صلاح ذو الفقار ورحلة من البوليس للتمثيل وعلاقته بالسادات زواجه من زهرة العلا وشادية

صلاح ذو الفقار من فناني الزمن الجميل قدم عشرات الاعمال الفنية في السينما والتلفزيون والاذاعة والمسرح لم يبدأ الفن في اول حياته فهو في الاساس ضابط شرطة وعمل ومدرسا في كلية البوليس “الشرطة” وخلال وعمله في البوليس أظهر مواقف وطنية اهمها قيامه بتهريب السادات من السجن عندما كان مقبوض عليه بتهمة قتل وزير المالية أمين عثمان، والذي كان عميلا للاحتلال البريطاني.

السيرة الذاتية

اسمه بالكامل صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار، من مواليد مدينة المحلة الكبرى عام 1926، أظهر تفوقا خلال في الدراسة بالمراحل المختلفة، كان والده يعمل بالبوذية في مدينة المحلة وعندما تم ترقيته لرتبة الأميرالاي (العميد) للعمل مفتشاً بمديرية أمن القاهرة انتقلت الأسرة الي القاهرة وتم شراء منزل في العباسية.

 

دراسته وعشقه للملاكمة 

التحق “صلاح” بمدرسة العباسية الابتدائية،وعقب الانتهاء منها انتقل لمدرسة القبة الثانوية، وأظهر تفوق في دراسته بالثانوية وحصل علي مجموع عالي في البكالوريا”الثانوية العامة “، ودخل كلية الطب بجامعة الإسكندرية، وترك كلية الطب والتحق بكلية البوليس لخوف والده من سكنه بمفرده في الإسكندرية حيث كان صغيرا في السن وعمره 16 عاماً، فألحقه بكلية البوليس مثل أشقائه الأكبر منه محمود وعزالدين وكمال.

وخلال دراسته الثانوية بمدرسة القبة عشق الملاكمة وتعلمها، وبعد انضمامه لكلية البوليس بالعباسية، فأكمل هوايته لرياضة الملاكمة، وواصل تدريباته القوية وحصل على عدد من البطولات خلال لعبه باسم نادي السكة الحديد في بطولات الملاكمة

اغتيال أمين عثمان وتهريب السادات

في يناير 1946 قام مجموعة من الشباب الوطنيين بإغتيال وزير المالية في حكومة الوفد امين عثمان بسبب مواقفه الموالية للاحتلال الانجليزي وقامت قوات البوليس بالقبض على عدد كبير من المشتبه لهم ، وقامت وزارة الداخلية بندب مجموعة من الضباط لحراسة هؤلاء الشباب المتهمين بقتل امين عثمان ومن الصدف الغريبة ان يكون صلاح ذو الفقار من بين هؤلاء الضباط ويتم تكُليفه بحراسة احد المتهمين وهو أنور السادات، وكان صلاح يتواجد برفقة السادات في سيارة الترحيلات خلال ترحيله من سجن طره إلى المحكمة، و خلال ذلك دار حوار بينهم وعلم صلاح ان السادات يعمل ضابطاً بالجيش، وتم إحالته الي التقاعد بإنهاء عمله بالجيش بسبب اتهامه في قتل أمين عثمان.

وبحسه الوطني وتاكده من وطنية السادات حاول صلاح مساعدته في الهرب خلال فترة احتجازه بسجن مصر العمومي لكنه لم ينجح، وحاول مرة اخري خلال محاكمته في محكمة باب الخلق للجنايات وفشل، وفي المرة الثالثة نجح في مساعدته في الهرب خلال عرضه للكشف الطبي في مستشفى مبرة محمد علي الخيرية، وعندما علم حكمدار الأمن البوليس السياسي بما قام به الضابط صلاح ذو الفقار، ومساعدته في تهريب المتهم انور السادات، إحيل الملازم صلاح ذو الفقار للتحقيق وام إحالته إلى المحاكمة العسكرية جنائية، وتدخل وزير الحربية محمد حيدر باشا، وقام بإلغاء المحاكمة العسكرية لصلاح.

ونظرا لاعجاب وزير الحربية حيدر باشا بالقدرات الرياضية وبطولات صلاح ذو الفقار في الملاكمة طلب منه الانتقال من نادي السكة الحديد لفريق الملاكمة بالزمالك (في مكانه القديم مكان مسرح البالون في العجوزة)، وبالطبع وافق صلاح لرد جميل حيدر باشا الذي انقذه من السجن وخلال اللعب باسم الزمالك حصل صلاح على بطولة الجمهورية خمس سنوات متتالية.

ترك البوليس والاتجاه الفن

بعد قيام ثورة 23 يوليو أنتقل صلاح ذو الفقار من العمل بمصلحة السجون الي كلية البوليس”الشرطة ” بقرار من زكريا محيي الدين وزير الداخلية في تلك الفترة وعمل صلاح مدرساً بكلية الشرطة ، ولكنه تقدم باستقالته عام 1957 وهو برتبة صاغ «رائد» بعد اشتراكه في فيلم رد قلبي مع شكري سرحان ونجاحه في دور اخو بطل الفيلم ظابط الشرطة خفيف الظل وتهافت المخرجين عليه، كما شجعه علي اختراق الفن اخواته الكبار عز الدين ومحمود.
ظل صلاح ذو الفقار علي تواصل مع أنور السادات، والذي قامت المحكمة بتبرئته من الاشتراك في قتل امين عثمان وعاد انور للخدمة ضابطاً بالجيش مرة اخري وشارك انور ضمن الضباط الأحرار وساهم مع زملائه في قيام الثورة وتولى بعد الثورة عدد من المناصب، وعندما ترأس السادات منظمة الشعوب الإفريقية والأسيوية ، تذكر صديقه صلاح ذو واختاره مديراً تنفيذياً للمنظمة، ولكنه قدم طلب لابنائه لانشغاله في الفن ، وفي سنة 1957 تقدم صلاح ذو الفقار باستقالته من العمل بالداخلية وكان برتبة صاغ “رائد”وبدأ مشوار الفن والعمل السينمائي بعد ضغوط عليه من شقيقيه محمود وعزالدين ذو الفقار الذين سبقوه في العمل بالسينما، ووافق صلاح وبخاصة بعد وفاة والدهم الأميرالاي ” العميد ” أحمد مراد ذو الفقار.

زواج وطلاق

تزوج الممثل صلاح ذو الفقار اربع مرات كانت زوجته الاولى هى نفيسة بهجت وكانت على صلة قرابة به ومن رائدات العمل الإجتماعي وقد تزوجها في عام 1947 وبعد الخلافات قررا الإنفصال شكليا من دون أن يتم الإنفصال الرسمي خصوصاً أنها ام ابنائه المهندس أحمد والمحامية منى ، وأثناء تصويره فيلم “رد قلبي” تعرف على الممثلة زهرة العلا واثناء مشهد زواجهما بالفيلم طلب منها ان يتزوجها في الحقيقة وهو ما حدث بالفعل ليحضر كل فريق عمل الفيلم الزفاف ولكن انتهى الامر بالطلاق بعد عام من دون أية خلافات حيث شاركا في افلام سويا بعدها مثل “الرباط المقدس” و”جميلة”.

في نفس الفترة ونهاية الخمسينيات كان قد شارك مع شادية في فيلم “عيون سهرانة” عام 1957 وكانت وقتها متزوجة من الفنان عماد حمدي لكن العلاقة كانت متوترة حيث تم الإنفصال وارتبطت بعلاقة حب بعدها مع صلاح ذو الفقار وتم الاعلان عن الزواج بعد عرض فيلم “أغلى من حياتي” وبعد عام كانت شادية قد أوشكت على تحقيق حلم حياتها بالأمومة والتزمت بتعليمات طبيبها ولم تخرج من المنزل طيلة خمسة أشهر لكن تم الاجهاض وهو ما جعل العلاقة بينهما تتوتر لتطلب الإنفصال ونجح الأصدقاء في جمعهما مجددا لكن بعدها بسنوات قليلة وبالتحديد في عام 1

كان اشتراك صلاح ذو الفقار في فيلم «رد قلبي» نقطة إنطلاق في مشوار صلاح ذو الفقار في الفن وتقديم الاعمال السينمائية والخاصة، ففي هذه الفترة كان قد طلّق زوجته الأولى نفيسة بهجت وكانت من خارج الوسط الفني ، وخلال اشتراكه في فيلم رد قلبي، نمت قصة حب مع الفنانة الرقيقة زهرة العلا التي قامت في الفيلم بدور حبيبته وتزوجها ضمن احداث الفيلم،وأحبها أثناء تصوير الفيلم وطلب منها الزواج ، ولم يستطع اعلان خبر الزواج إلا بعد انتهاء العمل في الفيلم عرض فيلم رد قلبي حضره العرض الخاص جمال عبدالناصر وضباط مجلس قيادة الثورة وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

لكن حبه وزهرة العلا لم يستمر طويلا ة، وحدث الانفصال بينهم بعد عام واحد، ثم وقع في حب الفنانة شادية وتزوجها وبعد انفصالها عن عماد حمدي ، وعاشا قصة حب وأطول فترة زواج، لكن شادية طلبت منه أن يطلقها بعد أن حملت منه واقترب حلمها في الامومة لكن اجهضت ومرت بحالو نفسية سيئة لذلك طلبت منه الانفصال والعودة لزوجته الأولى أم أولاده احمد ومني وقالت له «أولادك في حاجة لك أكثر مني»، وبالفعل عاد إلى زوجته الأولى وأكمل معها بقية أيامه خاصة بعد أن اشتد عليه المرض.

توفي الفنان صلاح ذو الفقار في 22 ديسمبر 1993، ولم يشاهد أفلامه الخمسة الأخيرة وهي «المتهمة» و«لهيب الانتقام» و«الإرهابي» و«لصوص 5 نجوم» و«ديسكو ديسكو»، وكلها عُرضت بعد وفاته.

✍️ احمد علي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.