صندوق باندورا هل خرج منه “الأمل” مع الكوارث والمآسي
صندوق باندورا فيعتبر هذا الصندوق واحداً من أهم الأساطير التي وصفت السلوك الإنساني، واستخدم اليونانيون القدماء هذه الأسطورة من أجل دراسة نقاط ضعف البشر، وتوضيح عوامل سوء حظ السلالة البشرية .
الأساطير
للأساطير كما الجمال سطوة، وهي تجيد المزج بين سحر الحكاية والفلسفة والعبرة، إلى جانب إتاحة المجال لأعمال الخيال والتفكير، والسفر في أزمنة بشرية وقدعرف الإغريق، كما الشعوب التي جاءت في ذات الحقبة الزمنية، أساطير ارتبطت بشكل مباشر بالآلهة وأعمالها وتصرفاتها، وكيف أثرت في حياة البشر، وحتى اليوم يحلو لنا في بعض الأحيان تصديق الحكايات ورسم بُعد آخر للحياة من خلالها.
أسطورة صندوق باندورة
تقول الأسطورة بحسب بعض المراجع التاريخية، إن الإله “زيوس” أمر “هيفستس”، زوج الآلهة أفروديت، بصنع ابنة له، بحيث تكون أول امرأة تصنع من الطمي ولتكون عقاباً للجنس البشري.
فصنع هيفستس إمرأة جميلة وأسماها “باندورا”، وأراد زيوس أن ينزل عقابه على الناس، لأن “بروميثيوس” (بطل بشري يعرف بذكائه)، هو الذي سرق من مملكة الآلهة النار، وأعطاها للبشر غير الخالدين.
باندورا على الأرض
أرسل زيوس باندورا إلى الأرض لتتزوج من أبيميسيوس (واحد من إخوة بروميثيوس)، وأعطاها صندوقاً يحتوي على هدايا من الآلهة، لكنه جعلها تعده أنها لن تفتحه.
وبسبب ذنب “بروميثيوس” أعطى زيوس مفتاح الصندوق لإبيميسيوس، لأنه يعرف إن الفضول سيجعله يفكر أن يفتحه.
فتح الصندوق
وفي يوم من الأيام كان “ابيميسيوس” نائماً فدخلت عليه باندورا، و سرقت مفتاح الصندوق و فتحته.
فانطلقت منه كل الأمراض ، المعاناة، الكره والحسد التي أخفتها الآلهة داخل الصندوق .
خافت باندورا كثيراً عند رؤيتها كل الأرواح الشريرة تخرج من الصندوق، فحاولت إغلاقه بمنتهى السرعة قبل انطلاق آخر شيء جيد منه وهو “الأمل”.
وظل “الأمل” بداخله بالفعل، بحسب الأسطورة، لأن إرادة زيوس كانت أن يجعل الناس تعاني، لكي يتعلموا ما هو جزاء عدم طاعة الإله.
وباندورة كانت أكثر شخص صالح يؤدي هذه المهمة لأنها كانت فضولية كفاية ولكنها ليست شريرة .
الأمل المحبوس
ظهرت هذه الأسطورة في نسخ مختلفة و في بعض النسخ لم يخرج الأمل من الصندوق إطلاقاً، فيما أضفت نسخ أخرى نهاية تبشر بالخلاص من الشرور، عن طريق خروج الأمل ووجوده في العالم.
واليوم، وبعد كل ما مرت وتمر به البشرية من كوارث وشرور ومآسٍ، هل كان فضول الإنسان، رغم حسن نيته سبباً في ابتلائه؟ وهل “الأمل” هو ما جعلها تستمر حتى الآن، أسئلة فلسفية، تتصدى لها الأساطير.