى لون عينيها الأسود العميق الذى يحوى دفء غريب وملامحها الطفولية التى تبعث طمأنينة غريبة بداخل من يراها ليجد الكلمات قد تلاشت منه ونسى ما كان ينوى ان ينطق به فصمت هامسا لنفسه : ماذا حدث لك ؟لما تلك البعثرة والاضطراب؟ هل تصدق ان هناك حب من النظرة الأولى؟لا لا كف عن هذا العبث واترك تلك المهاترات جانباليجد صوت آخر أتى من داخله يجيب عليه قائلا :لما تطلق عليه عبث ما المانع ان تسميهاحتواء نفس لنفس واختلاط شعور بشعور دون ان تدرىلما لا تعطيه اسمه الحقيقى وتعترف انه بداية إعجاب وربما بداية قصة جديدة بحياتك تلك الزائرة هى من تكون البطلةلينتبه من شروده وأفكاره على غلاف رواية عنوانها الاطلال كانتقد أمسكت بها تتصفحها ليعاوده الصوت ثانيه يهمس له:يا أبله أنتهز الفرصة وتحدث معها عن تلك الرواية لا تضيع الفرصةفغمغم بكلمات غير مفهومة وكأنه يجرب ما سيقوله وكانت قد شعرت بأرتباكه فابتسمت وبادرته القول قائلة له: هى قرأت الاطلال من قبل؟ليأخذ نفس عميق مجيبا أياها: نعم قرأتها منذ سنوات فأن ممن يعشقون كتابات يوسف السباعيهى: حقا انه فارس الرومانسية ونظرت له نظرة طويلة صامتهتود أن تخبره فيها ان لا يخاف متمنية أن تهديه الأمان ليتحدث معها فنادرا ما نقابل أناس نشعر معهم بالأمان ورغم غموضه وصلابته معها إلا انها أحست انه يخفى داخله قلب نقى محب يحتاج فقط لمن يحتويه ويترجمه دون أخطاءلتستأنف هى حديثهم قائلة :اسمى ليلى اعمل مدرسة موسيقى بأحدى مدارس مرسى مطروحليبتسم هو للمرة الأولى منذ لقائهم وكأن أسمها مسح داخله برفق فأزال عنه ما قد علق به من جمود الأيام ليشعر بشعاع نور ينير له ما بين عينيه ليرى الكون بألوان قوس قزحو بشىء من براءة الأطفال قال لها:اهلا بكى سيدتى وانا أسمى أحمد اعمل مهندس بمطروح أيضاليلى:سعيدة بلقاءك ومعرفتكلتصمت وتردد بين نفسها أحمد لتشعر أن شىء يدغدغ مشاعرهاليتركها كريشة خفيفة بين الارض والسماءليحضر لها النادل قهوتها ويقطع هذا الصمت الناطق بالكثير منالكلام دون صوت ويضعها أمامها ويرحل ليمسك أحمد بالحديثتلك المرة قائلا :تتناولين قهوتك سادة اعتقد؟لتفتح فمها مندهشة قائلة له : وكيف عرفت؟أحمد :مجرد تخمين وربما أحساسليلى: من الواضح أن إحساسك صادق فأنا حقا اتناولها سادةاحمد: الا تجدين فيها مرارة قاسية؟ليلى بابتسامة طفولية: سكرها يكمن بالنسبة لى فى شىء آخر غير قطع السكر مما يجعلها سكر زيادةأحمد بشىء من الدهشة:ما هو إذن علنى أفعله انا الاخر؟ليلى: إننى اتناولها على صوت فيروز ورائحة المطر ودفء من احبهم ومع هؤلاء أحسها سكر زيادة وليست سادةليعلوا صوت صفير القطار معلن قدومه إلى محطته ليقل ركابه إلى مرسى مطروح بلد الجمال والهدوء ليقفا الأثنين معا ويسيران متجاورين دون كلام ليستقلا عربة قطار واحدة ويجلسا بجانب بعضهما فأرقام مقاعدهما متجاورة وكأن القدر يرسم لهم حياتهما ويحدد مصيرهماليبدأ هو الحديث تلك المرة قائلا :أشعر أنك شاعرة يا ليلىليلى ضاحكة بصوت عال:كل إنسان بيده ان يصير شاعر فقط ترجم ما يدور بداخلك بصدقأحمد:أبغضك على مشاعرك الطفولية تلكأراك بسيطة فى كل شىء حتى ما تنطقين به أجده بسيط كحلم طفل صغيرليلى: النفس البشرية أبسط مما تتخيل وفى نفس الوقت اعقد مماتتخيل احمد بستغراب: وكيف تكون الحالتين فى أن واحد؟ليلى:حينما تجد من يحتويها ويستوعبها بكل ما فيها من حسنات وسيئات وخير وشر وعقل وهفوات صدقنى ستجدها بسيطة حالمة وحينما لا تجد كل هذا ستجدها أعقد مما تتخيل احمد:الا ترين أن كل حياتك تعتمد على المشاعر فقط؟ ليلى: عقلى هو قلبى فما أشعر به دوما اجده صدق والقلب دوما اصدقمنذ ‏29‏ دقيقة·أرسلت من يصمت أحمد ويشرد خارج زجاج نافذة القطار الذى ينهب الأرض نهبا فى طريقه إلى مرسى مطروح ليجد صوت يتردد فى أعماقه يقول له :من أنتى أيتها الليلى ومن أين أتيتى لتحتلى كل هذا الشغف بداخلى ليفيق من شروده على يد ليلى تهزه برفق قائلة:أحمد هل انت بخير؟لينظر إليها وقد شعر انه يسمع أسمه للمرة الأولى بحياته وأند خفية تمسح داخله من كل شىء واى شىء الا تلك القابعة بجوارهقائلا لها: هل لى بسؤال ؟ليلى :تفضل احمد: كيف للإنسان ان يشعر مع شخص لا يعرفه بونس غريب وكأن الحياة بأكملها جمعت بهذا الشخص ليلى: بشىء بسيط جدا ونقى بشكل مخيف يشبه الأطفال فى براءتهم والأعياد فى فرحتها شىء كالصباحات الممطرة وطعم حبات التوت والشيكولايجعلنا نرى الحياة بألوان الطيف السبع وأحلامنا معقودة بزيل طائرة ورقيه تسافر بنا بعيدا عن الارض شىء إسمه الحب أحمد: الحب انه دوما مفتاح الحياة يا ربى هل من الممكن ان يكون ما أشعر به حب ؟ليلى:هل لى ان اقول لك شىء ولم تعطيه تلك المرة فرصة للرد فقد اقترب القطار من الوصول لتكمل قائلة :اترك لنفسك العنان لتحب وتحيا وتتنفس لن تخسر شىء بل ستكسب على الاقل احساس قلما ما نصادفه بحياتنا فأذا دق بابك يوم الحب أفتح له ذراعيك ورحب به فهو ضيف عزيز النفس لا توصد دونه الأبواب كل لا يهجرك ليصمت أحمد كمن شعر انه يجلس مع أربعون امرأة فى امرأةواحدة ليعلوا فجأة صوت صفير القطار معلن وصوله إلى محطته الاخيرة لتخرج منه تنهيدة قوية وبرفق شديد تهمس له :أحمد ماذا بك ؟احمد:لا شىء انها تنهيدة راحة هل لى أن أخبرك بسر؟تجيبه بضحكة طفولية كمن كسب معركة كان يراهن فيها خصمه انه هو الفائز قائلة :أخبرنى ما تود قوله وسرك فى بئر عميق أحمد: أجمل شىء فى الوجود هو أن تطمئن لشخص وتحسين معه دفء نقى خالى من الأطماع والحسابات وانا أشعر معك هذا الأحساسأردت فقط ان أكون صادق مع نفسى ولو لمرة واحدة وانطق ما أشعر به علنا لا نلتقى ثانيةوبدون كلمات نهضا الأثنين وسار كلاهما بجانب الآخر صامتين تماما وما كان منه إلا أن مد يده ممسك براحتها بشدة كمن يخاف ان يضل الطريق وتتركه أمهل تترك هى الاخرى راحتها فى يده كتاءه وجد مرساه. .ليقفا على رصيف المحطة محاولين ان يصيروا شجعان ويرحل كل واحد منهما إلى جهته دون رفيقه وبابتسامة مهزومة قال لها أشكرك فقد جعلتنى أرى الحياة بشكل آخر واعطيتنى فى ساعات ما لم أشعر به فى سنوات لتغمض عينيها محاولة ان تخفى دمعة قد ترقرقت بهما وابتسمت له تاركة إياه ماضية فى طريقها وما ان خطت خطوتين حتى ناداها بصوت مرتفع: ليلى لتتوقف فى الحال وتستدير إليه لتجده يجرى نحوها مادا إليها يده هامسا لها:أحتاج كفك أستند إليه فى حياتى أتوافق تضحك بصوت مرتفع قائلة له :وانا كفى متعب وبحاجة لمن يمسك به ليمسك كلاهما بيد الآخر ويمضيان فى طريقهما حيث الحب والأمل والحياة تمت بحمد الله حمد بستغراب: وكيف تكون الحالتين فى أن واحد؟ليلى:حينما تجد من يحتويها ويستوعبها بكل ما فيها من حسنات وسيئات وخير وشر وعقل وهفوات صدقنى ستجدها بسيطة حالمة وحينما لا تجد كل هذا ستجدها أعقد مما تتخيل احمد:الا ترين أن كل حياتك تعتمد على المشاعر فقط؟ ليلى: عقلى هو قلبى فما أشعر به دوما اجده صدق والقلب دوما اصدق منذ ‏غنيم يصمت أحمد ويشرد خارج زجاج نافذة القطار الذى ينهب الأرض نهبا فى طريقه إلى
مرسى مطروح ليجد صوت يتردد فى أعماقه يقول له :من أنتى أيتها الليلى ومن أين أتيتى لتحتلى كل هذا الشغف بداخلى ليفيق من شروده على يد ليلى تهزه برفق قائلة:أحمد هل انت بخير؟لينظر إليها وقد شعر انه يسمع أسمه للمرة الأولى بحياته وأنيد خفية تمسح داخله من كل شىء واى شىء الا تلك القابعة بجواره قائلا لها: هل لى بسؤال ؟ليلى :تفضل احمد: كيف للإنسان ان يشعر مع شخص لا يعرفه بونس غريب وكأن الحياة بأكملها جمعت بهذا الشخص ليلى: بشىء بسيط جدا ونقى بشكل مخيف يشبه الأطفال فى براءتهم والأعياد فى فرحتها شىء كالصباحات الممطرة وطعم حبات التوت والشيكولا يجعلنا نرى الحياة بألوان الطيف السبع وأحلامنا معقودة بزيل طائرة ورقيه تسافر بنا بعيدا عن الارض شىء إسمه الحب أحمد: الحب انه دوما مفتاح الحياة يا ربى هل من الممكن ان يكون ما أشعر به حب؟ليلى:هل لى ان اقول لك شىء ولم تعطيه تلك المرة فرصة للرد فقد اقترب القطار من الوصول لتكمل قائلة :اترك لنفسك العنان لتحب وتحيا وتتنفس لن تخسر شىء بل ستكسب على الاقل احساس قلما ما نصادفه بحياتنا فأذا دق بابك يومالحب أفتح له ذراعيك ورحب به فهو ضيف عزيز النفس لا توصد دونه الأبواب كل لا يهجركليصمت أحمد كمن شعر انه يجلس مع أربعون امرأة فى امرأة واحدة ليعلوا فجأة صوت صفير القطار معلن وصوله إلى محطته الاخيرة لتخرج منه تنهيدة قوية وبرفق شديد تهمس له :أحمد ماذا بك ؟احمد:لا شىء انها تنهيدة راحة هل لى أن أخبرك بسر؟تجيبه بضحكة طفولية كمن كسب معركة كان يراهن فيها خصمه انه هو الفائز قائلة :أخبرنى ما تود قوله وسرك فى بئر عميق أحمد: أجمل شىء فى الوجود هو أن تطمئن لشخص وتحسين معه دفء نقى خالى من الأطماع والحسابات وانا أشعر معك هذا الأحساس أردت فقط ان أكون صادق مع نفسى ولو لمرة واحدة وانطق ما أشعر به علنا لا نلتقى ثانيةوبدون كلمات نهضا الأثنين وسار كلاهما بجانب الآخر صامتين تماما وما كان منه إلا أن مد يده ممسك براحتها بشدة كمن يخاف ان يضل الطريق وتتركه أمهل تترك هى الاخرى راحتها فى يده كتاءه وجد مرساه. .ليقفا على رصيف المحطة محاولين ان يصيروا شجعان ويرحل كل واحد منهما إلى جهته دون رفيق هو بابتسامة مهزومة قال لها أشكرك فقد جعلتنى أرى الحياة بشكل آخر واعطيتنى فى ساعات ما لم أشعر به فى سنوات لتغمض عينيها محاولة ان تخفى دمعة قد ترقرقت بهما وابتسمت له تاركة إياه ماضية فى طريقها وما ان خطت خطوتين حتى ناداها بصوت مرتفع: ليلى لتتوقف فى الحال وتستدير إليه لتجده يجرى نحوها مادا إليها يده هامسا لها:أحتاج كفك أستند إليه فى حياتى أتوافقي نلتضحك بصوت مرتفع قائلة له :وانا كفى متعب وبحاجة لمن يمسك بهل يمسك كلاهما بيد الآخر ويمضيان فى طريقهما حيث الحب والأمل والحياة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.