ضيوف ولكن لصوص.

ضيوف ولكن لصوص.

 

بقلم: شيماء عراقي.

 

نعم سيدي
إنهم ضيوفك
بنو جلدتك
وأيضًا من دمك
ضيوفك ..تفتح لهم القاعات والحجرات
وتصنع لهم الولائم والعزومات
وتستقبلهم وكأنهم ملوك أتوا لزيارتك
وتفتح لهم من خزائن خيراتك من كل ما تشتهي الأنفس من ملذات
وتلبسهم من ثيابك الجديدة التي خزنتها لنفسك.

نعم سيدي إنهم ضيوفك اللصوص
يسرقون أمام عينك سعادتك
يدسون لك السم في طعامك بكلماتهم وحقد ألسنتهم
يشربون من كأس لبن محلىٰ بعسل صاف ثم يلتفتون ويقولون ليس له طعم وأنه سئ المذاق
يستكثرون عليك نعم الله بل ويتمنون زوالها.

لصوص يدخلون دارك وهي عامرة بالسعادة والبهجة ويأبوا أن يتركوها إلا وهي خراب تعج بالحزن والكآبه
حقًا إنهم لصوص ولكن ضيوفك
لا عليك إلا أن تكرمهم ولا يحق لك أن تطردهم من صحن دارك فتكون سبه في جبينك
غرباء الطبع والتطبع
تنظر في وجوههم فتجد وجوههم شاحبة من شدة حسدهم.

ترهقهم زلات ألسنتهم فتراهم سود القلوب
لا تألفهم مهما حاولت
تغض الطرف عن كبائرهم وهم يعرون صغائرك،

نعم سيدي إنهم ضيوفك يتمتعون بمتاعك
يلتحوفون بلحافك ويخرجون من بيتك في رثاء ضيافتك ينثرون أبيات وقصائد.

سيدى …سيدى لا تأمنهم بل أغلق عليك دارك ولا تضيفهم
ولكن هم ضيوفي
فكيف لى أن لا أكرمهم
وكيف لى أن لا أطعمهم
وكيف لى أن أبسط لهم بسط ناعمة تحت أقدامهم
عفوًا … إنهم ضيوفي ولكن لصوص

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.