“صياد الارواح”: الوجه الأخر للشخص المؤذي في رحلة الحياة

تقمص دور الضحية: سلاح الخداع لجذب التعاطف وتحقيق المصالح

بقلم: ريهام طارق 

نقابل في حياتنا اليومية، أشخاصًا يتركون آثارًا سلبية في نفوسنا، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، هؤلاء الأشخاص يمكن وصفهم بـ”المؤذيين”.

قد لا يدركون أحيانًا حجم الأثر الذي يتركونه بسبب تصرفاتهم وسلوكياتهم على حياه الآخرين، وهو يتقمص دور الضحية، الذي تعيش معاناه الظلم والتهميش، في حين أن الحقيقة تكمن في كونه هو من يسبب الأذى لجميع من حوله، في ظل هذه التناقضات.

يبقى السؤال: كيف نواجه هؤلاء الأشخاص؟ وكيف نحصّن أنفسنا من تأثيرهم السلبي؟

تقمص دور الضحية: سلاح الخداع لجذب التعاطف وتحقيق المصالح:

يعيش الشخص المؤذي داخل عالم صنعه من أوهامه، يرى نفسه ضحية لمؤامرات ظلم لا تنتهي، مؤمنا أن الجميع يتآمرون ضده، ويرتدي قناع الحمل البرئ، ويبرر سلوكياته الغير الأخلاقية، من خلال قصصاً مؤثرة عن تعرضه للغدر والخيانة، وكيف تم استغلال طيبته من قبل الآخرين، و الهدف الحقيقي من وراء تلك القصص هو الرغبة في استدرار التعاطف وجذب الانتباه، ليصبح المحور الذي يدور الجميع من حوله.

اقرأ أيضاً:هالة الزيات تعيد الرومانسية في الأغنية العربية وتحيي زمن الفن الأصيل

المؤذيين بيننا: عندما تستغل العواطف وتبرّر الأكاذيب!

يبقى السؤال الذي يشغل أذهان الكثيرين: هل يدرك الشخص المؤذي أنه يقوم بإيذاء الآخرين؟ الإجابة، ببساطة، هي “لا”. الشخص المؤذي غالباً ما يفتقر إلى القدرة على مواجهة ذاته أو التفكير بعمق في تصرفاته، إن غياب الضمير يجعله يعيش في عالم لا تحكمه معايير أخلاقية أو دينية تلجمه عن تجاوزاته فهو مؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، ولا يجد أي مانع في استخدام الأكاذيب و الخداع والمناورات لتحقيق مصالحه الشخصية وفي نهاية المطاف، يظل هذا الشخص غير مكترث بالضرر الذي يسببه للآخرين، طالما يصل في النهاية لتحقيق ما يسعى إليه.

هؤلاء الأشخاص لا يرون في الآخرين سوى “فريسة” يمكن استغلالها، يتغذون على مشاعرها، و يستغلون نقاط الضعف فيها، و يخترقون الدوائر العاطفية لأقرب الناس إليهم، بهدف بناء علاقات قائمة على السيطرة والتحكم، حيث يتلاعبون بالعواطف يجعلون الطرف الآخر يعيش في حالة دائمة من الخوف والقلق، قد يبدأ هذا الاستغلال ببطء، لكنه يتصاعد تدريجيًا حتى يجد الفرد نفسه “مأكولًا حيًا” دون أن يدرك ذلك.

هكذا، يكشف عن طبيعة الشخص المؤذي الحقيقية حين يجدون أنفسهم في موقع السيطرة، متغافلين عن الضرر النفسي والعاطفي الذي يخلّفونه وراءهم، فالمسألة ليست فقط في ما يفعلونه، بل في قدرتهم على التلاعب بمفاهيم الأخلاق لجعل أفعالهم مبررة وشرعية في نظرهم حتى وإن كان الثمن بتر مشاعر من حولهم.

كيف يمكننا التعامل مع الشخص المؤذي؟

يحتاج التعامل مع الشخص المؤذي إلى وعي وحذر كبيرين، و من الضروري أن ندرك أن هؤلاء الأشخاص لن يتغيروا بسهولة، والاعتقاد أن ضميرهم سيستيقظ في يوم من الأيام هو وهم يجب التخلي عنه.

عليك أن تتجنب الانخراط في علاقات مصيرها هو اذاك ودمارك النفسي والعاطفي، و تأكد أن السلام النفسي لا يأتي من محاولة تغيير ” المؤذيين أو محاولة فهم دوافعهم، بل يأتي من اتخاذ القرار الصحيح بالابتعاد عنهم للأبد.. لا تسمح لأحد بأن يأخذ منك طاقتك أو يجعل منك “فريسة” ضعيفة، تعلم أن تقول “لا” بقوة، وضع حدودك بوضوح، وكن على يقين أن هناك من يفتقرون للضمير والأخلاق، وهم ليسوا سوى “صيادين” في لعبة الحياة.

اقرأ أيضاً:صرخة يأس وأمل في المستقبل: حوار بين مواطن مصري محبط ووطنه

اكتشف من حولك: أثر الأشخاص الإيجابيين في حياتك:

غالبًا ما نغفل عن أولئك الأشخاص الذين يشكلون مصدر دعم وإيجابية لنا، وقد حان الوقت لأن تفتح عينيك وتنظر من جديد إلى كل من حولك، لتكتشف أولئك الأشخاص الجيدين والمخلصين الذين يضيئون دربك، وافتح لهم باب قلبك على مصراعيه، واستمتع بحبهم و عطائهم الصادق، دعهم يمنحونك طاقتهم الإيجابية التي تصبح بمثابة سلاح قوي يساعدك على مواجهة تحديات الحياة، ويسهم في تعزيز فرصك لتحقيق النجاح في رحلتك نحو الكفاح والتميز.

لا تدع هذه الفرصة تمر، بل كن متيقظًا لقيمة العلاقات الإيجابية التي تحيط بك واجعل منها مصدر إلهام يومي يدفعك للأمام.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.