صفعة “ماجدة الرومى” للفنانين المصريين ! .. بقلم :نجلاء فتح الله

قد تختلف معني الوطنية من شخص لآخر لتتحول إلى شيئ نسبي مثله مثل أى شيئ آخر..لكن هل تختلف معنى الإنسانية أيضا ؟!

ثلاث أحداث تمت فى الفترة الأخيرة ارتبطت بفنانين “محبوين” وموهوبين أيضا اثارت فى نفسي العديد من التساؤلات عن معنى الوطنية عند الكثير منهم ..هل الوطنية هى التغنى بكلمات حب الوطن على نغمات حماسية ..أم انها المشاركة فى تظاهرة ضد سياسة نظام ..أم هى بوست مزايدة على وطنية الاخرين على وسائل التواصل الإجتماعى أم انها فعل إنسانى لا إرادى تجاه الوطن وابنائه؟

بين تصريحات -قيل- انها عفوية ووصفت بانها وقحة من مطربة من اكثر مطربات جيلها موهبة فى الوطن العربى ضد بلدها التى صنعت جماهيريتها ونجوميتها ومابين موقف اتخذه اثنان من اكثر ابناء جيلهم موهبة أيضا بل وثقافة وهو موقف فى منتهى الغرابة ان يعلنا رفضهما للتعديلات الدستورية المزمع عرضها على الشعب قريبا جدا أمام الكونجرس الأمريكى فى نفس اليوم الذى صرح فيه الرئيس الأمريكى بأن الجولان أرض اسرائيلية وليست أرض سورية محتلة من الصهاينة !

لأجد نقطة بيضاء وسط كل هذا السواد فى مجيئ الفنانة “ماجدة الرومى”لمصر خصيصا لإحياء حفل يخصص ريعه لصالح إعادة بناءبعض من قرى الصعيد ..ولم تكتف الرومى باقامة الحفل فقط وانما اتت الى مصر قبل الحفل بفترة خصصتها لزيارة تلك القرى واهلها ونقل واقعهم المضنى لآخرين حتى تتسع دائرة التبرعات ولا تقتصر على ايرادات الحفل فقط وعبر صفحتها الخاصة على انستجرام وجهت الرومى الدعوة لاصدقائها وزملائها الفنانين المصريين ان يتوجهوا لتلك القرى ويساهموا فى اعادة بنائها وجمع التبرعات لها … وهنا السؤال يفرض نفسه : هل ينتظر الفنانين المصريين الفنانة ماجدة الرومى لتريهم واقع وطنهم من عمق الصعيد الذين لا يرونه ولا يجسدونه الا على الشاشة فقط وهى التى اتت من بلاد الارز لتعرف عن مصر اكثر مما يعرفه فنانينها الذين يستنجدون بالكونجرس او يسخرون منها فى حفلاتم بالخارج او يصنعون ملاييينهم من ناسها ويفتخرون بماركات السيارات الفارهة ويدعون بانهم “نمبر وان” وهم الذين لا يقدمون لهم شيئا ؟!

قد يرى كل هؤلاء انهم اكثر وطنية من غيرهم ..لكن هل افعالهم تنم فعلاعن ذلك ؟! هذه ليست المرة الاولى التى تقدم الرومى حفلا خيريا فى مصر فهى معتادة ذلك منذ سنوات عدة فقد تبرعت بأجرحفلها فى نوفمبر الماضى على مسرح دار الاوبرا المصرية فى مهرجان الموسيقى العربية السابع والعشرين،وقبل ثلاث سنوات احيت حفلا تحت سفح الهرم تبرعت بايراده لصالح مؤسسة اهل مصر ،كما تبرعت بايرادت حفلها فى مكتبة الاسكندرية  التى عادت به للغناء فى مصر بعد غياب 13 عاما لصالح صندوق الكوارث والأزمات فى المحافظة واهداها اللواء “طارق المهدى” محافظ الاسكندرية حينئذ مفتاح المدينة تقديرا لموقفها الداعم لمصر..

ولأن الوطنية مشاعروفعل  ..كل التقدير والاحترام للفنانة العظيمة  التى لم تبخل يوما عن تقديم حقلاتها لصالح الاعمال الخيرية فى مصر اعترافا منها بأن الفن الحقيقى والإنسانية لا يحتاجان جوازسفر ولا يعترفان بحدود وانما يعترفا بشيئ واحد وحيد وهو الإنسان.. مرددة دائما انها تتمنى تقديم المزيد والمزيد من الحفلات الخيرية لان هذه هى الفائدة الأولى من الموهبة التى حباها الله بها ، وكم من فنان  اعترف بنعمة الموهبة وصان تللك الموهبة مثل الرومى ؟؟

 ..وكما علمتنا كجماهير معنى الفن الراقى علمتنا ايضا كيف يكون الانسان راقيا

شكرا “مااجدة الرومى “

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.