صلاح جاهين متعدد المواهب ومحطات في حياته|كتب أحمد علي
تمر اليوم ذكري ميلاد فنان متعدد المواهب فهو كان شاعر ورسام كاريكاتير وممثل وكاتب صحفي ومنتج سينمائي، انه صلاح جاهين،الذي قدم للفن المصري عشرات الاعمال في الشعر وله دواوين شعرية ورسومات كاريكاتورية في جريدة الأهرام ومجلة روزاليوسف، وعشرات الاعمال الغنائية وسيناريوهات سينمائية متعددة يزخر بهاارشيف السينما المصرية.
مولد صلاح جاهين
ولد الفنان والشاعر الكبير صلاح جاهين في 25 ديسمبر 1930 بمنطقة شبرا مصر العريقة بمحافظة القاهرة، التي شهدت ميلاد الكثير من مشاهير مصر ،كان والد صلاح جاهين يعمل مستشارا ورئيس محكمة جنايات المنصورة، ورغبة من الوالد ليكمل مسيرته في سلك القضاء درس صلاح جاهين في كلية الحقوق ليكون قاضيا مثل والده، لكن عشقه للفن جعله يغير دراسته لينتقل الي كلية الفنون الجميلة.
صلاح جاهين والزواج
تزوج الفنان الراحل صلاح جاهين مرتين في حياته، حيث كانت السيدة “سوسن محمد زكي” الرسامة بمؤسسة الهلال هي زوجته الأولى وتزوجا في عام 1955 ورزق منها بإبنته أمينة جاهين وإبنه الشاعر بهاء، ثم تزوج صلاح جاهين للمرة الثانية من الممثلة الصاعدة “منى جان قطان” عام 1967 ورزق منها بأصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.
صلاح جاهين والسينما
وكان صلاح جاهين متعدد المواهب حيث قام بالتمثيل في عدد من الافلام السينمائية،وأنتج العديد من الأفلام السينمائية،التي لاتزال خالدة في تاريخ السينما المصرية الحديثة مثل أميرة حبي أنا وفيلم عودة الابن الضال،ولعبت زوجته مني قطان أدوار في بعض الأفلام التي أنتجها
كما كتب صلاح جاهين سيناريو فيلم خلي بالك من زوزو والذي يعتبر أحد أهم الأفلام وأكثرها رواجاً في فترة السبعينيات، حيث لقي الفيلم أقبال جماهيري كبير،وأستمر عرضه في دور السينما لمدة 54 اسبوع متتالي،كما كتب أيضاً أفلام أميرة حبي أنا، شفيقة ومتولي والمتوحشة. كما قام بالتمثيل في شهيد الحب الإلهي عام 1962 ولا وقت للحب عام 1963 والمماليك 1965 واللص والكلاب 1962.
صلاح جاهين والشعر “الرباعيات”
كان صلاح جاهين موهوب في كتابة الشعر وكتب عشرات الاعمال الشعرية،ولكن قمة أعماله كانت الرباعيات والتي تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة في غضون بضعة أيام. هذه الرباعيات قام بغنائها المطرب الكبير علي الحجار و لحنهاالموسيقار الراحل سيد مكاوي.
كما قام صلاح جاهين بتأليف اكثر من 161 قصيدة،منها قصيدة “على اسم مصر” وأيضا قصيدة “تراب دخان” التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967. وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس في مصر.
صلاح جاهين وتبني الموهوبين
كان للفنان صلاح جاهين نظرة فنية في اختيار ودعم الموهوبين،لذلك كان جاهين متبني موهبة علي الحجار، احمد زكي وشريف منير. كما أرتبط بعلاقة قوية مع الفنانة سعاد حسني حيث دفعها إلى العمل مع أحمد زكي في مسلسل هو وهي.
عمل صلاح جاهين رساما للكاريكاتير في جريدة الأهرام حيث كان كاريكاتير صلاح جاهين يُتابع بقوة وظل باباً ثابتاً حتى اليوم متميزاً بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء
إحتفاء جوجل والتلفزيون بصلاح جاهين
قام التلفزيون المصري علي قناته الاولي بعرض مسلسلاً يتناول رباعيات صلاح جاهين، وذلك في 21 أبريل 2005، وذلك بمناسبة مرور 21 عاما على وفاته.
كما قام موقع جوجل العالمي بالاحتفاء بالفنان الكبير صلاح جاهين في الذكرى الثالثة والثمانين لميلاد جاهين في 25 ديسمبر 2013، بوضع شعار جوجل يمثل مشهداً شعبياً من وحي مؤلفاته.
صلاح جاهين والسياسة
لقب صلاح جاهين “بشاعر الثورة” لأن معظم الأغاني الثورية كتبها وتغني بها العندليب الاسمر “عبد الحليم حافظ” كان من بينها أغاني”إحنا الشعب” و “بالأحضان” و “المسؤلية” و “يا أهلا بالمعارك” وتمكن صلاح جاهين بإشعاره أن يترجم مشاعر وأحلام وأفراح المصريين ويحولها إلى كلمات ملئية بالدفء والفخر التي واكبت ثورة يوليو وما بعدها،وكانت كلمات أغانيه خالية من الشعارات الباردة الجوفاء ونجح أن يغوص داخل أعماق المواطن المصري الراغب ان يحيا في عالم أفضل وكانت مشاعره صادقة عفوية.
هزيمة 67 واثرها علي صلاح جاهين
ونجح صلاح جاهين بكلمات أغانيه في تخليد زعيم ثورة يوليو الرئيس جمال عبد الناصر فعلياً بأعماله، لكن كانت هزيمة 5 يونيو 1967م اثرها علي صلاح جاهين،بخاصةً بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة، أدت إلى أصابته بكآبة. هذه النكسة كانت الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات والتي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشف الخلل في مسيرة الضباط الأحرار، والتي يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر.
وفاة عبد الناصر وإصابة جاهين بالإكتئاب
كانت وفاة الرئيس عبد الناصر هي السبب الرئيسي لحالة الحزن والاكتئاب التي أصابته وكذلك السيدة أم كلثوم حيث لازمهما شعور بالانكسار لأنه كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر. لم يستعيد بعدها جاهين تألقه وتوهجه الفني الشامل.
وفي 21 أبريل عام 1986م تناول صلاح جاهين جرعة كبيرة من الحبوب المنوّمة والتي كان يتناولها لعلاج حالة القلق والاكتئاب التي كان يعاني منها،وادي تناوله للحبوب المهدئة بجرعة كبيرة إلى وفاته وهو في السادسة والخمسين من عمره، وقيل وقتها،أنّه أقدمَ على الانتحار نتيجة الحالة التي أصيبَ بها.
✍️ احمد علي