«صوت هند رجب» يختتم مهرجان القاهرة السينمائى الـ46: حين تتحول براءة طفلة إلى أيقونة إنسانية 

 

 «صوت هند رجب» يختتم مهرجان القاهرة السينمائى الـ46: حين تتحول براءة طفلة إلى أيقونة إنسانية 

تقرير_أمجد زاهر 

في لحظة ستظل محفورة في ذاكرة المهرجانات السينمائية، أعلن “مهرجان القاهرة السينمائي الدولى” اختيار الفيلم التونسي–الفرنسي «صوت هند رجب» للمخرجة البارزة كوثر بن هنية ليكون فيلم الختام في دورته السادسة والأربعين، التي تُقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025.

وسيُعرض الفيلم في القاهرة يوم 21 نوفمبر، في أول عرض إفريقي له، بعد أن خطف الأضواء عالميًا إثر فوزه بجائزة الأسد الفضي – الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، أحد أعرق وأهم المهرجانات العالمية.

«صوت هند رجب» يختتم مهرجان القاهرة السينمائى الـ46: حين تتحول براءة طفلة إلى أيقونة إنسانية 
«صوت هند رجب» يختتم مهرجان القاهرة السينمائى الـ46: حين تتحول براءة طفلة إلى أيقونة إنسانية

 

من غزة إلى العالم عبر شاشة السينما

 

 

الفيلم، الذي أثار جدلًا واسعًا وأشعل مشاعر الجمهور، لا يكتفي بسرد واقعة إنسانية، بل يُحوّلها إلى شهادة بصرية وسمعية على قسوة الحرب.

فهو يروي قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب (6 سنوات) التي وجدت نفسها وحيدة محاصَرة في سيارة تحت القصف في غزة بعد فقدان عائلتها.

وفي لحظة تختلط فيها البراءة بالخوف، اتصلت بخدمات الطوارئ التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني طالبة النجدة، فيما كانت فرق الإنقاذ تبحث عن ممر آمن للوصول إليها.

 

اختارت كوثر بن هنية أن تعتمد على التسجيل الصوتي الحقيقي للمكالمة، لتبني حوله عالمًا سينمائيًا يمزج بين الروائي والتوثيقي، في تجربة تُحاكي الانتظار، الصمت، وأنفاس الخوف، لتجعل من صوت الطفلة شهادة حية ورمزًا للبراءة المهددة بالعنف.

 

إشادة عربية ودولية

 

رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي أكد أن اختيار الفيلم لختام الدورة يعكس إيمان القاهرة السينمائي بدور الفن في الدفاع عن قضايا الإنسان، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقال:

“إن «صوت هند رجب» فيلم يترك أثرًا عميقًا، ويجعل من الفن أداة للتعبير عن العدالة والحرية.”

 

من جانبه، أشار محمد طارق، المدير الفني للمهرجان، إلى أن استضافة الفيلم في القاهرة بعد تتويجه في فينيسيا هو احتفاء بدور السينما العربية في حمل قضايا الإنسان إلى العالم:

“إنه عمل يثبت أن السينما جسر يوحّد الشعوب ويخلّد الذاكرة، كما أن فوزه المرموق بجائزة الأسد الفضي يضاعف من فخرنا بعرضه هنا.”

 

كوثر بن هنية.. مخرجة تُعيد تعريف السينما العربية

 

كوثر بن هنية، صاحبة التجارب المميزة مثل «على كف عفريت»و«الرجل الذي باع ظهره»، تثبت من جديد قدرتها على جعل السينما ساحة للبوح الإنساني.

فهي لا تكتفي برواية قصة هند، بل تحولها إلى أيقونة إنسانية تعكس معاناة أطفال الحروب، وتعيد إلى الأذهان سؤال السينما الأبدي: هل يمكن للفن أن يغيّر العالم؟

«صوت هند رجب» يختتم مهرجان القاهرة السينمائى الـ46: حين تتحول براءة طفلة إلى أيقونة إنسانية 
«صوت هند رجب» يختتم مهرجان القاهرة السينمائى الـ46: حين تتحول براءة طفلة إلى أيقونة إنسانية 

الفن في مواجهة الألم

 

بحضور «صوت هند رجب» في ختام المهرجان، تتحول الشاشة إلى مرآة للعالم العربي والعالم بأسره، حيث يتقاطع الفن مع المأساة ليصنع مساحة للتأمل والأمل معًا.

إنه تذكير مؤثر بأن السينما ليست مجرد ترفيه، بل وسيلة لحمل الأصوات المقهورة وإيصالها إلى أبعد مدى.

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.