طفل متلازمة داون
دكتورة سلوى سليمان تكتب
طفل متلازمة داون (2)
طفل متلازمة داون مثله كباقي الأطفال لديه قدرات ومواهب واحاسيس وعواطف
،فهو مثلهم يشعر بالسعادة وايضا بالحزن واوقات لديه شغف لتحقيق اشياء
ان تبدو لنا بسيطة لكنها بالنسبة له حياة.. ولا نغفل ان لدية من الكبرياء ليس بالقليل
والعواطف عنده ايضا جياشة فقد يشعر بالحب والانتماء والخوف والأمان ؛
فنجده يحب الموسيقى والفن، واحياناً ممارسة الرياضة، كما انّ بعضهم خَجولين
، والبعض الآخر صريح وجريء ،ولديهم نقاط قوة مختلفة فهو كأي طفل يحلم
ويتطلع الى عالم آمن يشعر خلاله بالارياحية عند فعل اي شئ لكنه يعاني
سواء من مجتمعه الصغير -أفراد أسرته – حيث قد لا يقدرون على فهمه جيداً
و تلبية احتياجاته وايضا نظرة الناس له لذلك فهو في حاجه مُلحة لدعم نفسي
بالاضافة الى الدعم التعليمي و الأكاديمي، والاجتماعي الذي يحتاجه،
الا انه من الاحرى ان يوضع له خطة تعليمية فرديّة، والتي يتم انشائها
مع المدرسة كي تلبي احتياجات التعلّم الخاصه به، بحيث تتم مراجعتها وتنقيحها كل عام
، ومما لا شك فيه ان البدء بالتأهيل
والتدريب والدمج المبكر لطفل متلازمة داون يعمل على تقليل الفارق الزمني
مع أقرانه تحديداً في بداية العمر.
ولكي نساعد الطفل المصاب بمتلازمة داون على العيش بسعادة وبطريقة طبيعية يجب على
المجتمع تقبّله ومحاولة
مساعدة أسرته على تأهيله وعلاجه وذلك عن طريق تقديم الدعم النفسي والمساندة المجتمعية للأسرة، حيث يشعر الوالدين بالقلق والخوف على طفلهم كذلك إنشاء دور تأهيل
لهؤلاء الأطفال، ووضع قوانين تسهّل دمجهم في المجتمع ومن المهم ايضا
تعليمهم كيفيّة تكوين صداقات جديدة، والتي يمكن أن تكون تحديّاً لهم،
حيث انّهم يجدون صعوبة في التعامل مع أقرانهم، فيجب تعليمهم كيف يندمجون مع الأطفال الآخرون بأن نعطيه وأقرانه
فرصة الوجود معًا، حتى لو بدرجة محدودة….مع حتمية المتابعة الطبية الدورية
ومتابعة الحالة الصحية لهم مما يساعد على العلاج ومواجهة اي أخطار صحية
في بداياتها وعلاجها، والأهم هو ان تتمتع الأسرة بروح معنوية عالية حتى تنتقل
هذه الروح للطفل وتُساعده على المضي قدماً….
