ضبط الإعلام الرقمي وحماية الوعي الجمعي القانون ضروري لكن ليس الحل الوحيد!!
بقلم/ إيمان سامي عباس
ضبط الإعلام الرقمي .. القانون ضرورة ولكنه ليس الحل الوحيد، بينما تتخذ الدولة إجراءات حازمة ضد بعض اليوتيوبرز الذين يخرجون على القيم والأخلاق، مؤكدة أن من يخالف القانون يُحاسب بالقانون. ومع ذلك، فإن القانون وحده لا يكفي لمعالجة المشكلة، إذ يتطلب الأمر حلولًا موازية لضمان تحقيق الهدف الأسمى في حفظ المجتمع وصون هويته.
ظاهرة الإعلام المندفع من أجل الربح
عند التأمل في هذا النمط من الإعلام، نجد أن أغلبه يفتقر للأساس العلمي والمهني، ويعتمد على الاندفاع سعياً وراء المشاهدات والإعجابات التي تتحول إلى أرباح مادية عبر الإعلانات. هذا التوجه يغري الكثيرين، خاصة في ظل استمرار البطالة وارتفاع العائد المادي المحسوب بالدولار، مقارنة بجنيه يعاني من الضغوط الاقتصادية. ولذا، لن يتراجع الإقبال على هذا المحتوى المثير، بل يجب تهذيبه وضبطه.
مسؤولية مؤسسات الدولة في التوجيه والتدريب
الخطوة الأولى في التهذيب هي إدراك المؤسسات المسؤولة عن صناعة الوعي ودعم الهوية الوطنية، أن عليها واجبًا في توعية الإعلاميين الجدد بخطورة ما يقدمونه وتأثيره على المجتمع، سواء بالسلب أو الإيجاب.
أما الخطوة الثانية فهي إلزام هؤلاء الإعلاميين بالتعلم والتدريب الجاد، عبر مراكز متخصصة يشرف عليها خبراء، حتى يكتسبوا وعيًا مهنيًا وأخلاقيًا، ويدركوا أن المحتوى الجاد يمكن أن يحقق مشاهدات أكبر من المواد المبتذلة أو الخارجة عن القيم.
الإعلام المسؤول بين الوعي والقانون
من المهم أن يفهم الإعلامي أن صورة أو كلمة قد تبدو بسيطة، قد تلحق ضررًا بالغًا بالمجتمع، خصوصًا في زمن أصبحت فيه المعلومات سلاحًا في الحروب. وبعد رفع الوعي وتأهيل الإعلاميين، يأتي القانون ليكون المرجع العادل الذي يطبق على الجميع دون استثناء.
معركة الوعي… من الجهل إلى العلم
إصلاح المسار يتطلب الانتقال من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن دوائر التفاهة إلى آفاق الجد والإبداع، وهذا يحتاج وقتًا وجهدًا جماعيًا. فالمعركة اليوم هي معركة وعي وهوية، ولا بد أن نخوضها بروح المحارب أمام عدو شرس.
من التفاهة إلى صناعة المحتوى الهادف
التاريخ يخبرنا أن كل ابتكار جديد قد يبدأ بسوء استخدام، ثم ينضج مع الوقت، إلا إذا وُجد من يسعى للإبقاء عليه في دائرة الإفساد. لذا، يجب أن نحارب هذا الاتجاه بتقديم محتوى جاد، مدعوم بالعلم والتدريب، قادر على جذب الجمهور دون التفريط بالقيم أو الإضرار بالهوية.